حوارات

محمد علي معالج (مدرب الأولمبي الباجي): الصعود لم يكن سهلا وهذه عوامله

بعد غياب دام ثلاث سنوات، عاد الأولمبي الباجي إلى مكانه الطبيعي بقيادة المدرب الشاب محمد علي معالج الذي كانت بصمته واضحة في انجاز فريق الشمال الغربي خصوصا وأن تولى الإشراف على الدواليب الفنية في فترة حسّاسة ووسط تنافس كبير من عديد الفرق في المجموعة على كسب بطاقة الصعود الى الرابطة المحترفة الأولى غير أنّه نجح في كتابة اسمه بأحرف من ذهب ورفع أسهمه في عالم المدربين وهو المعروف في البطولة السعودية.

وفي هذا الحوار يتحدث معالج عن العوامل التي ساهمت في انجاز الأولمبي الباجي وكذلك تقييمه للتجربة الحالية ومستقبلها.

ماذا تقول عن الصعود الجديد للأولمبي الباجي للرابطة الأولى؟

الصعود لم يكن سهلا بالمرة بالنظر الى الظروف التي أحاطت بمسيرتنا هذا الموسم حيث تعددت تغييرات المدربين في الأولمبي الباجي هذا الموسم وهو ما جعل تأقلم اللاعبين مع الخطط الفني يتأخر نسبيا ولا يساعد على دعم الاستقرار داخل المجموعة فضلا عن تأثيرات التوقف القسري للبطولة لكننا حاولنا التعامل جيدا مع هذه المعطيات خاصة وأن الراحة الشتوية ساعدتنا على تلافي النقائص التي عانى منها الفريق في بداية الموسم قبل أن نحرص على تواصل تدريبات اللاعبين على انفراد وعبر وسائل التواصل الحديثة في فترة الحجر الصحي ثم تجاوبنا بشكل مثالي مع توصيات الجامعة بخصوص عودة النشاط.

وما يجب الإشارة إليه أن إيقاف البطولة بسبب جائحة كورونا أضرّ بالأولمبي الباجي الذي كان يعرف نسقا تصاعديا بتحقيقنا أربعة انتصارات في أربع مقابلات كما أننا كنا سنستقبل منافسينا على الصعود أولمبيك سيدي بوزيد وسكك الحديد الصفاقسي في ملعب الكميتي الذي لم نعرف فيه غير الانتصارات لكنّ الجميع حافظ على الهدوء وحاول التعامل مع التحولات والمتغيرات لننجح في النهاية في تحقيق مبتغانا ونعيد الفريق الى مكانه الطبيعي في الرابطة الأولى بفضل الجدية في العمل والتضحيات التي قامت بها جميع الأطراف.

ماهو تقييمك لمباراة «الباراج» ضد أولمبيك سيدي بوزيد، وهل انتظرت الصعوبات التي وجدتموها؟

منذ اقرار إيقاف نشاط البطولة والاقتصار على خوض مباراتين فاصلتين، زاد الضغط على لاعبينا خاصة وأنهم كانوا في طريق مفتوحة نحو الصعود ومن هذا المنطلق حرصنا منذ بداية التحضيرات على التركيز على النواحي الذهنية لكن الفريق دخل في فخ الاستسهال والتسرع منذ اقصاء مدافع سيدي بوزيد وهو ما لخبط حساباتنا نسبيا وأفقدنا التركيز في الأمتار الأخيرة، وفي الشوط الثاني نجحنا في تعديل الأوتار بفضل التوصيات التي أعطيناها للمجموعة حيث ضغطنا على المنافس في مناطقه وتعاملنا مع التغييرات بشكل جيد رغم الخروج المؤثر للاعب «الارتكاز» نزار الطويل لنخلق عديد الفرص التي أضعناها بغرابة بسبب قلة التركيز أمام المرمى وغياب اللمسة الأخيرة في بعض المحاولات والمهم أننا حافظنا على توازننا الدفاعي بوجود حارس متميّز هو لسعد الهمامي الذي كان يقظا لنكسب ورقة الصعود.

هل انتظرتم كسب الرهان منذ اللقاء الأول؟

تفكيرنا منذ اقرار خوض لقاءين فاصلين كان منصبا على حسم الأمور منذ البداية تفاديا للمفاجآت غير السارة والغصرات التي قد تعود علينا بالوبال، ومنطلقنا في ذلك كانت ثقتنا الكبيرة في قدرة اللاعبين على تحقيق المطلوب منذ المقابلة الأولى وتأكيد أحقيتهم بالصعود باحتلالهم طليعة المجموعة وبفارق هام عن أقرب الملاحقين، وقد سعينا الى تفادي اللعب من أجل التعادل طالما أن ذلك قد ينعكس سلبا على أداء اللاعبين باتباعنا خطة متوازنة ترتكز على الضغط العالي وافتكاك الكرة في مناطق المنافس وهو ما برز في مباراة الأربعاء الفارط من خلال تعدد الفرص وكذلك الصلابة الدفاعية.

ألا تعتبر أن الصعود يعتبر علامة فارقة في بداية مسيرتك في تونس؟

تعودت على الصعود مع عديد الفرق الخليجية لكن العودة الى الرابطة الأولى مع الأولمبي الباجي لها طعم خاص باعتبار أنني أريد النجاح وترك بصمة في بلدي، وقد رفضت عديد العروض المغرية من السعودية في سبيل الوصول الى هذا الهدف حيث كان شعاري منذ مطلع الموسم الجاري هو تحقيق نتائج ايجابية وبعد محطة أولى مع أمل جربة تسلمت مهامي في الأولمبي الباجي رغم ادراكي لصعوبة المهمة لا سيّما وأن هامش التعثر ممنوع والحمد لله أن مجهوداتي لم تذهب سدى حيث ساهمت قدر المستطاع في هذا الانجاز.

هل ترى أن الصعود مع الأولمبي الباجي أعاد إليك الاعتبار بعد المشكلة الأخيرة التي لاحقتك في السعودية؟

أي عمل إنساني قد يصطدم بمطبات ومشاكل كبيرة وهو ما حصل معي في تجربتي مع المزجل التي كلّلت بالصعود لكنها انتهت بمشكلة خرجت منها منتصرا بقرار من أعلى سلطة رياضية دولية وهي المحكمة الرياضية، وأعتقد أن ردّ الاعتبار يكون فوق الميدان ومن خلال التتويجات والانجازات وهو ما سعيت اليه منذ فترة ونجحت في تحقيقه بفضل العمل وكذلك الثقة التي وجدتها من الهيئة المديرة والجماهير والتجاوب من اللاعبين.

هل ستواصل التجربة خلال الموسم القادم؟

تدريب الأولمبي الباجي شرف كبير لشخصي وعلاقتي مع الهيئة المديرة بكافة مكوناتها رائعة وأشبه بعلاقة عائلية حيث وجدت التجاوب والاحترام منذ قدومي في الشتاء الفارط، ومسألة البقاء تبقى من مشمولات الادارة لكنني سأكون سعيدا في صورة مواصلة مهامي مثلما سأتقبل أي قرار يصدر منها وسأعتبره في مصلحة المجموعة، ومبدئيا فإن التجربة ستتواصل في انتظار ما ستكشفه قادم الأيام.

ماهو تقييمك للمجموعة الحالية للأولمبي الباجي، وهل تعتبرها قادرة على التألق في الرابطة الأولى؟

الأولمبي الباجي يملك مجموعة متميّزة وأغلب اللاعبين متعودون بأجواء الرابطة الأولى وأعتقد أنهم قادرون على النجاح مع ضرورة دعم الفريق بعناصر جديدة في بعض المراكز الحساسة فضلا عن انتداب أجانب قادرين على تقديم الاضافة المرجوة والحينية، والأكيد أن الهيئة المديرة ستنكب قريبا على هذا الموضوع خاصة وأن اعداد العدة مبكرا للموسم القادم مطلوب لمواصلة النتائج الباهرة.

في أول تجربة في الملاعب التونسية، ما هو تقييمك لمستوى بطولة الرابطة الثانية؟

مستوى الرابطة الثانية لا يختلف كثيرا على الرابطة الأولى، والأكيد أن الجميع تفاجأ بالأداء الجيد للفرق التي خاضت المباراتين الفاصلتين حيث تمزج تشكيلاتها بين الخبرة والطموح بوجود عناصر لها تجربة كبيرة وقادرة على تأطير الشبان فضلا عن لاعبين صغار السن يملكون قدرات عالية وينتظرهم مستقبل كبير خاصة وأنهم لا يبتعدون كثيرا عن لاعبي النخبة من ناحية الإمكانات الفنية والبدنية.