المنتخبات

السليمي كان قاسيا على اللاعبين الغرور كلف المنتخب خسارة قاسية

لم يتهرب المدرب عادل السليمي من مسووليته. ولم يختف خلف التأهل إلى "المونديال" أو البحث عن أعذار واهية على غرار قوة المنافس أو تأثير نسق المباريات حيث كان صريحا عند تقييمه للمشاركة التونسية في تصريح للموقع الرسمي لجامعة كرة القدم ووضع اصبعه على مكمن الداء بالتأكيد على أن تحقيق الهدف الأساسي لا يجب أن يكون "الشجرة التي تغطي الغابة" مستعرفا بوجود عديد النقائص الواجب تلافيها قبل المشاركة المونديالية وأهمها إصلاح المنظومة الدفاعية مبرزا أن عناصر الخط الخلفي ليست مسؤولة بمفردها عن الأخطاء الكارثية والحصيلة المرتفعة للأهداف المقبولة.

ولعل الحديث عن غياب الروح لدى اللاعبين بعد التأهل إلى "المونديال" من المشرف الأول على الدواليب الفنية يفسّر أسباب الهزيمتين المخجلتين ضد السينغال ونيجيريا واللتين اعتبرهما عادل السليمي مسيئتين للمنتخب الوطني حيث كانت المباراتان في اتجاه واحد.

وكان المدرب الوطني قاسيا على اللاعبين عندما ألمح بصفة مباشرة إلى اغترارهم بما أنجزوه معتبرا ذلك سببا في ظهورهم بمستوى شاحب في اللقاءين الفارطين وهو الداء الذي ينخر الكرة التونسية حيث دفعت عديد الأسماء التي كان ينتظرها مستقبل زاهر ثمن النجومية الزائفة وحرق المراحل لتمرّ بجانب مسيرة متميزة بسبب تأثرهم بالأضواء وعدم الحرص على تطوير قدراتهم مثلما كان الحال مع عديد الاجيال التي كانت تحمل آمالا كبيرة في التألق.

وحاول المدرب عادل السليمي عدم التفصي من مسؤولية النهاية المخيبة للمشاركة التونسية وهو الذي يتحمّل جانبا منها في ظل بعض الاختيارات الفنية، فإن القسوة على اللاعبين تهدف إلى حثّهم على بذل مجهودات مضاعفة لاستعادة ثوابتهم والظهور بالشكل المطلوب في الحدث الكبير الذي سيكون محط الانظار وقد يفتح أمامهم أبوابا جديدة.

وبين الدورة التأهيلية والكأس الافريقية، حصل تراجع كبير في أداء عديد العناصر البارزة التي لم تستثمر نيلها فرصة المشاركة باستمرار في بطولة الأكابر وفشلت في مجاراة النسق ضد منتخبات القارة السمراء لتعود إلى نقطة الصفر رغم أن المسؤولية جماعية وتتحملها جميع الأطراف ومنها الإطار الفني الذي لم يسع إلى إعادة اللاعبين للجادة من خلال الضرب بقوة والقيام بالتغييرات اللازمة.

وقد تكون تصريحات السليمي بوابة نحو اتخاذ قرارات جديدة تهم النواحي الفنية في المرحلة القادمة ذلك أن التأهل إلى "الكان" لا يعني حجز مكان في قائمة المنتخب الوطني في كأس العالم حيث بات يضمّ الأسماء التي تستحق المشاركة ضروريا من أجل تحقيق النتائج المرجوة دون نسيان حتمية ضخّ دماء جديدة صلب المجموعة لتفادي مشاركة مخيبة.