تحكيم

اختتام ملتقى فوتورو وعصام عبد الفتاح يلقي محاضرة في الأخلاق بعد تسريب تصريحه

اختتم صباح اليوم ملتقى فوتورو الذي نظّمه الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتنسيق مع الجامعة التونسية لكرة القدم واشرف عليه المحاضر الدولي المصري عصام عبد الفتاح. وحسب شهادة المشاركين, فإنّ الملتقى كان ناجحا وحصلت الإفادة بعد ما قدّمه عبد الفتاح من محاضرات قيّمة (دون تملّق ولا استهزاء كما يعتقد أصحاب النفوس المريضة). اختتام الملتقى كان بمحاضرة في الأخلاق حتّمها الظرف بعد ما راج في الشرق عبر المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي من تعاليق حول ما قد يكون صرّح بها عبد الفتاح عند تحليله لبعض اللقطات أثناء المحاضرات من تهجّم على الحكام المصريين وإهداء الدوري للزمالك. هذا التصريح "المفترض" أنكره عصام جملة وتفصيلا سواء على قناة "أون تايم سبورتس" أو في محاضرته عن الأخلاق اليوم.

ما جاء على لسان رئيس لجنة التحكيم بالاتحاد المصري السابق لاقى رواجا كبيرا في مصر بين مستنكر (أحباء الزمالك) ومرحّب (أحباء الأهلي).

ولئن أنكر عبد الفتاح أن يكون قد أدلى بهذا الحديث مؤكّدا على عدم حضور أي إعلامي أشغال الملتقى, فإن مصادرنا تفيد بأنّه صرّح بذلك فعلا وهو ليس تصريح بالمعنى الصحيح, وإنّما جاء على هامش التعليق على بعض اللقطات وهو استنتاج في نهاية الأمر وليس اتهاما مباشرا.

والسؤال الآن هو كيف وصلت المعلومة إلى الأشقاء في مصر؟ "لا يجب البحث عن منتصف النهار على الساعة 14:00" يقول الفرنسيون. لقد سرّب المعلومة أحد المشاركين سواء كان حكما أو مساعدا أو مسئولا. فالجميع يعلم خصوصا المهتمون بالشأن التحكيمي أن العلاقة ليست ولا بد بين جميع الأطراف, فعصام له أصدقاء في مصر ومعارضون وهؤلاء يتصيّدون أخباره عبر أصدقائهم. فيكفي أن ينقل أحد المشاركين المعلومة لأحد معارضي عبد الفتاح حتى يتم تسريبها لوسائل الإعلام وهذا معلوم.

وفي تونس, الأمر ليس جديدا ولا بدعة. فمنذ ستينات القرن الماضي كانت المنافسة بين الحكام شرسة ولكن في حدود ما. أما اليوم, أصبحت الوشاية جسرا للوصول إلى مراتب عليا. ولو أروي ما كنت شاهدا عليه منذ سبعينات القرن الماضي لوجب كابة مجلّدات ولكن أحتفظ بها للذكرى.

لقد بلغني أن الاستياء عم صفوف الحكام لعدم كتمان السرّ وتسريبه لأعداء عصام عبد الفتاح ووصفوا العملية بغير الأخلاقية وأنا أشاطرهم الرأي في هذا.

صحيح. "ابليس ينهى عن المنكر".