الرابطة الأولى

الفريق مطالب بتجميع 6 مليارات وهيئة العلمي تـُعلن عن فشلها

اختار يوسف العلمي، رئيس الهيئة التسييرية والمستقيل من رئاسة الهيئة التي كوّنها من أجل إنقاذ النادي الإفريقي، الهروب ودفع أحد المسؤولين إلى التحدث إلى الجماهير، من أجل إعلان "عجز" الهيئة الحالية وعدم قدرتها على حل المشاكل لترمي الكرة في ملعب الجمهور، دون أن تقدم أي دليل عن حسن النوايا.

وفي الواقع فإن حديث، سامي القاضي، أحد مسؤولي هيئة العلمي إلى الجماهير يعقب تصرفات مشابهة دفع خلالها العلمي عدداً من المسيرين إلى مخاطبة الجماهير بينما يختفي المسؤول الأول، فقد أرسل في إحدى المناسبات حامد مبارك إلى إذاعة "موازييك" للحديث عن الملفات الصعبة وتبعات الهيئة التي دُفعت إلى الاستقالة في 2021، وفي مناسبة أخرى هاجم رشيد الزمرلي، منتصر الوحيشي بعبارات قوية بعد أن لجأ إلى لجنة النزاعات كخيار أخير من أجل الحصول على مستحقاته، وهذه المرة جاء الدور على سامي بن ساسي، الذي تكلم فأحسن التعبير، ولكن ما بين السطور كان أهم من الذي جاء بصريح العبارة على لسان القاضي، الذي أظهر مهارة في التواصل ويمثل اكتشافا لأن طريقته في التواصل أفضل من العلمي وبقية الأعضاء، وكان دقيقا في استعمال العبارات.

فالوضع المالي المتردي أمر معلوم منذ أشهر يؤكده العجز عن خلاص الديون ورفع عقوبة منع الانتدابات، ولا يحتاج إلى خطاب من أحد المسؤولين من أجل كشف الحقيقة، ولكن ما لم يقله بن ساسي هو أن الهيئة التي قادها العلمي فشلت فأعلنت عن عجزها وبالتالي رمت بالكرة إلى ملعب الجماهير من أجل خلاص الديون وبالتالي لا يمكن أن تضع نفسها في مرتبة أفضل من الهيئة السابقة فكل واحد منهما وجد الحل عند الجماهير، ولو أن الوثائق تُثبت أن الهيئة السابقة دعمت خزينة النادي بموارد شخصية لعدد من المسؤولين، وقد يعتبر العلمي أن المشاكل التي تواجه الفريق هي تراكمات الهيئات السابقة، وهو أمر صحيح بلا شك ولكن ماذا قدمت الهيئة الحالية إلى الفريق من حلول مالية؟.

فهيئة العلمي استغلت العقود القديمة لتمويل ميزانية النادي، وطبعا فلا يمكن مقارنة التصرف المالي منذ 2021 إلى حدود هذه الفترة بالمرحلة السابقة، ولكن في النهاية فإن عدم تقييم أي مرحلة، لا يمكن أن نحسب السلبي وننسى الإيجابي، وعقد الشراكة مع الخطوط القطرية تم توقيعه في عهد الهيئة السابقة وليس الحالية التي فشلت إلى حدّ الان في تمديده.

خطاب قديم

إصرار الهيئة الحالية على تذكير الجماهير بالوضع الذي كان عليه الفريق، هي خطوة سخيفة وغبية لأن الجماهير تعرف ما حصل في الفترة السابقة، ولكن كل هيئة في الإفريقي يمكنها أن ترتكز على فشل الهيئات السابقة، لأن الهيئة المنتخبة في جوان 2018، ورثت فريقا خسر 16 لاعبا تقريبا وديون بالجملة، ولكنها أيضا وجدت موارد إضافية لكنها ارتكبت أخطاء كارثية، والهيئة الحالية ورثت رصيدا بشريا محترما، ذلك أن العناصر المؤثرة في الفريق حاليا تم انتدابها في مرحلة الهيئة السابقة أو تمديد عقودها.

وفي كل الحالات، فإن تكرار إسطوانة فشل الهيئة السابقة في كل مرة لن يفيد النادي، فعبد السلام اليونسي بدوره اعتمد هذا التكتيك ومن قبله سليم الرياحي ولكن الجماهير لا تحكم إلا على الواقع الحالي، الذي يؤكد أن الإفريقي يعاني وضعا كارثيا بكل المقاييس على الصعيد المالي، وما يحسب للعلمي أنه لم يورط النادي في صفقات مكلفة وأحسن استغلال الموارد التي تركتها الهيئة السابقة بشكل ساعد الإفريقي على غلق الكثير من الملفات الشائكة التي كانت تبعات الهيئة التي استقالت في 2021.

الجمهور سيساعد النادي

سيكون الجمهور خلف النادي الإفريقي مُجددا، وهذا الأمر مؤكد بلا شك فجمهور الإفريقي لا يجب أن يتخلى عن فريقه، ولن يتخلى عنه، ولكن الطريقة التي تصرفت بها الهيئة كانت غريبة وقد تكشف عن نوايا أخرى، وكان على العلمي وجماعته بدل توجيه خطاب جاف أن يبادر كل واحد منهم بالتبرع ويُعلن عن ذلك بشكل رسمي، ولكن كيف للعلمي أن يتبرع وقد "هرب" من الحفل الذي نظمته جمعية "السوسيوس" منذ قرابة ثلاثة أسابيع؟.

ومن المؤكد أن تصرفات هيئة العلمي منذ أشهر عديدة، جعلها تخسر الكثير في ميزان المكاسب التي حققتها، وهي حقيقة ثابتة ولكنها بصدد فقدان المصداقية، خاصة وأن التحرك قبل 3 أسابيع من نهاية الفترة التي يجب خلالها خلاص الديون، يورط النادي أكثر ولا يترك أمامه متسعا من الوقت لحل الأزمة.