تحكيم

حكام الرابطة 1 (2019-2020) : السعفة الذهبية للوصيف والجوادي وبن صالح وسيم

تفاوتت أخطاء الحكام من جولة إلى أخرى وهذا أمر طبيعي, فانعدام الأخطاء هو غير الطبيعي لأن الحكام بشر والبشر خطاء بطبعه. والحكم يجتهد فوق الميدان, والذي لا يجتهد هو من لا يخطئ. ومن المعروف في عالم التحكيم أن أحسن هو حكم هو من يرتكب أقل ما يمكن من الأخطاء ولم يقل أن أحسن حكم هو من لا يخطئ.

 وفي الموسم المنقضي الذي ما زالت آثاره تثير الاحتجاجات وقطع الطرق وحرق العجلات المطاطية, هناك من كانت أخطاؤه فظيعة ومن كانت عادية. ثلاثة حكام جلبوا الأنظار بصفة خاصة دون التقليل من قيمة زملاءهم الآخرين ممن لم يرتكبوا أخطاء تذكر. الثلاثي المقصود ليس دوليا ولو أن أحدهم انتمى للقائمة الدولية لفترة طويلة وتم إقصاؤه ظلما لمكافئة غيره ,وآخر كان من المنتظر دخوله القائمة منذ 5 مواسم على الأقل ولكنهم وضعوا الأشواك في طريقه وحرموه من حقه لأنه لا يتملق ولا يتقرب ولا ينفذ التعليمات. ثالثهم لم يكن أحد يتوقع بروزه بهذه الكيفية في آخر موسم في مسيرته التحكيمية.

+ أمير لوصيف : يجمع المتابعون للشأن التحكيمي حتى في صلب إدارة التحكيم (دون الإجهار بذلك) أنه من أفضل 3 حكام في تونس وأنه تعرّض طوال مسيرته إلى مظالم عديدة. أدار هذا الموسم 11 مقابلة وكان يمكن أن يكون في الطليعة مع تعيم حسني (12). حظوظه وافرة لإدارة الدور النهائي لكاس تونس إذا لم يكن الاتحاد المنستيري طرفا فيها. وتكون بذلك مصالحة مع الدور النهائي بين النجم الساحلي والملعب القابسي والذي وضعوه فيه في مأزق حينها.

+ نصر الله الجوادي : هادئ الطبع ورصين وكان أداؤه دائما متوازنا. أدار 10 مقابلات منها 5 متتالية خلال فترة ما بعد كورونا وهو ما لم يحدث أبدا في تاريخ البطولة التونسية عبر التاريخ وأدار 4 مقابلات لكل من النادي البنزرتي  ونجم المتلوي. نصر الله هو الأكثر الحكام التونسيين إدارة للمقابلات في القرن الواحد والعشرين حيث بلغ عدد المقابلات التي أدارها ببطولة الرابطة 1 124 مقابلة.

+ وسيم بن صالح : أدار 9 مقابلات (5 في الذهاب و4 في الإياب). هو نفسه لم يكن يصدق أن يكون اكتشاف الموسم وهو يستعد للاعتزال لبلوغه السن القانوني. وسيم حكاية في حد ذاتها. كان معدل مقابلاته في الموسم حين صعد للرابطة 1 ما بين 2 و4. ذات موسم 2014-2015 , أدار مقابلة وحيدة ورئيس لجنة التحكيم جمال بركات آنذاك صرح أنه متوسط الإمكانيات لذلك لم ينل فرصته. وفجأة نفضوا عنه الغبار وعينوه في لقاء شهير وتاريخي في نهائي البطولة بين الترجي الجرجيسي والنادي الإفريقي. عاد لهم الوعي وتذكروا الرجل وقيمته الفنية الكبيرة ولا أحد غيره من الدوليين والآخرين بمقدوره إيصال تلك المباراة إلى بر الأمان. ندموا على "دفنه" قبل الأوان وفي المواسم التالية نال حظه وها أنه يصبح بين عشية وضحاها من خيرة حكام الرابطة 1.

مسئولو التحكيم طلبوا من المكتب الجامعي التمديد استثنائيا موسما آخر وربما أكثر لبن صالح ليدير المقابلات بعد تجاوزه السن القانوني (45 سنة) صحبة الأستاذ مختار دبوس. وهذا يحدث لأول مرة في تونس بالنسبة لحكام الساحة لأنه تم التمديد لفاروق بن فرحات وكمال الهمامي وبلحسن النجارمن لبمساعدين.

للأمانة والتاريخ. بن صالح ودبوس هما أكثر الحكام انضباطا وحضورا بالتمارين مهما كانت قساوة الظروف المناخية من برد قارس وأمطار غزيرة وشمس حارقة وهذا بشهدة زملائهم وليس من عندنا. فشكرا لإدارة التحكيم على هذه الحركة. فطالما بإمكانهما إفادة التحكيم من هذا الموقع, لماذا لا نضع فيهما الثقة.