المنتخبات

منتخب الأواسط يعود بقوة ويعبر الى ربع النهائي: هل يعيد السليمي سيناريو جيراس في 2019؟

 

تأهل المنتخب الوطني إلى الدور ربع النهائي لكأس افريقيا للأواسط بعد فوزه على نظيره الزامبي ليحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة مستفيدا من هزيمة البينين ضد غامبيا ويضرب موعدا مع الكونغو برازافيل وصيفة المجموعة الثانية على درب العبور إلى المربع الذهبي وقطع بطاقة نحو "مونديال" إندونيسيا والتي أصبحت على بعد خطوات قليلة ليعيد زملاء مالك المهري ما حققه أبناء ماهر الكنزاري قبل موسمين في موريتانيا.

وتدارك المنتخب الوطني بدايته المخيبة في الدور الأول والذي تزامن مع مستوى ضعيف ليكون الأداء تصاعديا من خلال كسب نقطة في الجولة الثانية قبل تحقيق الفوز على زامبيا في اللقاء الحاسم ليعيد زملاء غيث الوهابي سيناريو منتخب الأكابر في "كان" 2019 عندما اكتفى بثلاثة تعادلات  في الدور الأول ضد أنغولا ومالي موريتانيا لكنهم  بدأوا رحلة التألق التي كان حدّها الدور نصف النهائي، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يصل زملاء الفرجاني ساسي إلى المحطة قبل الختامية بالنظر إلى مستواهم الهزيل في الدور الأول في مجموعة في المتناول لكنهم كشروا عن أنيابهم في الأدوار الاقصائية ليحفظوا ماء وجه الكرة التونسية لتبقى الطموحات أكبر لمنتخب الأواسط القادر بدوره على محو الصورة السلبية وتأكيد الصحوة.

وتبدو أوجه الشبه كبيرة بين نسختي الأكابر 2019 والاواسط 2023 وأبرزها التأهل بصعوبة على الأراضي المصرية وكذلك الصعوبات الفنية التي وجدتها عناصرنا الوطنية حيث لم تجد ثوابتها في بداية المسابقتين قبل أن تحقق المطلوب في الأوقات الصعبة مؤكدة قوة شخصيتها والتي ظهرت في حضور ردة الفعل في اللقاء الثالث حيث تحسن الاداء بشكل ملحوظ ونجح "نسور قرطاج" في تسجيل اول أهدافهم في المسابقة وهو ما حرّرهم كثيرا كما كانت المجموعة في قمة جاهزيتها الذهنية وهو ما يبرزه عدم التأثر بقبول هدف التعادل حيث سرعان ما استعادت الأسبقية بمجهود فني رائع من محمد الضاوي.

تأكيد النسق التصاعدي

يرنو المدرب عادل السليمي إلى تكرار ما فعله آلان جيراس في نسخة 2019، فالوصول إلى الدور نصف النهائي يعني تحقيق الهدف الرئيسي وهو التأهل إلى المونديال لتكون المشاركة ناجحة رغم ما حفّته بدايتها من صعوبات جعل التشكيك كبيرا في قدرة المنتخب الوطني على الذهاب بعيدا بل أن الترشح كان مستبعدا لولا الانتفاضة في الجولة الأخيرة والتي أكدت القدرات الحقيقية التي يكتنزها الجيل الحالي رغم أنه لم يصل إلى قمة مستواه الفردي والجماعي حيث مازال هامش التحسن كبيرا قياسا بالقدرات الموجودة وخاصة عند بعض العناصر المطالبة بالتدارك واللعب على حقيقة امكاناتها.

ويملك المدرب عادل السليمي رصيدا من الخبرة جعله ينجح في الخروج من الوضعية الصعبة خاصة وأنه متعود على الغصرات كلاعب أو مدرب ليكون العامل الذهني مهما في تحضير المباريات حيث اعترف نجم النادي الافريقي بالتسعينات بالنقائص التي واجهت المنتخب الوطني في الجولتين الأولى والثانية ولم يتخف وراء ضعف التحضيرات أو غياب "الفورمة" ليحاول تدارك الهنات رغم ضيق الوقت والذي يجعل التركيز أكبر على الناحية البدنية من أجل إيجاد الانتعاشة المطلوبة أمام تتالي المباريات.

وسعى الاطار الفني للمنتخب الوطني من جديد الى تعديل الأوتار من خلال التعويل على ريان النصراوي في الرواق الدفاعي الأيسر ليستفيد المنتخب الوطني من الناحية الهجومية في ظل الخصال التي يملكها القادم من نيم الفرنسي كما اختار المدرب عادل السليمي الاعتماد على تجانس الثلاثي مالك المهري ومحمد وائل الدربالي وغيث الوهابي ليتجاوز النسور الصعوبات التي واجهها ضد غامبيا والبينين ويتحسن الأداء وخاصة على مستوى التدرج بالكرة بينما سجّل الثنائي جبريل عثمان ومحمد الضاوي هدفي الفوز.

ولا يعكس التأهل عديد الهنات التي كانت واضحة على غرار ارتباك الحارس رائد القزاح الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في هدف التعادل وهو ما يجعله مطالبا التدارك بما أنه الخيار الأول للاطار الفني في الوقت الذي واصل فيه المدافع المحوري علي السعودي التأكيد على جدارته بنيل الثقة ليكون من أبرز اكتشافات المرحلة الحالية.