الرابطة الأولى

ثاني خط هجوم, الملعب التونسي يعانـــي كلما لعـب علــى أرضـــه

فوّت الملعب التونسي في فرصة الانفراد مؤقتا بالمركز الثاني بعد اكتفائه للمرة الثالثة بالتعادل على ملعبه حيث لم يقدر على هزم نجم المتلوي في مباراة لم يجسّم خلالها الفريق سيطرته وفشل أيضا للمرة الثالثة في التسجيل رغم أنه يعتبر الفريق الأكثر تسجيلا للأهداف إلى حد الآن، ولا يتحمل المدرب الجديد مسؤولية الاكتفاء بالتعادل بما أن ما حصل ضد نجم المتلوي يعتبر امتدادا لسلسلة من النتائج المتذبذبة التي حققها فريق باردو على ملعبه منذ بداية الموسم، فبعد تعادل أول ضد الأولمبي الباجي بثنائية تعادل بعد ذلك مع مستقبل الرجيش بلا أهداف قبل أن تتكرر هذه النتيجة ضد نجم المتلوي، مكتفيا بذلك بتحقيق فوز وحيد على ميدانه جاء على حساب النادي البنزرتي في الجولة الثانية.

مشاكل مزمنة

ما يمكن تأكيده في هذا السياق أن ما يعيشه الملعب التونسي في بداية الموسم الحالي يعتبر امتدادا لما حصل خلال المواسم الأخيرة ولعل ما حصل في الموسم الماضي يثبت هذا المعطى بما أن الفريق كثيرا ما عانى على ملعبه حيث وجد عديد الصعوبات لتحقيق الفوز، بل إنه حقق التعادل في ملعب باردو في خمس مناسبات وانقاد للهزيمة على ملعبه في مباراتين على التوالي ضد الاتحاد المنستيري ثم الشبيبة القيروانية، وهذا السيناريو بدا مألوفا هذا الموسم بما أن زملاء حمزة حدّة عجزوا عن تأكيد نتائجهم الإيجابية خارج الديار كلما لعبوا في ميدانهم، ومقابل تحقيق فوزين في القيروان وسليمان، لم يستطع الفريق تحقيق الانتصار في ملعب باردو سوى في مناسبة واحدة الأمر الذي يعطي الدليل على أن هذا الفريق يعتبر من الفرق التي تعتمد أساسا على الهجومات السريعة والمعاكسة، وهو ما اتضح بشكل قاطع ضد نجم المتلوي بما أن الفريق لم يجد توازنه ومقومات لعبه من الناحية الهجومية ليفشل في المناسبة الثانية على التوالي في التسجيل على ملعبه مكتفيا بتسجيل أربعة أهداف فقط في مباراتين ضد الأولمبي الباجي ثم النادي البنزرتي والحال أنه سجل خارج الديار ستة أهداف كاملة من بينها رباعية ضد الشبيبة القيروانية.

والثابت أن الفريق يعاني كثيرا كلما كان مطالبا بصنع اللعب والضغط على المنافس، وفي مواجهة فرق تغلق المساحات وتنجح في تأمين التغطية الدفاعية، يصيب «الآلة الهجومية لفريق باردو العطب» وتصبح غير قادرة على تحقيق الأهداف، وهو ما أشار إليه المدرب ناصيف البياوي ضمنيا بقوله: «رغم اجتهاد كل اللاعبين وحرصهم على حصد النقاط في مواجهة نجم المتلوي إلا أن هناك بعض النقائص وخاصة في ما يتعلق بالتحكم في النسق واستغلال فترات قوتنا، أتيحت لنا بعض الفرص لكنها لم تكن بالقوّة المطلوبة التي تمنحنا الأفضلية، ومن الواضح أيضا أن الفريق يجد بعض الصعوبات في مواجهة الفرق التي تميل لاعتماد الأسلوب الدفاعي.

الكثرة لا تعني وفرة الحلول

يمكن القول إن الرصيد البشري المتوفر حاليا في الفريق يعتبر ثريا وبالتالي يمكن تصنيف الملعب التونسي ضمن الفرق التي تتمتع برصيد بشري يمنح اختيارات واسعة للإطار الفني خاصة من الناحية الهجومية، حيث يوجد حاليا ما لا يقل عن عشرة لاعبين لديهم نزعة هجومية ونعني بذلك بلال آيت مالك وهيكل الشيخاوي وعصام بن خميس وحسام الحباسي وحسين المسعدي وفيكتور أباتا وجاك ميدينا وبلال الماجري وشهاب الزغلامي وعبد الكريم بن عروس، لكن رغم كثرة عدد اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة الهجومية إلا أن المباراة الأخيرة جاءت لتؤكد أن هذا العدد الكبير لا يضمن بالضرورة وفرة الحلول، وهذا الأمر مرتبط أساسا بطريقة لعب الفريق، فالملعب التونسي اعتاد خلال الموسمين الأخيرين وخاصة في وجود الثنائي أيمن الصفاقسي وشهاب الزغلامي على اعتماد الهجومات المعاكسة، لذلك سيكون المدرب ناصيف البياوي مطالبا بالتفكير جيدا وبدء العمل لتغيير أسلوب الملعب التونسي الذي خسر ست نقاط كاملة على ملعبه هذا الموسم، ولولا نجاحه في استغلال الوضعية الصعبة للشبيبة القيروانية وكذلك مباغتة مستقبل سليمان لكانت وضعيته في الترتيب متأزمة.

الملعب التونسي يفتقد إلى وسط ميدان يصنع اللعب وهو ما يعيق المهاجمين.