حوارات

يوسف المناعي (مدرب القادسية): احتكاكي بأسماء عالمية أفادني كثيرا

تتواصل نجاحات المدربين التونسيين في الملاعب السعودية، فبعد النتائج الباهرة التي حققها عبد الرزاق الشابي مع أبها في الموسم الفارط بقيادته الفريق الى ضمان البقاء دون صعوبات ووصوله الى المربع الذهبي لكأس الملك سطع هذا الموسم نجم المدرب التونسي الثاني في الدرجة الممتازة السعودية يوسف المناعي حيث كانت انطلاقته مع القادسية في المستوى باحتلال المركز السادس في الترتيب بعد الانتصار الباهر أول أمس على الأهلي 3ـ1 فضلا عن التأهل الى ربع نهائي الكأس على حساب الشباب الذي يضمّ في صفوفه أسماء من العيار الثقيل على غرار الأرجنتيني بانيغا.

ولتسليط الأضواء على هذا المدرب الشاب الذي برز وسط أسماء عالمية في الدرجة الممتازة السعودية على غرار مدرب الهلال رزفان وممرن النصر السابق فيتوريا كان لنا هذا الحوار مع المناعي الذي تحدّث عن مسيرته وطموحاته مع القادسية إضافة الى بعض الجوانب الأخرى.

 لو تعطينا بسطة عن مسيرتك في عالم التدريب؟

بعد حصولي على شهادة جامعية في علم النفس الرياضي من جامعة ليون، انطلقت مسيرتي التدريبية مع شبان النادي الإفريقي ثم الأكابر مع المدرب القدير يوسف الزواوي قبل أن أتحول الى الخليج العربي من بوابة البطولة الإماراتية حيث توليت الإشراف على الفريق الثاني للشعب الاماراتي وأهلي دبي ثم عملت مساعدا في الاتفاق السعودي ولعبنا في رابطة أبطال آسيا قبل أن أتحوّل الى الهلال السعودي وتوجنا بكأس ولي العهد لأعود مجددا الى البطولة الإماراتية كمساعد مجددا في أهلي دبي، وكانت بدايتي كمدرب أول مع الأهلي البحريني لأنال الفرصة في الموسم الفارط مع القادسية السعودي الذي نزل الى الدرجة الأولى وكان يرنو الى العودة مجددا الى قسم الأضواء بسرعة والحمد للّه أننا حققنا الهدف الأساسي وجدّدنا العهد مع الدرجة الأولى عن جدارة وامتياز.

 كيف تقيّم تجربتك المتواصلة مع القادسية؟

هي تجربة ناجحة الى أبعد الحدود حيث أعدنا بناء الفريق الأول من خلال منح الفرصة إلى وجوه شابة والاعتماد على أبناء النادي لنضرب عصفورين بحجر واحدة من خلال الصعود وتكوين نواة فريق عتيد، كما أن بدايتنا في الموسم الحالي كانت موفقة حيث حقّقنا نتائج طيبة ومستوانا كان مثاليا للغاية ضد فرق تضمّ عناصر متميّزة ونأمل أن نواصل المسيرة بنجاح فهدفنا الأساسي هو ضمان البقاء ومحاولة الذهاب بعيدا في مسابقة كأس الملك خصوصا بعد إزاحتنا الشباب في الدور الفارط.

 تحليّت بالواقعية في رسم الأهداف المرسومة؟

النجاح في المغامرة الصعبة يتطلب تعاملا واقعيا مع مجريات الأمور، فالمجموعة الموجودة حاليا في القادسية شابة ومعدل الأعمار لا يتجاوز ٢٢ سنة كما أننا لم نقم بانتدابات محلية وحاولنا تعزيز الصفوف بلاعبين أجانب قادرين على الإضافة لكنهم ليسوا «سوبر» مقارنة ببقية الفرق وذلك عائد الى القدرات المالية حيث لم تكن مبالغ التعاقدات طائلة، وبالتالي فإن هدفنا الرئيسي هو ضمان البقاء في دوري الأضواء ومواصلة العروض القوية التي تليق باسم القادسية الذي يعتبر من أبرز النوادي في المملكة في انتظار تحقيق نتائج أفضل في قادم المواسم بما أن جميع المؤشرات تؤكد قدرتنا على التميّز.

 هل كنت تتوقع هذا النجاح في أول تجربة كمدرب أول في الدرجة الممتازة؟

لولا إيماني بقدراتي لما تحمّلت المسؤولية منذ الموسم الفارط، فالضغوطات كبيرة في البطولة السعودية والإمكانات المادية تجعل أغلب الفرق قادرة على التعاقد مع أبرز الأسماء على الصعيد العالمي، ولا شكّ أن عملي مع مدربين لهم صيت كبير دوليا ساعدني كثيرا حيث اشتغلت مع الروماني كوزمان والهولندي تين كان والاسباني كيكي فلوريس في أهلي دبي والألماني توماس دول والتشيكي ايفان هاسيكي في الهلال السعودي حيث تعلمت الكثير من هذه الأسماء وسعيت الى توظيف خبرتي في الخليج التي تجاوزت ١٥ سنة من أجل افادة القادسية، كما333 أن معرفتي بعقلية ونفسية اللاعب السعودي خاصة والخليجي عموما أفادتني كثيرا، والحمد للّه أن النتائج تعتبر محترمة لكن طموحاتي كبيرة للغاية في عالم التدريب بحكم أني مازلت في البدايات.

 البطولة السعودية تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، ماهي العوامل التي ساعدت على ذلك؟

أعتبر البطولة السعودية الأولى عربيا وآسيويا كما أن مستواها يفوق بعض البطولات الأوروبية حيث استثمرت السلطات في الميدان الرياضي ووفّرت جميع المستلزمات من بنية تحتية وإمكانات مالية وهو ما انعكس على أداء الفرق ذلك أن الهلال استعاد التاج القاري بعد سنوات وبات التنافس على أشده في البطولة التي تضمّ لاعبين محترفين من الطراز العالي ساهموا بقسط وافر في إعادة الأضواء الى البطولة السعودية ومهّد وجودهم الى بروز عديد اللاعبين المحليين بالاحتكاك والتنافسية، وأعتقد أن الدعم السياسي ساعد كثيرا على تفوق البطولة السعودية من ناحية المستوى الفني.

 ماهو رأيك في بروز عديد اللاعبين التونسيين في البطولة السعودية؟

اللاعب التونسي يحظى منذ عقود بمكانة خاصة في الملاعب السعودية مع التجارب الناجحة لعديد الأسماء، وأعتقد أن بروز سعد بقير وكريم العواضي مثلا لم يكن مفاجئا بإعتبار الخصال التي يتميّز بها اللاعب التونسي وأهمها المهارات الفنية والانضباط التكتيكي وهو ما ساعد أبها كثيرا على تحقيق نتائج رائعة بقيادة المدرب القدير عبد الرزاق الشابي حيث كان المفاجأة السارة في الموسم الفارط، ووجود عديد اللاعبين والمدربين التونسيين في البطولة السعودية بجميع أقسامها يعكس هذا النجاح الذي سيتواصل حتما في السنوات القادمة مع ثقة الفرق في قدراتهم.

 هل تفكّر في جلب لاعبين تونسيين الى القادسية؟

كمدرب محترف لا تهمني جنسية اللاعب بقدر ما تشغلني القدرة على تقديم الإضافة وتوفير الحلول في المقابلات وبالتالي المساهمة في تحسين النتائج والرقي بمستوى القادسية، فاللاعب الأجنبي يعتبر عنصرا مهما في البطولة السعودية بما أن القوانين تسمح بإنتداب سبعة لاعبين وهي من العوامل التي ساهمت في تحسن المستوى الفني وتألق عديد الفرق محليا وخارجيا ذلك أنها عالجت النقائص وساهمت في تعزيز هامش التنافس داخل الفرق.

 هل تخامرك فكرة العودة الى تونس؟

تفكيري منصب في الفترة الحالية على النجاح مع القادسية وتأكيد الثقة التي منحتها إدارة الفريق في شخصي، الوقت مازال مبكرا للعودة الى تونس وخوض تجربة جديدة بحكم الصعوبات التي تعيشها أغلب الفرق التونسية وأصبحت عائقا لتحقيق النجاح في ظل الأزمات المالية المتلاحقة وكذلك البنية التحتية المهترئة دون نسيان حجم الضغوطات المسلطة على الإطارات الفنية، وبالتالي فإن العودة غير مطروحة في انتظار ما ستحمله قادم المواسم رغم أن نيل الفرصة في تونس يبقى مطمحا كبيرا وشرفا لأي مدرب والأكيد أن الفكرة ستتجسّم لاحقا.

 ماهو رأيك في الهجرة العكسية لعديد المدربين الى البطولة التونسية في المواسم الأخيرة وآخرهم ناصيف البياوي؟

أتمنى لهم التوفيق والنجاح رغم يقيني بصعوبة المهمة بحكم أن المدرب في تونس لا يركّز فقط على النواحي الفنية بل يهتم بالأمور الجانبية على غرار المسائل المالية من أجل إرساء الهدوء داخل المجموعة ومحاولة العمل في ظروف مريحة، المدرب التونسي يعتبر من الأفضل في الساحة العربية ولا شكّ أنه قادر على النجاح في جميع المحطات شريطة توفّر الظروف الملائمة والمساعدة.