تحكيم

الفار في تجربته الأولى ببطولة الرابطة 1 : بداية متواضعة ولكن المؤشرات إيجابية... من لايتقدّم يتأخّر

بالعودة لمباريات الجولة الأولى من مرحله البلاي أوف و التي تابعها الجميع بكل اهتمام وفضول خاصة مع دخول الفار حيز الاستغلال لأوّل مرّة في الريخ كرة القدم التونسية, يمكن القول أنّ استعمال تقنية الفار لم يكن مرضيا نوعا ما ولكن المؤشرات تبدو إيجابية وسيتحسّن الأداء في الجولات القادمة بعد تعوّد حكامنا عليها. فقد كان جليّا أن حكام الساحة كانوا يعوّلون على الفار والحال أنّهم كانوا مطالبين بإدارة المقابلة كالعادة ولتركيز الكلّي على اللعب والأخطاء دون التفكير في مكانية الرجوع لتقنية الفار. فهذه التقنية جعلت كي تقوم بتصحيح الأخطاء إن وقعت. وعدم الرجوع للفار يؤكّد أن الحكم كان على أتم الاستعداد ومركّزا كثيرا.

فوليد الجريدي أساء استعمال الفار وكان باستطاعته تجاوز ما جرى لو تخلى عن حالة الارتباك الذي دخل بها المبارة وتعامل مع مجريات المبارة بصفة عادية وطبيعية. قراره بإلغاء الهدف الأوّل للاتحاد المنستيري كان صحيحا ولم يستدع العودة للفار. وفي مبارة الترجي والنادي الصفاقسي, لم يعلن عامر شوشان عن ضربة جزاء ولكن هبثم قيراط   فقد خلفت حالة الهدف الثاني تساؤلات كبرى خاصة لتضارب أراء المحللين بين من يرى أن قرار حكم الميدان سليم ومن يرى أن قرار حكم الفار هو السليم. وللتوضيح فإن حكم الميدان هو صاح القرار الأخير حتى في صورة تدخل حكم الفار. وفي هذا الصدد,  استدعى هيثم قيراط عامر شوشان  لإعادة مشاهدة لقطة الهدف لوجود مخالفة مرتكبة من لاعب الترجي ايدو على مدافع الصفاقسي, لكن عامر شوشان وتشبث بموقفه مصرا على سرعية الهدف. هذه اللقطة أثارت حفيظة جماهير الترجي. فلماذا تدخّل هيثم قيراط لإلغاء الهدف؟ بينما لم يحتجوا عندما تدخل في تصويب قرار الحكم بخصوص عدم إعلانه عن ركلة جزاء للترجي.

أما لقاء اتحاد بن قردان و نجم الساحلي فقد كان في اتجاه واحد لصالح الضيوف تدخّل الفار في مناسبة وحيدة لتأكيد قرار المساعد بإلغاء هدف  مهاجم النجم الساحلي ياسين العمري (الهدف الثالث) لوجوده في حالة تسلّل.

إذن, يكن القول أن الجامعة اصابت باعتماد تقنية الفار في مرحلة البلاي أوف وأكّدت أنّها قادرة على تجاوز الصعوبات والعراقيل عندما تتوفّر الإرادة. ومن الأكيد أن الأمور ستكون أفضل في الفترة القادمة. كما أن الجامعة صارت مطالبة بالمحافظة على هذا المكسب وتطويره في الموسم القادم وما على كل الأطراف المعنية بالبطولة إلا أن تضاعف جهدها حتى يتك تعميم التجربة بكامل الملاعب. وهي فرصة حتى تتحمّل البلديات والأندية المسئولية لتوفير ملاعب مهيّئة لهذه التقنية. فلا مجال للعودة للوراء وليس من المنطقي التوقّف عند حد البلاي أوف لاعتماد الفار. فمن لا يتقدّم, يتأخّر.