حوارات

منير راشد (مدرب الترجي الجرجيسي): ثراء الزاد البـــــــــشري والـجاهـزية البـدنية مهــّدا طريق الصـــعود

 كذّب الترجي الجرجيسي جميع التوقعات عندما أكمل "عقد" فرق الرابطة الأولى لموسم 2021-2022 في أعقاب ضمانه صدارة دورة الصعود قبل جولة من النهاية عن جدارة واستحقاق حيث كان أبناء عاصمة الزياتين الطرف الأفضل على جميع الواجهات مثلما تبرزه النتائج التي حققوها بقيادة مدرب قبل التحدي ونجح في إعادة فريقه الام الى مداره الصحيح بعد ثلاث سنوات قضاها في بطولة الرابطة الثانية، وفاز الترجي الجرجيسي على الملعب التونسي والشبيبة القيروانية ليتصدّر الترتيب برصيد ست نقاط ويستفيد من تفوقه في المواجهات المباشرة مع فريق عاصمة الأغالبة في صورة التساوي في النقاط إذا ما أقيمت الجولة الختامية.

وشاءت الصدف أن يترك راشد ترجي الجنوب في الرابطة الأولى موسم 2018 ليكون قدومه من الباب الكبير بإعادته الى قسم الأضواء الذي يعتبر مكانه الحقيقي مثلما قال قائد السفينة :«المكان الطبيعي للترجي الجرجيسي هو الرابطة الأولى وبعد ضياع الفرصة الأولى في نهاية الموسم الفارط كان لزاما علينا الدفاع عن حظوظنا ولعب جميع أوراقنا من أجل الصعود خاصة وأن الهيئة المديرة وفّرت جميع ظروف النجاح وسعت الى تذليل جميع الصعوبات لنقوم بتحضيرات مثالية أهّلتنا لصنع الحدث وتحقيق مبتغانا قبل جولة من نهاية السباق وهو ما يؤكد أحقيتنا بنيل البطاقة الوحيدة».

مباراة «البقلاوة» فتحت الأبواب

وأبرز المدرب منير راشد أن الفريق تعامل مع كل مباراة على حدة حيث كان الـــتركيز منصبا في البداية على تجاوز عقبة مستقبل قابس في مواجهة مكّنت اللاعبين من استعادة النسق قبل ملاقاة الملعب التونسي أحد أبرز المرشحين لحجز المقعد الأخير في بطولة الرابطة الأولى وعاد الامتياز مجددا للاعبين بفضل الانضباط التكتيكي وحسن قراءة اللعب لترتفع المعنويات وتتضاعف الحظوظ وقال في هذا السياق:«يمكن القول إن الفوز في مباراة الملعب التونسي كان مفتاح التألق حيث منح اللاعبين أجنحة إضافية لكننا حرصنا على تحضيرهم ذهنيا قبل المواجهة الثانية التي كانت أهم باعتبارها مفصلية في مصير الصعود حيث كان شعارها فكّ الارتباط مع الشبيبة القيروانية التي لاحت بعيدة تماما عن المستوى المطلوب كما اننا فرضنا أسلوبنا ولم نترك لها المجال لمباغتتنا لنسجّل هدفين ونضيع كما هائلا من الفرص، والمهم في النهاية جمعنا بين الأداء والنتيجة بفضل مجموعة شابة وجدت الرعاية من جميع الأطراف».

مجموعة متكاملة

لم يتأثر الترجي الجرجيسي بماراطون المقابلات رغم خوضه مباراة اضافية مقارنة ببقية منافسيه في دورة "الباراج"، وأكد المدرب منير راشد العائد من تجربة قطرية دامت ثلاث سنوات أن الفضل في ذلك يعود إلى العمل الكبير لكل مكوّنات الإطار الفني حيث تمّ تقسيم المهام بينها متوجها بالثناء للمعد البدني محرز بن يفلح الذي يعتبر من أبرز الكفاءات، وأضاف مدرب ترجي الجنوب:«ثراء الرصيد البشري لعب دورا هاما في تحقيق الصعود حيث عوّلنا على 18 لاعبا تقريبا وكانوا في مستوى متقارب وقدموا الاضافة المرجوة، ولعل الأداء الباهر للاعبي الرواق ووسط الميدان الذين يبذلون مجهودات بدنية مضاعفة طوال المقابلات ما يبرز الجاهزية الكبيرة للفريق الذي تفوّق على منافسيه بالطول والعرض وأكد أن جرجيس منجم للاعبين ومثلما أنجب عديد الاسماء التي برزت في الملاعب التونسية فإن الجيل الحالي يضم لاعبين مميزين».

مقومات النجاح موجودة

مقارنة ببقية فرق "الباراج"، لا يملك لاعبو الترجي الجرجيسي خبرة كبيرة المواعيد الصعبة والمصيرية غير أنهم أبلوا البلاء الحسن وكانوا عند حسن ظن الجماهير والهيئة المديرة وخاصة الاطار الفني الذي أثنى قائده كثيرا عليهم معتبرا أنهم يملكون كل مقومات النجاح بحكم تكونهم في فرق كبرى مثل الترجي الرياضي والنجم الساحلي، ورغم قلة مشاركات بعضهم مع الأكابر فإنهم أظهروا قوة شخصية كبيرة، وفي قراءته لقدرة المجموعة الحالية على الصمود في الرابطة الأولى قال راشد:«سقف طموحاتنا عال في الموسم المقبل خاصة وأن الترجي الجرجيسي من الفرق المهابة في الرابطة الأولى رغم بعض النكسات في السنوات الفارطة، المجموعة الحالية تملك إمكانات طيبة بما أنها متكوّنة جيدا وستكسب الخبرة تدريجيا كما أن مستواها يؤهلها للنجاح في الرابطة الأولى وعلينا استغلال الفترة المتبقية من التحضيرات من أجل استهلال البطولة بقوة والاستفادة من المعنويات المرتفعة والاحاطة الكبيرة من مختلف الأطراف للبقاء على السكة الصحيحة، وأنا واثق من قدرتنا على البروز وتحقيق نتائج إيجابية شريطة مواصلة العمل بنفس الجدية والانضباط».

التقييم ضروري

وأكّد راشد أنه سيعمل خلال اليومين المواليين لمباراة الشبيبة القيروانية على تقييم المرحلة السابقة بطرق علمية قبل عقد جلسة مع الإدارة للتباحث حول حاجيات الفريق خلال الفترة المقبلة في انتظار تدعيم الصفوف في "الميركاتو" الشتوي مبرزا أهمية هذه الخطوة على المدى القريب والمتوسط بما أن العمل لن يتوقف عند الصعود بل يجب تثبيت الفريق ضمن النخبة ووضع الأهداف المرجوة المنشودة في الفترة القادمة، وأضاف مدرب ترجي الجنوب أن سيناريو الشبيبة القيروانية في الموسم الفارط لن يعاد باعتبار أن الجميع مدرك لأهمية استهلال الموسم بقوة مؤكدا أنه تمنى خوض اللقاء الختامي في "الباراج" ضد أولمبيك مدنين للاستعداد لانطلاق البطولة بعد إعلان الجامعة رسميا عن إلغاء الجولة الثالثة مرجّحا فرضية خوض مقابلة ودية ضد الأخير تكون مسك الختام قبل خوض منافسات الجولة الافتتاحية في المجموعة الثانية التي تضمّ النجم الساحلي ومستقبل سليمان ومستقبل الرجيش والنادي الإفريقي والنادي البنزرتي والأولمبي الباجي وهلال الشابة، وتجدر الإشارة إلى أن فريق عاصمة الزياتين