كرة اليد

كرة اليد ( احتراز الإفريقي ضد ساقية الزيت ) : قنبلة موقوتة على طاولة جامعة الـستيـري

مازال ملف الاحتراز الذي تقدم به النادي الإفريقي ضد نادي ساقية الزيت في بداية شهر جوان الماضي يراوح مكانه إلى حد الآن وقبل أقل من أسبوعين على عودة النشاط بصفة رسمية وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام في هذا السياق خصوصا مع دقة وحساسية الجولات المتبقية التي سيتكون حاسمة بكل المقاييس في مسألة التتويج، وتعود تفاصيل هذا الاحتراز إلى تاريخ 3 جوان حينما تقدم مسؤولو النادي الإفريقي باحتراز على مشاركة لاعب ساقية الزيت أشرف المرغلي في المباراة التي جمعت الفريقين بتاريخ 28 أفريل الماضي في حين أن مشاركته قانونيا لا تستقيم لعدّة اعتبارات سنسوقها بوثائق حصرية تحصلت عليها «الصحافة اليوم».

ويسعى النادي الإفريقي للحصول على إجابة بخصوص الاحتراز من الجامعة التونسية لكرة اليد قبل تاريخ 21 سبتمبر سواء كان بالإيجاب أو بالسلب خاصة لما نعلم أن النية تتجه نحو مواصلة التصعيد في هذا الملف والالتجاء إلى هياكل التقاضي الدولية بما أن مسؤولي فرع اليد بالإفريقي قد تأكدوا من شرعية وسلامة موقفهم القانوني قبل التقدم بالاحتراز يوم 3 جوان الماضي.

والطريف أن النادي الإفريقي قد تقدم بـ»اعتراض على التأهيل» منذ ما يقارب 3 أشهر دون أن يستصدر قرارا في هذا الإطار ما يجعل عديد النقاط في الموضوع غامضة للغاية بخصوص تعامل المكتب الجامعي مع هذا الملف الذي يمثل قنبلة موقوتة على طاولة جامعة المستيري بما أن الوضع لا يحتمل مزيد الانتظار والمرحلة القادمة دقيقة وحساسة للغاية خاصة لما نعلم أن الترجي يتصدر ترتيب البطولة بـ20 نقطة على بعد نقطتين من النادي الإفريقي الذي يملك 18 نقطة في رصيده ويأمل المشرفون على فرع اليد أن يسترجعوا نقطتين ثمينتين في عدادهم ما يجعل الإفريقي والترجي في الصدارة مناصفة في الترتيب الجديد للبطولة إذا ما نجح الأفارقة في الفوز بهذا الاحتراز لدى لجنة التأهيل والإجازات التابعة للجامعة التونسية لكرة اليد.

خروقات ثابتة

حسب إدارة الإفريقي، فإن الوثائق التي تحصلنا على تسخ منها والنصوص القانونية للجامعة والمنصوص عليها في لوائح الإتحاد الدولي لكرة اليد تؤكد سلامة ووجاهة الموقف القانوني للنادي، الذي يؤكد عدم قانونية وشرعية مشاركة أشرف المرغلي في المباراة التي جمعت النادي الإفريقي بنادي ساقية الزيت بتاريخ 28 أفريل، والبداية كانت مع تقديم النادي الإفريقي لجميع الوثائق القانونية التي تؤكد أن أشرف المرغلي قد لعب على سبيل الإعارة في مناسبتين خلال الموسم الرياضي نفسه والبداية كانت عند انتقاله من العربي القطري إلى ساقية الزيت على سبيل الإعارة لينتقل منه إلى الخليج السعودي على سبيل الإعارة كذلك في منتصف الموسم وهي نقطة قانونية تثير جدلا كبيرا ومخالفة للفصل 6 من قوانين الانتقالات بين جامعات كرة اليد في العالم ما يزيد في فرضية مخالفة نادي ساقية الزيت للقانون سهوا أو عمدا دون تفطن مسؤوليه.

على صعيد آخر، تحصلت «الصحافة اليوم» على وثيقة «المخالصة» وهي وثيقة إدارية يجب التحصل عليها وإمضاؤها قبل مغادرة المملكة العربية السعودية، يؤكد فيها المرغلي أنه قد وقع خلاصه في جميع مستحقاته المالية و بناء عليه سيغادر اللاعب الفريق السعودي نحو وجهة تونسية وهي نادي ساقية الزيت طبعا.

وحسب مصدر قانوني، فإن المرغلي بهذه الوثيقة، قد زاد في توريط نفسه وفريقه أكثر فأكثر بما أن وثيقة المخالصة تؤكد أن عقد المرغلي انتهى في 10ماي 2021 ما يطرح نقطة استفهام جديدة وغريبة حول مدى جديّة لجنة التأهيل والإجازات في التعامل مع الوضعيات القانونية للاعبين القادمين من وإلى البطولة التونسية. 

ماذا في بطاقة التأهيل الدولي؟

يمكن لأي طرف الإطلاع على بطاقة التأهيل الدولي الموجودة على موقع الإتحاد الدولي الخاص بالانتقالات وهذه الوثيقة تزيد في الطين بلّة وقد تعقّد الوضعية أكثر فأكثر على المكتب الجامعي الذي نعتقد أنه لم يعد يعلم كيفية الخلاص من هذا الإشكال والمأزق القانوني الذي تورّط فيه بسبب عدم تثبت هياكله من الوضعية القانونية للاعب الساقية أشرف المرغلي المنتقل حديثا إلى الترجي الرياضي، وتؤكد بطاقة التأهيل الدولي أن تاريخ نهاية فترة الإعارة بالخليج السعودي حدد بتاريخ 29 أفريل أي يوما واحدا بعد مواجهة النادي الإفريقي التي شارك فيه المرغلي مع الساقية وفاز بها فريقه على وصيف الترتيب بنتيجة 34-27، وهو معطى جديد يؤكد أن مشاركة المرغلي في تلك المواجهة غير قانونية ولا يستقيم بتاتا ما يعني أن مسؤولي النادي الإفريقي بقيادة رئيس الفرع قيس البدوي قد قاموا بما يجب القيام به في هذا السياق واتبعوا مسارا قانونيا واضحا وسليما حيث راسلوا الإتحاد الدولي لكرة اليد في لحظة أولى وقبل القيام بأي خطوة على الصعيد المحلي ليتحصلوا على جميع الوثائق والفصول القانونية التي تؤكد وجاهة موقفهم دون أن نغفل عن كون رد الإتحاد الدولي لكرة اليد قد أثبت الخروقات القانونية التي تشوب مشاركة المرغلي في تلك المواجهة وأكدوا سلامة الموقف القانوني للنادي الإفريقي ما شجّع مسؤوليه على الالتجاء إلى الهياكل المحلية من أجل استرداد حقوقهم والفوز باحتراز قد يقلب موازين القوى رأسا على عقب. 

كيف سيتصرف المكتب الجامعي؟

مثلما هو معلوم فإن عودة نشاط البطولة واستكمال الجولات الثلاث المتبقية قد حدّدا بتاريخ 21 سبتمبر أي قبل 11 يوما بالضبط مازال المكتب الجامعي يتخبط وفي مأزق كبير من الناحية القانونية والأخلاقية بما أن القرار الذي ستتخذه جامعة مراد المستيري لن يرضي أي طرف من الأطراف بما أن التسليم بوجاهة موقف الأفارقة سيفتح عليها جبهة معارضة كبيرة من جانب الترجي الرياضي الذي يمارس في الكواليس ضغطا كبيرا حسب المعطيات التي بحوزتنا من أجل استصدار قرار يصب في مصلحتها، والثابت أن مسؤولي الإفريقي على علم بما يحاك في الكواليس بل إن هناك قناعة راسخة بأن قرار المكتب الجامعي سيصدر قبل أيام معدودة من عودة النشاط (3 أو4 أيام) حيث تنوي الجامعة قبول الاحتراز شكلا ورفضه مضمونا دون أن نغفل أن الترجي الرياضي إذا ما فاز في مقابلاته الثلاث سيرفع اللقب مهما كانت حالات التساوي في النقاط (طبعا إذا فاز الإفريقي بالاحتراز).

أما بالنسبة إلى النادي الإفريقي فإنه سيواصل التعامل مع هذا الملف مثلما ينّص عليه القانون وبات الالتجاء إلى الهياكل الدولية أمرا مفروضا في ظل عدم تحرك اللجان القانونية على الصعيد المحلي رغم مضي ما يقارب 3 أشهر على موعد تقديم الاحتراز والاعتراض على التأهيل.

 

وتفادت الجامعة التونسية لكرة اليد الخوض في هذا الموضوع رغم تأكيد رئيسها في تصريح سابق أن المكتب الجامعة سيصدر قراره في القريب العاجل لكن ضيق الوقت واقتراب موعد عودة البطولة يزيدان في فرضية إصدار قرار في الساعات الماضية ليبقى هذا الملف مفتوحا على مصراعيه وقد يشهد تطورات كبيرة في هذا السياق خصوصا وأن القرار الذي سيصدر سيخلّف ردة فعل كبيرة خصوصا من جانب النادي الإفريقي الذي أكد الإتحاد الإفريقي لكرة اليد وجاهة موقفه ثم أتبعه الإتحاد الدولي بتأييد لسلامة الاعتراض الذي تقدم به وعدم شرعية مشاركة اللاعب في هذه المواجهة وبالتالي لا نعتقد أن الهياكل الدولية تصطاد في الماء العكر أو تريد تعكير صفو كرة اليد التونسية وبات من الضروري التسليم بأن الهياكل المحلية قد ارتكبت أخطاء فادحة وفظيعة في هذا الملف الذي ليس هو الأول من نوعه لكن الطرف في هذا النزاع هذه المرة هو النادي الإفريقي، وجماهيره وشعبيته، ستزيدان في عمق الأزمة إذا ما أرادا الطرفان التصعيد في هذا الملف في انتظار قرار المكتب الجامعي في الأيام القليلة القادمة.