تحكيم

جلب الحكام الأفارقة ضربة قاسمة للحكام التونسيين وهم يتربّصون في مصر

نشرت مساء أمس الجامعة التونسية لكرة القدم نبأ مفاده ما يلي :

"بعد انفتاحها على محيطها من شمال إفريقيا بخصوص تنقلات اللاعبين واعتبار اللاعب المغاربي لاعبا محليا، قررت الجامعة التونسية لكرة القدم وتماشيا مع ذات المبدأ، التوسع في انفتاحها على محيطها الإفريقي في ما يخص التحكيم وذلك بتعيين بعض الحكام الأفارقة الدوليين من ذوي الخبرة لإدارة بعض المقابلات المدرجة برزنامة الموسم الرياضي 2020/2019 ".

هذا الخبر في أوّل وهلة يبدو وكأنه انفتاحا في حين أنه في حقيقة الأمر التفاف على قرار جلب الحكام الأجانب لإدارة المقابلات "ذات الأهمية القصوى" و"كبيرة المخاطر" أو ما يعبّر عنه بالفرنسية  "matchs à hauts risques" وذلك بعد ما أثاره إلغاء هدف لصالح النادي الإفريقي ضد النجم الساحلي من جدل وكأن الأمر لا يجب أن يحدث والحال نشاهد أسبوعيا حالات عديدة شبيهة رغم وجود تقنية الفار.

هذا القرار نزل كالصاعقة على الحكام وهو يتربّصون في مصر معتقدين أنه أصبح لهم شأن عندما كافأتهم الجامعة بهذا التربّص ويتهامسون سرا لأنه لا يمكنهم الجهر بأن الأمر غير مقبول وغير منطقي.

ولئن نحترم قرار الجامعة وهي حرة في اختياراتها بالاستقواء بالأجنبي, فإننا لا نرى موجبا للّعب بالكلمات واستعمال عبارة "انفتاح" و"بعض المقابلات". كان من المفروض أن تكون شجاعة وهو ما عودتنا به وتسمي الأشياء بأسمائها. ما المقصود ببعض المقابلات؟ الشبيبة واتحاد تطاوين مثلا؟ أم الترجي والنجم أو الترجي والإفريقي؟

هل هذا الانفتاح متبادل؟ هل سيلجأ الأفارقة الطذين سننفتح عليهم إلى الاستقواء بحكامنا في بطولاتهم؟ وباستثناء مصر التي اعتبرت لاعب مغاربي وحيد لاعبا محليا, هل انفتحت ليبيا والجزائر والمغرب على لاعبينا؟

أدرك جيّدا أن كلامي هذا لن يعجب البعض وسيرضي البعض الآخر. ولكن من موقعي كناقد رياضي ومتابع للشأن التحكيمي في تونس منذ 4 عقود لا يمكنني عدم التعليق على الخبر وأن أبدي رأيي ولا يلزم سوى شخصي. وفي نهاية الأمر هو مجرد رأي والجامعة حرة في اختياراتها. وإذا لجأت لهذا الخيار, فربما لأنها رأت أنه في الوقت الراهن حكامنا ليسوا في أفضل في حالاتهم. لربما.