حوارات

علي الكعبي (لاعب دولي سابق ) : قادرون على كسر حاجز الدور الأول

تجدّد كرة القدم التونسية العهد مع الأراضي الأرجنتينية التي ستحتضن نهائيات كأس العالم للأواسط بعد أن كانت شاهدة على الظهور الأول لمنتخب الأكابر في "مونديال" 1978 والذي أدخله التاريخ من أوسع الأبواب حيث نجح زملاء الأسطورة الراحل حمادي العقربي في تحقيق اول انتصار لمنتخب عربي وافريقي في الحدث الكبير واقتربوا من عبور الدور الأول بقيادة المدرب عبد المجيد الشتالي. وتبدو أوجه التشابه موجودة بين جيلي 1978 و2023 غير أن القاسم المشترك الأبرز هو حضور الظهير الأيسر علي الكعبي الذي نحت اسمه بأحرف من ذهب كأول لاعب تونسي يسجّل في "المونديال" وكان من العلامات البارزة في المشاركة التي لن تمحى من بال التونسيين، وسيسجّل الكعبي حضوره في الحدث المرتقب كمستشار فني لجامعة كرة القدم ومواكب دؤوب لهذا الجيل الذي ساهم ابن الأولمبي للنقل في بروزه مع الأسماء التي تداولت على تدريبه من ناجح التومي مرورا بعادل السليمي وصولا إلى منتصر الوحيشي. وفي هذا الحوار، يتحدث النجم الدولي السابق عن خصوصيات المشاركة الحالية على الصعيدين الشخصي والجماعي وحظوظ المنتخب الوطني الذي اعتبره قادرا على تحقيق المفاجأة. تعود إلى الأرجنتين بعد 45 سنة، فكيف تعاملت مع الحدث؟ هنالك شعور مميّز ينتابني لا سيّما وأن إقامة كأس العالم في الارجنتين تحيلني إلى ذكريات رائعة مازالت تجول في خاطري وخاطر الشعب التونسي عندما صنعنا ملحمة حقيقية عام 1978 حيث حققنا أول انتصار لمنتخب عربي وافريقي وفتحنا الباب أمام رفع نصيب القارة الافريقية من المقاعد كما أكدنا قدرات اللاعبين التونسيين الذين تحدوا جميع العراقيل وكذبوا التكهنات المسبقة حيث كانوا أسودا فوق الميدان لينحتوا اسمهم بأحرف من ذهب رغم الحسرة الكبيرة التي رافقت عدم التأهل إلى الدور الثاني. ما الذي يعنيه حضورك في هذا المونديال؟ أعتقد أن تواجدي من جديد في الارجنتين استحضار وتكريم لجيل قدّم الكثير لكرة القدم التونسية وخاصة لمن فارق الحياة تاركا افضل الانطباعات على غرار المرحومين حمادي العقربي ومحمد علي عقيد كما أنه تتويج لمساهمة جيل 1978 في نهضة كرة القدم التونسية، وقد سعيت منذ تعييني في الإدارة الفنية على توظيف الخبرة التي اكتسبتها كلاعب أو مدرب من أجل الرقي بمستوى الجيل الحالي الذي آمنت الجامعة بقدراته ودعمته كثيرا لتكون النتائج متميزة، وسأعمل على نقل الشحنة المعنوية التي ساعدتنا في النجاح قبل 45 سنة من أجل تحقيق ما فشلنا في الوصول اليه وهو بلوغ الدور الثاني وكتابة التاريخ من جديد. سجّلت أول هدف تونسي في "المونديال"، فمَن مِن الجيل الحالي تراه قادرا على ترك بصمة في الحدث المرتقب؟ لا يهمّ من سيسجّل أو سيقود المنتخب إلى الانتصارات بقدر ضرورة تقديم أداء مشرف يقترن مع الدفاع عن الحظوظ كاملة في التأهل إلى الدور الثاني وهو أمر جائز ومشروع رغم صعوبة المهمة، صحيح أن الانجاز الفردي له طعم كيف تتراءى لك حظوظ عناصرنا الوطنية في "المونديال"؟ رغم النقص الكبير في التحضيرات بسبب رزنامة البطولة والتزامات اللاعبين خارج تونس، فإن العزم كبير على تقديم أداء مشرف بوجود إطار فني مقتدر بقيادة منتصر الوحيشي الذي سعى إلى مواصلة العمل الذي بدأه سابقوه مع الحرص على وضع بصمته سريعا، فالإرادة والروح الانتصارية والانضباط التكتيكي من العوامل التي ستساعد المنتخب الوطني على النجاح واعادة ملحمة 1978 وسأعمل جاهدا على نقل تلك العزيمة التي كانت فارقة ومنحت جيلنا طابعا خاصا من أجل تحقيق انجاز أفضل وبلوغ الدور الثاني الذي لا يبدو مستحيلا لو توفّرت العزيمة. ألا تعتبر أن القرعة لم تكن منصفة للمنتخب الوطني؟ القرعة كانت قاسية نسبيا بوقوعنا مع منتخبات عتيدة حيث فازت انقلترا بكأس أوروبا الأخيرة كما بلغ منتخبا الأوروغواي والعراق الدور النهائي لكأسي أمريكا الجنوبية وآسيا، ومن خلال متابعتي لمباريات منافسينا في الدور الأول فإن المهمة لن تكون سهلة ضد منافسين منظمين ومتميزين من جميع النواحي غير أننا سندافع عن حظوظنا وسنعمل على القطع مع عقدة الدور الأول والمشاركة من أجل المشاركة. هل تعتبر أن المنتخب الوطني قادر على تخطي الدور الأول؟ علينا كسر الحاجز الذي لازمنا طويلا حيث كان المنتخب الأول قريبا من تجاوز الدور الأول في المونديال الفارط رغم وقوعه في مجموعة حديدية، ونأمل أن نكسّر القاعدة من خلال الدفاع عن حظوظنا إلى آخر رمق وتلافي بعض النقائص العائدة إلى ضعف التحضيرات، ومثلما أسلفت الذكر فإنه لا مستحيل في عالم كرة القدم وتجربة 1978 علّمتنا أن اللاعب التونسي قادر على صنع المعجزات لو تحلّى بالارادة وظهر على حقيقة امكاناته. كأس افريقيا كشفت عن عديد النقائص، فهل ترى المجموعة الحالية قادرة على تجاوزها؟ الاطار مختلف تماما كما أن الصعوبات التي اعترضتنا في كأس افريقيا تزامنت مع تحقيق الهدف المرسوم وهو بلوغ كأس العالم التي تحمل تحديا خاصا للاعبين والاطار الفني رغم ضيق فترة التحضيرات وعدم القيام بالمباريات الودية اللازمة وكذلك التقليص في عدد اللاعبين والذي حال دون دعوة عديد الاسماء، علينا التعامل مع كل مباراة على حدة والحرص على ارساء حالة من التوازن من خلال عدم قبول اللعب وتفادي الدخول في ثوب الحلقة الأضعف وأعتقد أن الجيل الحالي قادر على صنع الحدث في الملاعب الأرجنتينية. ماهي رسالتك إلى اللاعبين؟ بلوغ نهائيات كأس العالم يعتبر تتويحا لمجهودات جبارة من الجامعة والادارة الفنية والمدربين الذين تداولوا على هذا الجيل لكننا لن تقف عند هذا الحدّ، ورسالتي إلى اللاعبين هي ضرورة اللعب على حقيقة قدراتهم وتقديم افضل ما لديهم من أجل الرفع من أسهمهم وتحقيق النقلة النوعية في مسيرتهم من خلال الاحتراف في أوروبا ليكون ذلك في صالح المنتخب الأول في قادم السنوات، وكلّي ثقة بقدرة هذا الجيل على رفع التحديات والتألق في سماء الارجنتين التي كانت شاهدة على ملحمة تونسية نأمل أن تعاد من جديد بعد أكثر من أربعة عقود.