تحكيم

هذه فلسفة الجريئ لعدم خلاص الحكام لمقابلات الكأس

خلال حلقة النقاش يوم أمس بين الحكام وإدارة التحكيم على هامش ملتقى النخبة الذي نزل عليه الستار اليوم, فاجأ أحدهم المسئولين بسؤال يتعلّق بعدم الحصول على المستحقات منذ 2015 نظير إدارتهم مقابلات الكأس. وقد أجاب عمار عواز الطرابلسي مدير إدارة التحكيم على هذا السؤال باقتضاب وأدخلهم من الباب وأخرجهم من الخوخة دون أن يفهم أحد ماذا قصده بالضبط. بل أن هناك من لم يغمض عينيه ليلة أمس طالما سهر يحاول فك الشفرة. فقد قال مدير إدارة التحكيم أن "فلسفة وديع الجريئ بخصوص مقابلات الكأس أنها إهدار للمال (gaspillage d’argent)" مضيفا أن "الجامعة تحفظ أموالهم ولا خوف عليها".

بالله عليكم إذا فهمتم شيئا, حاولا إفهامي. لقد عجزت عن فهم هذه الفلسفة. ولكن الأمر الوحيد الذي لم افهمه هو أن الحكام أداروا منذ 5 سنوات عديد المقابلات ودفعوا من مال عائلاتهم معلوم التنقل ولكنهم بالمقبل لم يحصلوا على أي مليم, فإذا كانت فلسفة الجامعة تقضي بعدم اعتبار مقابلات الكأس ضمن منظومة الخلاص وأن إدارتها واجب على الحكام ومساهمة منهم في مجهود الجامعة للنهوض بقطاع التحكيم, فليعلموهم بذلك. أمير لوصيف وزملاؤه وصادق السالمي ورفاقه لم يحصلوا ليوم الناس هذا على مستحقاتهم لإدارة الدورين النهائيين لكاس تونس بين النجم الساحلي والملعب القابسي من جهة والنادي اففريقي واتحاد بن قردان من جهة أخرى. ويبدو أن مردودهما لم يعجب الجامعة فقررت معاقبة الجميع ماليا. بالمقابل, حصل طاقم تحكيم نهائي الموسم  الماضي بقيادة نعيم حسني على حقوقه كاملة وزيادة.

"مخ الهدرة" هو أن مقابلات الكأس لها فلسفة خاصة. هذا نقوم بخلاصه وذاك لا. المال مالنا ونحن أحرار في التصرف فيه. ولكن يجب أن يتذكر الجميع أن عدم خلاص الحكام لمقابلات الكأس مثلما هو الشأن بالنسبة لحكام الفوتصال هو بمثابة أكل عرقهم. ولكن بما أن الحكام راضون بالذل والمهانة ورؤساؤهم لا يجرؤون على الدفاع عنهم خوفا على مصالحهم, فإن دار لقمان ستبقى على حالها.