متفرقات

تماهت مع رغبة انفانتينو: هل أصبح إفريقيا مخبر تجارب لـ«الفيفا»؟

لئن كان الإبقاء على نظام تصفيات كأس العالم عن القارة الإفريقية منطقيا مع تحديد موعد 26 جانفي لسحب القرعة، فإن موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالإجماع على تنظيم كأس العالم كل موسمين تعتبر النقطة الأهم في جدول أعماله أمس رغم المعارضة التي لقيها مقترح «الفيفا» من الاتحادات القوية كالاتحاد الأوروبي والأمريكي الجنوبي، ذلك أن هذا المقترح سيكون له تأثيرات وخيمة على صحة اللاعبين البدنية والذهنية خصوصا مع العوارض التي رافقت عديد الرياضيين من المستوى العالي في السنوات الأخيرة جراء الضغط الكبير والمطالبة بالنتائج مثلما كان الحال مع لاعبة التنس اليابانية ناعومي أوزاكا أو لاعبة الجمباز الأمريكية التي حرمت بلادها من تعزيز حصيلتها في الأولمبياد بسبب مشاكل نفسية، كما أن إقامة «المونديال» كل موسمين ستنعكس حتما على المنافسات المحلية المنهكة أصلا مثلما هو الحال في البطولة التونسية التي عرف نظامها عديد التحويرات بسبب فيروس كورونا وكذلك إقصاء هلال الشابة في الموسم الماضي ليتأثر المستوى الفنيويبدو أن الاتحاد الافريقي أصبح مخبر «تجارب» للفيفا بإعتبار أن «سطوة» المال وكذلك النفوذ الكبير لرئيسه جياني انفانتينو جعل المشرف الأول على الكرة في القارة السمراء يرمي بكل ثقله من أجل إرضاء «ولي نعمته» والموافقة على مقترح سيخلق جدلا لن ينتهي.

 

ومن الغرائب التي لا تجدها سوى في القارة الافريقية، وافق الاتحاد الإفريقي على تنظيم بطولة السوبر التي تعرف مشاركة الفرق القوية والمدعومة جماهيريا بتزكية من الفيفا التي رفضت في وقت سابق قرارا مشابها في «القارة» العجوز وهددت بفرض عقوبات صارمة تجاه الفرق المشاركة خاصة وأنها تحرم المجتهدين والمتفوقين من فرصة المراهنة على الساحة القارية وكسب مبالغ هامة، ويبدو أن إفريقيا مقبلة على تحويرات كبيرة بما أن لغة «المال» مازالت متحكمة في سلطة القرار.