حوارات

لقاء مع مريم حويج (محترفة أتاشهير التركي): سعيدة بتجربتي التركية.. وسأواصل مع فريقي

بعد سنوات من البروز مع الجمعية النسائية بالساحل، خيّرت المهاجمة التونسية مريم حويج خوض غمار الاحتراف في أوروبا حيث التحقت بالبطولة الفرنسية من بوابة نادي سترازبورغ قبل أن تحط الرحال في الموسم الفارط في البطولة التركية مع نادي أتاشهير اسطنبول الذي خاضت معه دوري أبطال أوروبا في تجربة فريدة من نوعها للاعبة كرة قدم تونسية، ونجحت اللاعبة الدولية التونسية في تقديم مستوى جيد أهلها لتلقي عديد العروض التركية وأبرزها من بيشكتاش، وفي هذا الحوار تتحدث حويج عن تجربتها التركية وكذلك عن واقع كرة القدم النسائية في تونس.

كيف تقيّمين موسمك الأول في البطولة التركية؟

أعتبرها ناجحة الى حد بعيد حيث سجّلت 24 هدفا منها 21 في البطولة المحلية وثلاثة في دوري أبطال أوروبا حيث ساعدت فريقي على الحصول على المركز الثالث وحاولنا الذهاب بعيدا في المسابقة القارية، وبشهادة أغلب المتابعين فإنني تركت أفضل الانطباعات وشرّفت كرة القدم النسائية التونسية.

ماهو تقييمك لمستوى كرة القدم في تركيا؟

المستوى مرتفع ولا مقارنة مع تونس في ظل العناية الكبيرة بكرة القدم النسائية من خلال وجود بنية تحتية متطورة وكذلك توفير الموارد المالية اللازمة فضلا عن الدور الهام الذي يلعبه الإعلام في نشر اللعبة وإيصال أخبارها، صراحة الظروف ملائمة للغاية للنجاح والتميّز وهو ما يجعل المستوى الفني محترما الى أبعد الحدود ويشّجع على تطوير أداء اللاعبات.

لماذا خيّرت الانتقال الى البطولة التركية؟

صحيح أن البطولة الفرنسية تعتبر من أقوى البطولات في الساحة الأوروبية لكن المستوى متباعد بين الأندية القوية والضعيفة عكس البطولة التركية التي تعرف تنافسا كبيرا بين جميع الفرق انعكس ايجابا على المستوى العام اذ أن التكهن صعب بنتائج المقابلات بحكم التقارب في المردود الفني والبشري، كما أن رغبتي في خوض غمار دوري أبطال أوروبا رجّح كفة العرض التركي الذي كان مغريا من جميع النواحي وخاصة المادية.

لنمر الى تونس، بماذا تفسّرين تراجع مستوى كرة القدم النسائية؟

الأسباب عديدة وأبرزها غياب الارادة في النهوض بكرة القدم النسائية، فهل من المعقول أن يبقى المنتخب الوطني مجمدا لمدة ثلاث سنوات، وهل بامكان اللاعبات تقديم الأفضل في ظل هذا المعطى زيادة على غياب أدنى مقومات العمل من موارد مالية وبنية تحتية.

واقع كرة القدم النسائية في تونس محزن والجميع يتحمل المسؤولية وخاصة المشرفين على القطاع وكذلك الإعلام، فبدل التشجيع وشحذ الهمم فإن الفرق واللاعبات وجدن النكران والإهمال وأبرز دليل عدم تمتع الجمعية النسائية بقفصة بمنحة التتويج بكأس تونس رغم حاجتها الماسة في غياب الدعم المطلوب، وعلى المسؤولين إيلاء الصنف النسوي العناية اللازمة والتركيز على التكوين القاعدي من أجل إعادة البناء على أسس سليمة.

ماهو تفسيرك للهجرة الجماعية للاعباتنا الى خارج تونس؟

من حقهن البحث عن وجهات أفضل في ظل غياب الحافز المالي في تونس، فبعض اللاعبات اخترن التحول إلى الأردن والإمارات بعروض عادية من الناحية المادية رغم أن المستوى في تونس أفضل لكن البحث عن الاستقرار يرجّح كفّة العروض الخارجية، كما أن تجميد نشاط المنتخب الوطني يجعل اللعب في البطولة التونسية أمرا أشبه بإضاعة الوقت.

أتمنى أن نلقى آذانا صاغية في القريب العاجل، فاللاعبة التونسية قادرة على التألق والبروز داخليا وخارجيا والمنتخب الوطني بامكانه الذهاب بعيدا لو أحكم المسؤولون التعامل مع الواقع وحاولوا تذليل الصعوبات.

هل ستواصلين التجربة في تركيا؟

بنسبة كبيرة سأواصل المغامرة مع فريقي الحالي رغم أنني تلقيت عرضين من تركيا أبرزهما من النادي العريق بيسكتاش حيث اتفقت مع المسؤولين على تجديد العقد بامتيازات أفضل في انتظار توقيع العقد في القريب العاجل، وآمل أن أكون خير سفيرة لكرة القدم النسائية التونسية التي تستحق معاملة أفضل.