الرابطة الأولى

‭ ‬بعد‭ ‬تثبيت‭ ‬المدرب‭ ‬الدريدي : قرارات‭ ‬عــاجلة‭ ‬أخــرى‭ ‬تنـتظر‭ ‬الــيـونســي

لئن يبدو الوضع مطمئنا نسبيّا في فرعي كرة اليد و السلة عقب التعاقد مع مدربين لهم كفاءة مشهود بها وكذلك التعاقد مع عدد من اللاعبين نعتقد أن قدراتهم تسمح لهم بأن يساعدوا الإفريقي على المنافسة على مراكز متقدّمة في الترتيب العام، فإن الوضع صلب فرع كرة القدم لا يبدو مطمئنا بحكم الظروف العامة التي تسيطر على الفريق في الآونة الأخيرة والتي تجعل مهمّة أي مسؤول صعبة.

 والأمر لا يهمّ اليونسي رئيس النادي فقط بل كل الهيئات المتتالية التي قادت الإفريقي خلال السنوات الماضية وذلك في غياب الدعم المالي وخاصة المعنوي لأن الهرسلة الإعلاميّة تقود في معظم الحالات إلى التخبّط في محاولة لإيجاد حلول وسط دائما ما كانت نجاعتها قصيرة المدى ليعود الفريق إلى دوّامة المشاكل في وقت سريع وكلما اعتقدت الجماهير أن الإفريقي وجد الطريق الصحيحة تواجه واقعا صعبا للغاية وباعتبار أن الموسم القادم يختلف عن كل المواسم السابقة فإن الإفريقي بقيادة اليونسي مجبر على التدارك.

ويمكن القول أن أولى مؤشرات تدارك أخطاء الماضي هي تثبيت المدرب لسعد الدريدي فهذا القرار مهمّ من حيث التوقيت باعتبار أن اليونسي لن يضيع وقتا في البحث عن مدرب جديد وما سيتطلبّه ذلك من مجهودات كبيرة قبل العثور على مدرب قادر على قيادة الإفريقي في موسم صعب للغاية.

 والقرار مهمّ أيضا لأنّه يعتبر رسالة إلى عدد كبير من الذين قادوا حملة ضد وجود الدريدي بهدف استقدام مدرّب أجنبي وفرضه على الفريق من جديد فاليونسي مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن يستعيد مقاليد التصرّف في الفريق وعدم التأثّر بما يتمّ نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو محاولات البعض تمريره عبر الحضور الإعلامي المتكرّر بهدف فرض سياسة على النادي تتماشى مع المصالح الشخصية. القرار الأول بخصوص بقاء الدريدي سليم ولكن لا معنى له إن لم يتمّ اتخاذ مجموعة من القرارات الأخرى في إطار تصحيح المسار لأن هيئة الإفريقي استوفت حقها من الأخطاء ولا بدّ من العمل من أجل تدارك كل النقائص التي جعلت الفريق غير قادر على الحصول على مركز أفضل من المركز الخامس في نهاية الموسم الماضي وذلك للمرّة الثانية على التوالي.

 تحسين ظروف العمل

الظروف التي يعمل فيها النادي الإفريقي منذ سنوات لا تختلف عن ظروف عديد الأندية في الرابطة الثانية بل إن بعض الفرق في وضع أفضل من الإفريقي. ففي غياب ملعب تمارين قار وتأخر صرف الجرايات (انعدامها في بعض الفترات) وغياب التأطير لا يمكن لأي فريق أن ينجح وقد يقدّم بعض المقابلات في مستوى عال ولكن مع أول عثرة يتراجع الفريق بشكل مستمرّ وعليه فإن أول خطوة يتعيّن على اليونسي القيام بها هي توفير ظروف عمل مناسبة تتماشى مع فريق ينافس في الرابطة الأولى وفي حجم النادي الإفريقي صاحب أكبر ثقل جماهيري.

رفع منع الانتداب

من الضروري أن يسارع اليونسي في رفع عقوبة منع الانتداب التي تحرم الفريق من دعم صفوفه فالرصيد البشري الحالي لا يمكنه أن يقاوم بقية الفرق التي تملك بنك احتياط أقوى من تشكيلة الإفريقي الأساسية وهو ما تجلّى خلال بعض المقابلات في المرحلة الثانية. وهذا الأمر لا يعني تشكيكا في قدرات المجموعة ولكن طول الموسم يفرض على الإفريقي إيجاد حلول بديلة تساعده خاصة عند إصابة بعض العناصر وخاصة منها الأساسية فالفرق القوية هي التي تملك بنك احتياط قوي وخلال هذا الموسم لاح جليا هذا الإشكال في النادي الإفريقي حيث عانى منه كثيرا.

تخفيض قيمة الجرايات

الوضع الحالي الذي يمرّ به النادي الإفريقي استثنائي بكل المقاييس والبعض يعتقد أن عقد الاستشهار القطري لوحده قادر على أن يحلّ مشاكل الإفريقي المالية وهو أمر غير سليم بالمرّة فديون النادي سجّلت ارتفاعا كبيرا. وأول الحلول لتأمين عمل الفريق الأول في ظروف مريحة هو تخفيض معدّل الأجور وهذا الأمر يتمّ من خلال التخلّص من بعض العناصر عبر فسخ العقود أو الإعارة طالما وأن البعض منها لا يشارك مع الفريق إلا نادرا والحل الثاني هو الدخول في مفاوضات مباشرة مع عدد من العناصر قصد تخفيض الجرايات تلقائيّا مع توفير ضمانات الخلاص في الآجال.