المنتخبات

هل كان المركز الرابع أقصى الطموحات؟ النتائج والأرقام لا تخدعان

 

أعاد منتخب الأواسط سيناريو النسخة الفارطة مع اختلاف في الأسماء عندما اكتفى باحتلال المركز  الرابع في كأس افريقيا بعد هزيمته ضد نيجيريا برباعية نظيفة عكست الصعوبات التي وجدها أبناء المدرب عادل السليمي منذ إعطاء ضربة البداية والتي منحتها نسبيا قطع تذكرة التأهل إلى "مونديال" إندونيسيا الذي سيكون امتحانا حقيقيا لقدرة عديد الأسماء على ضمان مكان ضمن المنتخب الأول طالما أنها مطالبة بابراز قدراتها واستعادة الاعتبار.

ويمكن اعتبار تأهل المنتخب الوطني إنجازا قياسا بالمستوى الباهت الذي قدّمه اللاعبون الذين لم يقدروا على مواجهة النسق القوي في المنعطف الأخير من "الكان" لينقادوا إلى هزيمتين مذلتين ضد السينغال ونيجيريا كشفتا الفوارق الكبيرة على المستوى الفردي أو الجماعي.

ولعل سيناريو اللقاء الأخير ضد نيجيريا يفسّر بوضوح خروج المجموعة عن التركيز منذ التأهل إلى "المونديال" حيث غابت الروح القتالية وكان الحضور الذهني ضعيفا في مطلع الشوطين الأول وخاصة الثاني عندما قبل المنتخب الوطني هدفين حسما الأمور رسميا.

فوز وحيد غطّى المستور

كانت حصيلة المنتخب الوطني ضعيفة رغم التأهل إلى "المونديال" حيث حقق فوزا وحيدا في ست مباريات خاضها في الحدث القاري مقابل تعادلين وثلاث هزائم كانت ضد المنتخبات الصاعدة على منصة التتويج.

ولئن كانت العبرة بتحقيق الهدف المرسوم وهو التأهل إلى كأس العالم بعد انتظار دام 38 سنة والوصول إلى نصف النهائي للنسخة الثانية تواليا، فإن الانهيار الكبير في المباراتين الفارطتين محا جميع الإيجابيات وطرح عديد التساؤلات حول قدرة "النسور" على تقديم مستوى طيب في الموعد القادم في جنوب شرق آسيا حيث ظهرت عديد الهنات التي لا يمكن تلافيها بسهولة وخاصة على المستوى الجماعي.

هشاشة دفاعية

قبل المنتخب الوطني 12 هدفا في ست مباريات أي بمعدل هدفين في كل لقاء وهو معدل مرتفع طالما أن زملاء علي السعودي تفادوا قبول أهداف في لقاء وحيد كما أن شباكهم اهتزت في الأدوار الاقصائية في 9 مناسبات، وكانت الأخطاء الفردية العنوان الأبرز في المشاركة التونسية رغم القناعة بكون الاشكال جماعي وليس فردي بإعتبار مرور أغلب اللاعبين بجانب الموضوع في المواعيد الحاسمة.

تأثير ضعف التحضيرات

كان الانسجام غائبا بين اللاعبين ليفقد المنتخب الوطني أسلوبه الجماعي الذي كانت سمته البارزة وخاصة على مستوى التنشيط الهجومي ليدفع بالتالي ثمن ضعف التحضيرات حيث لم يجد الاطار الفني الوقت الكافي لوضع بصمته على المجموعة وخلق اللحمة المطلوبة في ظل التغييرات العديدة التي عرفها الرصيد البشري بدعوة لاعبين من خارج البطولة الوطنية فضلا عن احداث تغييرات في بعض المراكز الحساسة.

ولعل الاصابات التي ضربت المجموعة في اللقاء الترتيبي تعكس بوضوح المشاكل التي عاشها المنتخب الوطني في نهاية المشوار حيث افتقد اللاعبون النسق وكانوا لقمة سائغة لـ"أسود التيرنغا" و"النسور الخضراء" دون حضور ردّ فعل يذكر.

كان التأهل إلى "المونديال" نقطة الضوء الوحيدة في المشاركة القارية حيث أنقذ ماء الوجه وأسعف الجيل الحالي الذي تعلّق عليه آمال كبيرة، ودون القسوة على المجموعة أو التقليل من الانجاز فإن النجاح في بلوغ الهدف المرسوم لا يحجب عديد النقائص التي لاحت على المستوى الفردي والجماعي إذ لم يكن نجوم المنتخب الوطني في أفضل حالاتهم ولاح أداؤهم متذبذبا في ظل التغييرات الدورية والتي كانت ضرورية لإيجاد الانتعاشة البدنية وتوفير الحلول الفنية لكنها أضرت بمنظومة اللعب الجماعية وحالت دون تقديم مستوى جيد.

ورغم الأسماء البارزة الموجودة في الخط الأمامي والتي تنشط باستمرار مع فرقها، فإن الحصيلة الهجومية لم تتجاوز الست أهداف أي بمعدل هدف في كل لقاء مع الصيام عن التهديف ضد المنتخبات الثلاثة الأوائل في "الكان" ليتضح التفاوت في القدرات والتي من أسبابها أيضا  غياب "الفورمة".