الرابطة الأولى

موسم كارثي في الافق :من حلم الثلاثية إلى أمل المركز الثاني

عاش الترجي الرياضي نكسة جديدة في أعقاب الخسارة المستحقة ضد الأولمبي الباجي في الدور النهائي لكأس تونس والتي أكدت الصعوبات التي يعيشها الفريق ولم يمحها الفوز على اتحاد تطاوين في الجولة الفارطة من البطولة في أولى مباريات المدرب معين الشعباني. وكانت مقابلة الكأس مرآة عاكسة لواقع الترجي الذي كان دون "مخالب" هجومية ومهتزا من الناحية الدفاعية لتكون المحصلة هزيمة جديدة تؤكد أن الخلل لا يكمن فقط في الاطار الفني طالما أن المشاكل التي عرفها الفريق مع نبيل معلول تواصلت مع أنيس البوسعيدي ثم معين الشعباني الذي لم يكن موفقا من جديد في الأدوار النهائي حيث تكرر سيناريو 2020 عندما ذاق مرارة الهزيمة ضد الاتحاد المنستيري. 2 تقابل الترجي والأولمبي الباجي لثاني مرة القاسم المشترك كان فوز فريق الشمال العربي ودون قبول أهداف. غياب الواقعية كانت الطموحات كبيرة قبل انطلاق الموسم خاصة وأن المدرب السابق نبيل معلول رفع السقف عاليا عندما أكد جاهزية الفريق لحصد جميع الالقاب قبل أن يصطدم بواقع مغاير بصفة تدريجية، فمن مجموع ثلاثة القاب ممكنة ومع تأجيل السوبر التونسي خرج الترجي من رابطة الأبطال في المربع الذهبي وخسر نهائي الكأس كما أن ابتعد بفارق هام على متصدر البطولة النجم الساحلي ليقترب من الخروج خالي الوفاض في موسم كارثي ولا يليق بقيمة ومكانة صاحب الأرقام القياسية في التتويجات في تونس. ويمكن التأكيد على أن الخروج من رابطة الأبطال كان منعرجها حاسما في مسيرة الترجي في هذا الموسم حيث بات عاجزا عن إيجاد ثوابته المعهود ولاح في متناول أغلب المنافسين كما أن التغيير الفني لم يحدث الرجة المطلوبة في الموعد الحاسم الذي انتظره الترجيون لحصد لقب يرمّم المعنويات ويعيد الاعتبار إلى المجموعة التي كانت بعيدة عن الانتظارات فنيا تكتيكيا وأم تنجح في "فك شفرة" دفاع الأولمبي الباجي الذي كان قادرا على مضاعفة النتيجة في ظل الشوارع التي تركها الترجي في الدفاع. فشل فردي وجماعي أعاد الفشل الأخير الضغوط إلى محيط الفريق الذي باتت مهمته صعبة للدفاع عن لقبه المحلي خاصة وأن المتاعب الفنية الواضحة لا يبدو الخروج منها سهلا كما أن هامش الخيارات محدود أمام الاطار الفتي رغم استعادة الليبي حمدو الهوني في لقاء الكأس الذي شهد فشل فرديا وجماعيا كبيرا. ورغم السيطرة، فإن الفرص الجدية كانت غائبة بإستثناء بعض المحاولات من الكرات الثابتة حيث كان الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية في غاية الصعوبة مع المحاصرة المفروضة على محمد علي بن رمضان وغياب الفورمة من جديد عن صابر بوغرين فضلا عن الفشل المتواصل للاعبي الرواق في صنع الخطر. وكان الأداء الفردي بعيدا عن حجم الانتظارات إذ تواصل فشل أغلب العناصر في تقديم الحد الأدنى المطلوب وهو ما ينطبق على الحارس صدقي الدبشي والظهير الأيمن محمد بن علي ومتوسط الميدان فوسيني كوليبالي والجناح الأيمن رشاد العرفاوي إضافة إلى المهاجم محمد علي بن حمودة ليكون الأخفاق منطقيا مع غياب الخيارات البديلة وفشل المدرب معين الشعباني في التعويضات التي لم تعط أكلها. وأمام هذه الهنات، قد يكون من الصعب على الترجي العودة بقوة في السباق ليصبح البحث عن احتلال المركز الثاني الأقرب خاصة وأن الاطار الفني لا يملك "عصا سحرية" لتغيير واقع الأمور وسيحاول التعامل بالموجود للخروج من أزمة النتائج التي ترافق الفريق.