حوارات

حمزة المثلوثي (لاعب النادي الصفاقسي) : العرض المحترم ووجود ساسي وراء انتقالي للزمالك

أصبح انتقال حمزة المثلوثي إلى فريق الزمالك المصري مسألة وقت لا أكثر ذلك أن فتح المجال الجوي في مصر سيسهّل الانتقال ويفعّله رسميّا بما أن قوانين الاتحاد الدولي تفرض إخضاع اللاعب للاحتياط الطبي قبل اعتماد توقيعه.

شكلية المرحلة المتبقيّة لتتويج الاتفاق لا تعني أن الوصول إلى حل كان أمرا سهلا بما أن اللاعب كان مخيّرا بين الانتقال إلى الترجي الرياضي أو البقاء مع النادي الصفاقسي أو خوض تجربة في الولايات المتحدّة أو انتظار الالتحاق بفريق تركي كان قد تابعه ولكنّه ينتظر معرفة مصيره قبل الإقدام على تعاقد جديد. واختيار الزمالك وسط هذه العروض المميّزة من قبل عديد الفرق، وكذلك إصرار الزمالك على التعاقد معه رغم وجود إمكانية التعاقد مع لاعبين آخرين في مركزه يجعلان المسؤولية مضاعفة بالنسبة إلى الطرفين، فالمثلوثي اختار الزمالك الذي عاد بقوّة قاريّا واستعاد إشعاعه القديم فقد توّج بكأس الاتحاد الإفريقي ثم السوبر وبلغ نصف نهائي رابطة الأبطال على حساب بطل آخر نسختين. عن التجربة التي يفترض أن يخوضها قريبا مع فريقه الجديد وهي الأولى في رصيده خارج تونس حدّثنا قائد النادي الصفاقسي في انتظار أن تصبح الأمور رسمية:

هل يمكن القول أن التحاقك بالزمالك أصبح مسألة وقت؟

لقد حصل الاتفاق المبدئي مع هذا الفريق منذ أيّام قليلة ولكن في عالم كرة القدم قد تتغيّر المعطيات سريعا باعتبار أن القوانين قد تتغيّر في مصر وبالتالي لا يمكن الحديث عن انتقال رسمي إلا بعد إمضاء العقود وهو أمر لن يحصل إلا بعد فترة من الان ولكن في اعتقادي تبدو المسألة شبه محسومة بما أن كل طرف مقتنع بقراره وبالتالي فإن الأمور ستسير على المنوال الذي يريده كل واحد منا من خلال تتويج المفاوضات بتعاقد رسمي.

هل يمكن اعتبار أن التفاوض مع الصفاقسي بخصوص تجديد العقد هو الذي أجّل قبول عرض الزمالك؟

علاقتي بالنادي الصفاقسي قويّة للغاية ولا يمكنني أن أتّخذ أي قرار إلا بعد استشارة الهيئة المديرة وقد أعلمت المسؤولين بكل تفاصيل المفاوضات حيث تجمعني بالعديد منهم علاقة احترافية وتقدير متبادل. وسبق أن عشت مرحلة مشابهة لما عشته مع النادي الصفاقسي مؤخرا خلال انتقالي من النادي البنزرتي إلى النادي الصفاقسي قبل أربعة مواسم حيث تمّت الأمور بعد موافقة هيئة البنزرتي التي عاملتني باحترام وهذه المرّة وبعد كل الذي وجدته في صفاقس من ترحاب لا يمكن أن أقبل أي عرض إلا بعد أن أعرف موقف هيئة الصفاقسي بخصوص تمديد العقد أو اختيار وجهة جديدة وقد ساندت في النهاية قراري بحكم أنّه في حالة انضمامي إلى الزمالك أكون قد انتقلت من فريق كبير إلى فريق كبير آخر كما أنني عبّرت منذ فترة طويلة عن رغبتي في البقاء مع الفريق.

 ماهو موقف مدرب النادي الصفاقسي؟

علاقة المدرب جبال بلاعبي الصفاقسي مميّزة وتعلمنا منه الكثير خلال الفترتين اللتين أشرف خلالهما على الفريق وهو أمر يتفق بخصوصه كل اللاعبين وبحكم أنني قائد الفريق فإن علاقتنا كانت قوية واستفدت منه كثيرا. أمّا عن موقفه فقد احترم قراري وتمنّى لي التوفيق وهذا أمر ليس غريبا عنه.

هل ستواصل اللعب للصفاقسي وإنهاء الموسم؟

آمل ذلك بصراحة فأنا أريد أن أغادر الفريق من الباب الكبير من خلال مساعدة الفريق على المحافظة على المركز الثاني والدفاع عن لقب الكأس الذي فزنا به الموسم الماضي وحينها ستكون نهاية التجربة مع الصفاقسي سعيدة للغاية ولكن هذا الأمر مرتبط بموقف إدارة الزمالك وكذلك ببعض المعطيات التي تهمّ برنامج تحضيرات الفريق وكذلك ما يمكن أن تقرّره الكنفدرالية الإفريقية بخصوص تسجيل اللاعبين الجدد وهذه المسألة سابقة لأوانها فالمهم الان هو تأكيد هذا الاتفاق.

هل كان العرض المالي المقدّم من قبل الزمالك حاسما؟

لا بدّ من الابتعاد عن اللغة الخشبية فالعرض المالي مهمّ لكل لاعب ويصنع الفارق في عديد المناسبات فالزمالك استفاد من وجودي حرّا من أي ارتباط وقدّم لي عرضا لا يمكن رفضه من الناحية المادية وبالنظر إلى عودة الفريق القوية على الساحة القارية وقاعدته الجماهيرية العريضة فإن الاختيار على الزمالك أصبح منطقيا للغاية إذ سأضمن اللعب في أعلى مستوى خاصة في حالة تتويج الفريق برابطة الأبطال وبالتالي فإن الانتقال يضمن لي الاستفادة الرياضية والمالية في الان نفسه ويجعلني أيضا أمام مسؤولية كبيرة من أجل تأكيد مستواي مع النادي الصفاقسي خلال السنوات الأخيرة وكذلك أحقيتي باللعب لفريق له شعبية كبيرة في مصر وخارجها.

هل كان العامل المالي سببا مباشرا في رفض عرض الترجي؟

أعتقد أن وضع الزمالك الحالي يشجّع أي لاعب على قبول العرض خاصة بعد نجاح اللاعبين التونسيين في هذا الفريق وأنا لا أبحث عن المقارنة بين الفرق غير أنّني مثل أي لاعب أرغب في خوض تجربة مختلفة بعد قرابة 10 سنوات في البطولة التونسية وأعتبر أن الزمالك وفّر لي فرصة لا يمكن رفضها بالمرّة واختياري لهذا الفريق كان عن اقتناع كامل رغم أن الفرصة كانت متوفرة من أجل خوض تجربة احترافية أخرى ولكن ليس من السهل الجمع بين البعدين الرياضي والمالي في ان واحد.

أي دور لعبه الفرجاني ساسي في اختيار الزمالك؟

وجود الفرجاني لم يكن السبب الأساسي في اختيار الزمالك لأن سمعة الفريق في تونس ممتازة والجميع يعلم أن الزمالك من أفضل الفرق الإفريقية على مرّ التاريخ ولا يحتاج إلى إشادة من قبلي. والنجاح الذي عرفه ساسي مع هذا الفريق ورغبته في البقاء معه رغم كثرة العروض يؤكدان أن كل الظروف تساعد على النجاح ومن الطبيعي أن أتحدث معه بخصوص مختلف المعطيات ولكن في النهاية فإن الزمالك فريق لا يمكن رفضه أو التردد في قبول عرضه.

هل حددت موعد سفرك؟

هذه المسائل لم تحسم بعد بما أن الرحلات الجوية متوقفة منذ فترة وبعد فترة قريبة قد تتضح الأمور بشكل نهائي فأنا لست متسرّعا خاصة وأنني لن أكون قادرا على اللعب إلا خلال الموسم القادم رغم أنني آمل في تغيير القوانين بما قد يجعلني أشارك مع الفريق.

هل تحادثت مع مدرب الزمالك؟

هذا طبيعي فالمسائل المالية مهمّة حتما ولكن لا يمكن التعاقد مع فريق إلا عندما نعلم أن المدرب راغب في قدومي وهذا ما لمسته لدى المدرب كارتيرون الذي رحبّ بالتعاقد معي ودعّمني معنويّا طوال الفترة الماضية وبالنسبة إليّ فإن أي انتقال يجب أن يراعي عديد الجوانب منها موقف المدرب وبالنظر إلى المساندة التي وجدتها من قبل كارتيرون فإنني متحمّس لخوض التجربة كما أن الأصداء الأخيرة عن تفاعل الجماهير تجعلني متحمّسا لهذه الصفقة.

مدرب المنتخب الوطني منذر الكبير تحدّث منذ فترة عن إمكانية انضمامك إلى الزمالك، فهل شجّعك على ذلك؟

لم يكن تشجيعا بل إنّه اتّصل بي لمعرفة مدى جاهزيتي البدنية قبل انطلاق التربّص مثلما اتصل بكل اللاعبين الذين شاركوا في التربصين الأخيرين وطبعا وبحكم علاقتي به بما أنّه درّبني سابقا فقد حاول معرفة مدى جاهزيتي الذهنية أيضا ولكنّه في النهاية لم يتدخل في قراري. المسألة عادية في اعتقادي لأن علاقتي بالمنتخب الوطني قويّة للغاية وأنا حريص على أن أكون حاضرا خلال المقابلات الدولية القادمة ومثلما سبق لي أن دعّمت صفوف المنتخب عندما كنت لاعبا في النادي البنزرتي أو النادي الصفاقسي فإنني أطمح إلى أن تكون محطتي القادمة بوّابة لدعم مكاني مع نسور قرطاج وأعتقد أن مواصلة اللعب في مستوى عال يخدمني كثيرا.