كان قدوم المدرب حمادي الدو نقطة التحول في مسيرة الملعب التونسي في هذا الموسم، فبعد أن كان زملاء كريم العواضي من المتراهنين على الترشح إلى مرحلة "البلاي أوف" إلى حدود الفوز على الترجي الرياضي تغيّرت المعطيات رأسا على عقب في إياب المرحلة الأولى من البطولة حيث انقادوا إلى سلسلة هزائم كادت تجعلهم يعودون من حيث أتوا في الموسم الفارط لولا التغيير الحاصل على المستوى الفني والذي أعطى ثماره سريعا بتحقيق فوزين متتاليين جعلا الفريق ليتفادى سيناريو كارثي ويدخل "البلاي آوت" برصيد أربع نقاط حوافز.
وتأكدت صحوة الملعب التونسي في مسابقة الكأس عندما تجاوز عقبات صعبة أبرزها النجم الساحلي في ثمن النهائي ليكون التأهل إلى الدور نصف النهائي مستحقا بقيادة مدرب ركّز منذ قدومه إلى مركب باردو على النواحي الذهنية وأعاد الروح إلى عديد اللاعبين على غرار ماهر الحناشي ووسام بوسنينة وأيوب التليلي كما وضع بصمته من الناحية الفنية لينعكس ذلك على الأداء والنتائج.
وكان انجاز حمادي الدو الأبرز في مسيرته كمدرب أول التتويج بكأس تونس مع النادي الصفاقسي في النسخة قبل الفارطة حيث تفوق في المباراة النهائية على النادي الافريقي كما تخطى في نصف النهائي عقبة حامل اللقب الاتحاد المنستيري ليصبح الطموح جائزا بإعادة السيناريو في الموسم الجاري رغم الامتحان الصعب الذي ينتظره ضد صاحب الرقم القياسي في التتويجات.
وكسب المدرب حمادي الدو رصيدا هاما من الخبرة بعد تجارب محلية وخارجية كمدرب أول أو مساعد للهولندي رود كرول مع النادي الصفاقسي والمنتخب الوطني، ويبدو الرهان الحالي مغريا وكبيرا في الآن ذاته لمدرب الملعب التونسي الذي كان رجل البقاء في السنوات الأخيرة مع اتحاد تطاوين وكذلك في الموسم الجاري في "البقلاوة" فالعبور إلى الدور النهائي على حساب منافس في قيمة الترجي سينقله إلى واقع جديد وسيزيد في رفع أسهمه التي انتعشت كثيرا.
تألق خارج الديار
رغم خوض جميع مبارياته في مسابقة الكأس خارج الديار بسبب القرعة وكذلك العقوبة المسلطة على ملعب باردو، فإن الملعب التونسي نجح بامتياز في بلوغ محطة نصف النهائي بقيادة مدرب يحذق السفر حيث أزاح النجم الساحلي ونجم المتلوي ويرنو إلى إلحاق الترجي الرياضي بهما خاصة وأن الفريق أظهر في المباريات الأخيرة شخصية قوية وتفادى الأخطاء التي حرمته من التأهل إلى مرحلة التتويج.
ومن مجموع 8 مباريات خاضها بعيدا عن ملعب باردو منذ التعاقد مع حمادي الدو، حقق الفريق 7 انتصارات مقابل تعادل وحيد وهو ما يؤكد الخصال التي اكتسبها وجعلته رقما صعبا في الكأس ومتفوقا على جميع منافسيه في مرحلة تفادي النزول لكن التأكيد ضروري في مقابلة اليوم باعتبارها محددة لطموحات المجموعة في ما تبقى من عمر الموسم.
