تحكيم

امين برك الله يكتب، أنانية الرئيس تنسف منظومة التحكيم لصالح المصريين

لم تعلن جامعة الكرة عن تأسيس رابطة جديدة ولا عن تركيبتها ،مكتفية بلجنة تحكيم خارجية بدولة مصر كخطوة غير مسبوقة  وأولى من نوعها، فلو نحسب عدد الحكام  المعيّنين من مصر لوجدناهم يفوقون  حكام رابطات قفصة والكاف و مدنين مجتمعين ،مما يؤكد فشل ادارة تصريف أعمال شؤون التحكيم في تكوين قاعدة تحكيمية واسعة وشاملة لكل التراب الوطني.

إن  تعيين المصريين من قبل الدكتور وديع الجريء  عملا بمقولة "اخطى راسي و اضرب" هو تعامل مع الرأي العام الكروي وتفاديا لاي غضب او تأويل  والمعروف ان وديع الجريء هو من أصر على مواصلة سياسة سلفه علي الحفصي بالاعتماد على التحكيم التونسي في كبرى اللقاءات قبل أن يتراجع بقرار احادي الجانب من وديع الجريء  نفسه ،مستفيدا من اتفاقية ثنائية لتبادل مع دولة مصر استفاد منها المصريون ولم يحترم فيها مبدأ المعاملة بالمثل. فبينما يتحول التونسيون لمباريات الصف الثاني في الدوري المصري على غرار مباريات بيراميدز وحرس الحدود و غزل المحلة, فإن حكام مصر يأتون لإدارة لقاءات الدربي و الكلاسيكو  دون أي تحرك من ادارة تصريف أعمال شؤون التحكيم التي قبل أن مديرها "كمبارسا" بجراية مدير.

وقد تم هذا الموسم الاستنجاد مجددا بحكام دولة مصر وذلك لكون السياق السياسي و الأمني ضد الجامعة  ورئيسها. فتمت التضحية بخدمة قطاع التحكيم  وتطويره شراء للسلم الاجتماعية كما صرح بذلك الناطق الرسمي باسم ادارة تصريف شؤون التحكيم .

في هذا السياق و بكون وديع الجريء أصبح يعتمد على المصريين الدوليين في الرابطة الأولى ويقدم لهم خدمات لم يجدوها بالدور المصري ذاته و يؤهلهم للمنافسة القارية و الدولية وهو عمل فشل فيه حتى اتحاد الجلابية ،الا اننا  لم نفهم  الاصرار المفرط في الاعتماد على حكام دولة مصر  دون غيرهم حتى خلنا انه تمن اضافة رابطة عدد 13 تحت مسمى رابطة حكام مصر تنضاف للرابطات 12 من بنزرت لمدنين ،  ليقع الاستنجاد بحكامها كلما اقتضى الأمر ولما لا يتم ايضا التعويل على الحكام الشبان لهذه الرابطة الفتية لدى سعيد الكردي و مراد بن حمزة بالرابطة الثانية والثالثة و بالتالي يتواصل مجهود الجامعة التونسية لكرة القدم ورئيسها في تطوير والنهوض بالتحكيم المصري  واكتشاف المواهب في هذه الأقسام وهكذا يكون وديع الجريء "ملكي اكثر من الملك" ومصري أكثر من المصريين.

ما يعني وديع الجريء هو نفسه و ذاته ويتعامل مع السياق وفق أولوياته الذاتية الشخصية و لا يعنيه التحكيم تونسي و لا هم يحزنون وهذا ما بينته المواسم والظروف.

لكن المحزن في كل هذا هم أعضاء ادارة تصريف شؤون التحكيم الذين اختاروا لأنفسهم ان يكونوا شهود زور. فاي جدوى من مجهودات سعيد الكردي بالرابطة الثانية واي قيمة للمجهود الخرافي لمراد بن حمزة في رابطتي الهواة اذا كان صاحب القرار الأوحد ماضيا في التعويل على حكام رابطة مصر دون سواها ،لكن حزني وألمي اكبر عندما ارى مجموعة من الشبان الصاعدين لهم من المهارات الكثيرة يحكمون باقتدار وتميز مباريات الاقسام السفلى ينظرون لمستقبلهم وامالهم متلاشية من منافسة مصرية محتملة وحتى ان اصبحوا دوليين سيكون حالهم كحال دوليي اليوم من اسبقية المنافسين من خارج الديار ليتواصل نسف منظومتنا التحكيمية التي يبدو انه غلبها الاعياء نتيجة سوء التدبير و أنانية الرئيس