الرياضات الفردية

مروى العامري 2007 ـ 2017: من المرتبة 30 إلى التتويج العالمي : تدرج منطقي في سلم التألق الدولي وإنجازات غير مسبوقة

سيبقى اليوم الثالث بعد العشرين من الشهر الثامن لسنة 2017 عالقا بأذهان الرياضيين التونسيين عموما ومحبي رياضات النزال على وجه التحديد مثل يوم 17 من نفس الشهر للسنة المنقضية عندما دخلت مروى العامري التاريخ الأولمبي من بابه الكبير بظفرها بأول ميدالية عربية في تاريخ الأولمبياد بعد أن فازت بالبرنز .

غير أنه بين أولمبياد ريوومونديال عاصمة النور تغيرت أشياء كثيرة في ذهن البطلة التونسية التي زادها تتويجها الأولمبي ثقة في النفس وشجاعة على مواصلة البذل والجهد وعزيمة لاحدود لها من أجل مزيد التألق و«صبرا أيوبيا» نادرا ما يتوفر لدى الجزء الأكبر من الرياضيين باعتبار قلة الإمكانات المتوفرة لديها وغياب شركة راعية لها وعدم مساواتها مع بعض الرياضيين التونسيين الآخرين في الإمكانات المرصودة لتحضيراتها قصد بلوغ أعلى المراتب وإدراك كل أهدافها العالمية وما ترنوإليه....

تتويج العزيمة أكثر لا الإمكانات ...

ذلك أن التتويج الأولمبي جعل المصارعة التونسية تقرر عدم الركون للراحة مثل باقي الرياضيين الذين شاركوا في الموعد البرازيلي وضاعفت من الجهد والعمل والمثابرة والقيام بمختلف التضحيات في سعيها لبلوغ قمم جديدة وكسب رهانات إضافية وتحقيق إنجازات تضاف إلى رصيدها الزاخر.

العامري هي الرياضية الوحيدة في كل الرياضات التي تصدرت الترتيب العالمي منذ بضعة سنوات ولم يشفع لها ذلك حيث جوبهت مرتبتها الأولى عالميا بعدم توفير سلطة الإشراف ضروريات التحضير والإعداد للحفاظ على مكانتها ما جعلها تخسر عديد السنوات لكنها تسلحت بعزيمة فولاذية منذ ذلك الحين فكانت أن تميزت بشكل لافت على مستوى نتائجها الباهرة المسجلة عالميا بتحقيق إنجاز آخر لم يسبقها إليه أي رياضي تونسي في كل الرياضات بعدم تذوق طعم الهزيمة على امتداد سنة كاملة وفوزها بالمركز الأول وجني الذهب وتقدير أكبر الملاحظين الدوليين في بطولات الجائزة الكبرى للمصارعة التي تشرف عليها الجامعة الدولية علاوة على إضافة تاج قاري جديد إلى رصيدها لتبلغ مونديال باريس في أوج العطاء وبرغبة جامحة لجني ثمرة أتعابها وتضحياتها طيلة عام كامل.

ثلاثة انتصارات وفضية في حجم الذهب

ولأن تدرج السلم يأتي خطوة تلوالأخرى ولأن المصارعة التونسية تدرك جيدا أن رهان اعتلاء منصة الفرح يستوجب الكثير من رباطة الجأش أمام منافسات يطمحن كلهن لبلوغ نفس الغاية كان لابد للمصارعة التونسية أن تخوض نزالاتها بتركيز فائق فنجحت في التفوق على بطلات مختلف القارات وخاصة هؤلاء القادمات من قارة آسيا حيث تلقى هذه الرياضة رواجا فائقا بحكم تقدم المصارعة النسائية باليابان والصين وأوزباكستان وأذربيدجان وباقي البلدان الأخرى علاوة على بعض دول أوروبا. وكان النجاح كليا في التفوق على بطلة أوكرانيا وأخذت بثأرها من الصينية رونغ بعد أن كانت قد حرمت من الترشح إلى الدور نصف النهائي في مونديال لاس فيغاس 2015 أمام مصارعة صينية ومثل لقاء الدور نصف النهائي بعد خروج بطلة أوروبا النرويجية غراس بالن ووصيفة الألعاب الأولمبية الروسية كوبولوفا , موعدا تاريخيا ضد لاعبة كيركيزستان بتحويل هزيمتها 4ـ6 إلى انتصار باهر 8ـ7 وبذلك حققت مروى إنجازا كان قبل سنوات مجرد حلم .... ولعل تسلق المصارعة التونسية سلم التألق الدولي قد جاء نتيجة طبيعية لثمار عمل ومجهود مبذول طيلة سنوات مثل تقدم الفائزة بالميدالية الذهبية البطلة الأولمبية والعالمية الأمريكية هيلين لويز ماروليس التي بدأت بالميدالية البرنزية عام 2014 قبل أن تصبح نجمة عالمية وواحدة من مشاهير المصارعة النسائية الدولية. بطلتنا العالمية بدأت مشوار المونديال منذ عشر سنوات في تجربتها الأولى وهي لم تبلغ ربيعها العشرين بالحصول على المركز الثلاثين في مونديال العاصمة الأذربيدجانية باكوعام 2007. ثم تقدمت تدريجيا مع العمل وكسب الخبرة إلى المركز 12 ثم بلغت الدور ربع النهائي واقتربت من منصة التتويج في البطولتين الأخيرتين بتشقنت عام 2014 ولاس فيغاس الأمريكية سنة 2015 في المونديال الأخير قبل أن تنال شرف اعتلاء منصة التتويج العالمية بالظفر بالميدالية الفضية بعد فوزها بالميدالية البرنزية منذ سنة وبضعة أيام في الألعاب الأولمبية بريو. ولعل هذا التدرج من شأنه أن يضاعف من آمال وطموحات المصارعة التونسية وكل المحيطين بها لنيل التاج العالمي في الدورة القادمة لأن كل المؤشرات تشير إلى أن الآتي سيكون أحلى...