المنتخبات

الوحيشي يكسب الرهان في انتظار التأكيد

كسب المدرب منتصر الوحيشي الرهان بامتياز حيث نجح في قيادة المنتخب الوطني إلى فوز ثمين في ثاني مبارياته في كأس العالم أمام المنتخب العراقي الذي استسلم لمشيئة "نسور قرطاج" في الشوط الثاني رغم أن مستواه كان الأفضل طيلة ردهات الفترة الأولى لكن بصمة الاطار الفني كانت جلية وواضحة في العودة القوية أداء ونتيجة والتي أعادت البسمة إلى المجموعة وقطعت مع فترة الشك التي لاحقتها منذ ضمان العبور إلى الحدث العالمي الكبير. ورغم صعوبة المهمة فإن الوحيشي عمل في صمت وسعى إلى تلافي النقائص الكبيرة وخاصة من الجانب الدفاعي الذي كان محرر اهتمامه في فترة التحضيرات كما أدخل تحويرات جوهرية على مستوى الرصيد البشري لتكون حصيلته مرضية إلى أبعد الحدود مع إسدال الستار عن الجولة الثانية من الدور الأول. مرونة تكتيكية حاول المدرب منتصر الوحيشي التعامل مع كل مباراة على حدة، فبعد انتهاج خطة دفاعية بحتة ضد المنتخب الانقليزي من خلال الدفع بثلاثة لاعبين في المحور للخروج بأخف الأضرار عوّل الاطار الفني للمنتخب الوطني على طريقة متوازنة ضد المنتخب العراقي الذي لا يضاهي في قوته منتخب "الأسود الثلاثة" ليعطي رسم 4-3-3 ثماره حيث نجح زملاء شيم الجبالي في جني النقاط الثلاث رغم الصعوبات التي واجهوها في الشوط الاول على مستوى التدرج بالكرة والوضعيات الصعبة التي وضعهم فيها “أسود الرافدين". وكان تركيز المنتخب الوطني كبيرا على الرواقين من أجل صنع الفارق لتصنع التوغلات من الرواق الأيمن الفارق بتسجيل الهدفين الأول والثاني بالطريقة نفسها ويتأكد نجاح اختيارات المدرب الوحيشي الذي اعتمد على مهارات الجناحين وتبادل الكرة بسرعة للوصول إلى المرمى العراقي. "كاستينغ" ناجح أجرى الاطار الفني للمنتخب الوطني ثلاثة تغييرات مقارنة باللقاء الافتتاحي إذ عوّض الجناح الأيمن محمد الضاوي مدافعا محوريا هو زين الدين ساسي كما قاد يوسف سنانة الخط الأمامي عوضا عن جبريل عثمان ليساهم هذا الثنائي في فوز المنتخب الوطني. ولعل تثبيت غيث الوهابي كمتوسط دفاع يؤكد صواب الاختيارات الفنية للوحيشي الذي راهن على قائد المنتخب الوطني في دور جديد عرف فيه نجاحا باهرا حيث كان من أبرز العناصر فوق الميدان وحرم العراقيين من هدف محقق كما تناغم كثيرا مع علي السعودي ليكون "الكاستينغ" موفّقا للغاية. تعامل مثالي بعد الخروج دون أضرار في الشوط الاول رغم التفوق الكلي للمنتخب العراقي، نجح المدرب منتصر الوحيشي في تعديل الأوتار في الفترة الثانية حيث أعطى توصياته بالتركيز على الكرات القصيرة والتوغل من الأطراف لصنع الخطر وخلق التفوق العددي وهو ما أعطى أكله على الوجه الأكمل. وسعى الاطار الفني إلى اراحة الركائز بعد التقدم المريح حيث بدأ التفكير في المقابلة القادمة مع الحرص على الحذر من ردّ فعل المنتخب العراقي وخصوصا بعد طرد ريان النصراوي، ولعل اقحام محمود غربال في الرواق الأيسر وحصول الأخير على ضربة جزاء دعّم بها التفوق الباهر يبرز القراءة الناجحة لقائد السفينة الذي خرج من أكبر الرابحين في أعقاب المواجهة التي أعادت الثقة إلى المجموعة.