أصدرت الهيئة الوطنية لودادية حكام كرة القدم أمس بيانا بإمضاء رئيسها فتحي بن سالم نشره الكاتب العام على صفحة "عجاجة نيوز" ترجو فيه "عدم إقحام الحكام التونسيين في معركة لا دخل لهم فيها". مثل هذا الكلام جميل جداااا لو تعلّق الأمر بحشر حكامنا في معركة ما. ولكن لعلمنا, لم نلاحظ ما من شأنه أن يكون الأمر كذلك. فعن أي معركة تتحدث الودادية؟ هذا البيان في ظاهره ضرورة التزام الحكام الحياد وفي باطنه مساندة الودادية لطرف على حساب طرف آخر. فعن أي حياد يتحدثون؟ ما كان لها أن تحشر نفسها في مسألة لا تعنيها بتاتا. فأي ذبابة قرصتها (كما يقول الفرنسيون) حتى تنشر مثل هذا البلاغ؟ الودادية تحدثت عن "معركة" وهي تلمح بذلك إلى اعتزام طارق بوشماوي ووديع الجريئ الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي. فهل يمثّل هذا معركة؟ أما ما يثير الاستغراب حقا فهو التهجم المجاني على طارق بوشماوي وكأن هذا الهيكل غير الفاعل في المشهد التحكيمي يبحث عن إظهار ولائه لوديع الجريئ. فهل يستحق الدكتور مبايعة ودادية فتحي بن سالم ليكسب الانتخابات؟ إنها حقا مهزلة. فحسب فتحي بن سالم, فإن طارق بوشماوي "لم يجلب لتونس أي ملتقى ولم يساهم في تعيين أي تونسي في الهياكل التحكيمية أو في الوصول إلى أعلى المراتب وعاقب الحكام التونسيين ..."
إن من يقرأ نص البلاغ يعتقد أن طارق بوشماوي نكّل بالتونسيين وأنه لا يستحق الترشح لرئاسة الكاف. لماذا كل هذا التطاول والتهجّم المجاني على رجل ليست له أي علاقة بودادية الحكام؟ لماذا كل هذه العدوانية؟ هل تمت صياغة هذا البلاغ تحت الطلب؟ وليطمئن قلب كل من يعتقد أنني أدافع عن بوشماوي, فإنه لم يسبق لي أن تحادثت معه ورغم أنني أتابع الشأن الرياضي منذ أكثر من 40 سنة, لم أسمع به سوى عندما دخل الاتحاد الإفريقي ولم أعرف له نشاطا بتونس. أن يرأس الكاف بوشماوي أو الجريئ فذلك شرف لتونس ولا يهنمي الشخص بقدر ما تهمني تونس. لا أدافع عن بوشماوي فهو لا حاجة له بذلك ولكن ما حز في نفسي هو أن تقوم ودادية الحكام بحملة مغرضة ضده دون أي موجب. فهل ستأخذ الاتحادات الإفريقية ببيان الودادية؟
