الرابطة الأولى

ثلاثة عوامل قادت الترجي لفوزه الثالث على النجم

 أكد الترجي الرياضي أفضليته المطلقة على النجم الساحلي في هذا الموسم حيث حقّق فوزه الثالث الذي ساوى تقليص الفارق عن الريادة إلى نقطة وحيدة وإعادة ترتيب الأوراق في سباق اللقب ليضرب عصفورين بحجر واحدة ويوجّه رسائل للمنافسين بكونه مازال منافسا بارزا. وجدّد الترجي العهد مع الانتصارات في البطولة التي غابت منذ الجولة الأولى لمرحلة التتويج ضد اتحاد بن قردان وأجبرت الاطار الفني على التعويل على التركيبة المثالية رغم التأثير السلبي لتتالي المباريات ودفع ثمنه نجم الفريق حمدو الهوني وصاحب هدف الفوز رياض بن عياد وهو ما نغّص بالإضافة إلى إقصاء معتز الزدام الفرحة بالفوز الثمين بحكم أن الفريق سيخسر أوراقا مهمة في قادم المواعيد. ولعبت عديد العوامل دورا في حسم "الكلاسيكو" الثالث في هذا الموسم وأبرزها الواقعية الكبيرة لفريق باب سويقة الذي استفاق في الشوط الثاني فضلا عن قوة الشخصية والروح الكبيرة اللتين ميّزتا لاعبيه رغم البداية الصعبة في المباراة التي كانت مفتوحة على جميع الاحتمالات. واقعية كبيرة لم يكن الأداء مثاليا للغاية وخاصة في الشوط الأول حيث افتقد الترجي آلياته المعتادة من الناحية الهجومية وعجز عن فرض ايقاعه لينحصر اللعب في وسط الميدان وتغيب الفرص الجدية، ولعل اختيارات المدرب نبيل معلول وكذلك إصابة حمدو الهوني جعلتا فريق باب سويقة غير قادر على الوصول إلى مرمى علي الجمل طالما أن الأجنحة كانت معطلة تماما كما كان محمد علي بن حمودة تائها وسط دفاع النجم مع غياب المساندة اللازمة. وتحسن الأداء بشكل ملحوظ في الشوط الثاني إذ وفّر محمد علي بن رمضان التفوق العددي وكان أداؤه فارقا على المستوى الهجومي لينتعش الفريق وتتاح له عديد الوضعيات السانحة التي مكّنته في مرحلة أولى من الحصول على ضربة جزاء ثم تسجيل هدف الفوز لتحسم الواقعية الفوز بإعتبار أن الفرص لم تكن كثيرة في مباراة مغلقة طغت عليها النواحي التكتيكية لم يستغل خلالها النجم الفرصتين اللتين أتيحت له في نهاية الفترة الأولى عكس منافسه. قوة شخصية كانت ردّة فعل الترجي قوية في الفترة الثانية حيث أحسّ بالخطر بعد أن اقترب النجم من التسجيل في مناسبتين ليفرض هيمنة على مجريات اللعب ويحرم منافسه من المساحات في ظل تعويله على الهجومات السريعة، وأظهر فريق باب سويقة قوة شخصية كبيرة فرغم اضاعة محمد علي بن رمضان ضربة جزاء فإن زملاءه واصلوا الضغط ليتمكّنوا من تسجيل هدف عبّد طريق الفوز الثمين وأكد صلابتهم من الناحية الذهنية. ولم يكن التعامل مع مباراة القمة المحلية سهلا خصوصا وأنها تأتي بين مباراتين حاسمتين في ربع نهائي رابطة الأبطال وكذلك وسط شكوك حول قدرة المجموعة على كسب الرهانات لكنها نجحت في التعامل مع الواقع وتحلت بجاهزية ورغبة كبيرة في تحقيق الفوز الذي كان حتميا لتفادي هروب النجم في الريادة. صلابة دفاعية تفادى الترجي للقاء الثاني تواليا قبول أهداف والفضل في ذلك يعود إلى الصلابة التي أظهرها الخط الخلفي بقيادة الحارس معز بن شريفية الذي أنقذ مرماه من هدف محقق في منتصف الشوط الأول ليحرم النجم من تأكيد أفضليته الطفيفة. وعرف الدفاع تحويرا وحيدا تمثل في اقحام رائد بوشنيبة مكان محمد بن علي ليعطي ضمانات أكبر على مستوى التغطية في الوقت الذي كان فيه أداء ثنائي المحور ياسين مرياح ومحمد أمين توغاي جيدا حيث تناغما كثيرا كما خرجا من فترات الضغط بسلام ليساهما في الفوز الجديد على حساب النجم الساحلي والذي يعتبر الأهم في الموسم.