المنتخبات

الرسالة المشفرة للكبيّر : هــــل جــــــــــــــنـــــى الـــجــبــــالـــي عــلــى نــفــسـه؟

تفاعل مدرب المنتخب الوطني منذر الكبيّر مع الانتقادات التي طالته بسبب عدم توجيه الدعوة إلى مهاجم أودينسي الدنماركي عصام الجبالي رغم تلقيه دعوة أولية مبرزا أن توصيات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تفرض إرسال مخطط للسفر تشمل تذاكر طيران دون فرض وجود المعني بالأمر في القائمة الرسمية، وبدا الكبيّر مستاء من الحملة الأخيرة إذ بعث المدرب الوطني رسالة مشفرة مفادها أنه لا مكان في المنتخب للعناصر التي تستعمل أساليب «ملتوية» من أجل ضمان مقعد ضمن المجموعة. وهو تصريح مثير للجدل للكبيّر الذي ابتعد عن الإثارة منذ بداية تجربته مع «نسور قرطاج» حيث حاول مسك «العصا من الوسط» كما أن الظروف الأخيرة خدمته كثيرا من خلال توقف النشاط وغياب رهانات كبيرة لعناصرنا الوطنية، ويبدو أن الكبيّر أراد الدفاع عن اختياراته من خلال التأكيد على أنه يملك الحرية المطلقة دون التأثر بالضغوطات الجانبية التي تحصل قبل الإعلان عن أي قائمة وهذا الأمر يتكرّر مع كل المدربين في العالم وما يحدث في تونس لا يعتبر استثناء.

وقد يدفع الجبالي ثمن الظهور الإعلامي المكثف رغم أنه دافع عن نفسه دون التجريح في الإطار الفني للمنتخب الوطني الذي عبّر بطريقة غير مباشرة أنه لا يحق لأي لاعب انتقاد خياراته وهو ما يعني أن حظوظ اللاعب المحترف في الدنمارك شبه منعدمة للظهور في الفترة القادمة مع «نسور قرطاج» رغم انه كان موجودا ضمن القائمة الموسعة مثلما أشار الكبيّر.

ولئن أشار الكبيّر إلى أنه لا يقصد الجبالي بتصريحه المثير والذي سيفتح باب التأويلات  على مصراعيه حول أسبابه، فإن الجدل الذي أثاره غياب الجبالي عن تربص المنتخب وكذلك التعاطف الكبير الذي وجده من الرأي العام الرياضي جعلا مدرب المنتخب يردّ الفعل بطريقة غير مباشرة ويحاول غلق الملف تفاديا للتشويش على أجواء المنتخب لكن الحديث عن طرق ملتوية للانضمام إلى المنتخب سيثير حبرا غزيرا بما أن بعض الاختيارات واجهت نقدا كبيرا كما أن مدرب المنتخب لم يفسّر مغزى كلامه وهل أن هنالك أطراف خارجية حاولت التأثير على قراراته.

هل ناقض الكبيّر نفسه؟

شدّد المدرب الوطني منذر الكبيّر على أن الجاهزية البدنية والفنية والبروز هما المحددان الرئيسيان للقائمة الرسمية مبرزا أن تقييم اللاعبين يمرّ عبر معطيات موضوعية لا تخضع إلى الإملاءات أو التوصيات لكن بعض الاختيارات تتناقض مع هذه التصريحات بحكم توجيه الدعوة إلى بعض العناصر التي تعاني من بطالة كروية أو اقتصرت مشاركاتها على بعض الدقائق منذ انطلاق الموسم الاستثنائي بكل المقاييس.

ولئن حاول الكبيّر الاعتماد بشكل أساسي على اللاعبين الناشطين خارج الحدود بحكم توقف النشاط المحلي وكذلك الفلسفة التي اعتمدها منذ قدومه إلى المنتخب الوطني والقادمة على التعويل على المحترفين مع دمج بعض الشبان، فإن بعض الاختيارات تعتبر غير مفهومة طالما أنها شملت لاعبين غير جاهزين بدنيا وفنيا وذهنيا لتقديم الاضافة مقابل تجاهل بعض العناصر التي قدمت مستويات طيبة على غرار سيف الدين الجزيري وعصام الجبالي وهاني عمامو.