المنتخبات

القادري في اختبار صعب: مباراة رسمية لإعداد مقابلة ودية خيارات عديدة وتعويض السخيري رهان أساسي

تعتبر مقابلة يوم 17 جوان أمام منتخب غينيا الاستوائية في مالابو، شكلية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، من الناحية الحسابية بعد ضمان التأهل رسمياً إلى نهائيات كأس إفريقيا، ولكن المنتخب الوطني لم يضمن بعد المركز الأول في مجموعته بما أن الفارق عن منافسه نقطة واحدة وبالتالي من الضروري تفادي الهزيمة من أجل عدم خسارة المركز الأول، كما أن الانتصار سيضمن للمنتخب الوطني رسميا إنهاء دور المجموعات في صدارة الترتيب وهو معطى في غاية الأهمية بما أن كل النقاط مُهمة في صراع الترتيب الدولي للمنتخبات الذي سيكون حاسما في تحديد رؤساء المجموعات في نهائيات كأس إفريقيا وربما كأس العالم، ولهذا فإن المنتخب الوطني مطالب بالانتصار خلال المقابلة القادمة حتى يمكنه أن يضمن صدارة الترتيب في المجموعة مثلما فعل في كل التصفيات السابقة خلال السنوات الأخيرة حيث كان المنتخب الوطني يعبر إلى المرحلة الختامية في صدارة المجموعة.

كما أن المدرب القادري مطالب بالعمل على تحسين أرقامه الشخصية مع المنتخب بما أنه خلال مسيرته مع المنتخب لم يخسر إلا لقاء رسميا وحيدا وكسب الرهان في مختلف المواعيد ومن الضروري أن يضيف إلى رصيده نجاحا جديدا يمكنه من تأكيد أنه يستحق مواصلة المهمة فالأرقام تؤكد أنه يسير إلى تحطيم كل الأرقام القياسية وهو معطى سيزيد من حرصه على السعي إلى حصد 3 نقاط جديدة.

اختبار ذهني بالأساس

الرهان الأساسي في لقاء السبت القادم ضمن الجولة الخامسة من التصفيات يتعلق أيضا بأهمية الحضور الذهني، فلقاء غينيا الاستوائية يسبق بأيام قليلة المقابلة الودية أمام منتخب الجزائر، وهي مقابلة في غاية الأهمية في حسابات التنافس من أجل الزعامة العربية، وخلالها سيعتمد المدرب جلال القادري على التشكيلة الأساسية بهدف الحصول على فوز معنوي سيكون له وقع كبير على المجموعة في قادم المواعيد وهو انتصار سيكون له تبعات إيجابية للغاية على المنتخب ويعيد الهيبة إلى الكرة التونسية بعد أن أضاعتها الأندية في المشاركات القارية في انتظار المشاركة في البطولة العربية.

ومنطقيا فإن المدرب القادري سيستغل مقابلة غينيا الاستوائية من أجل تحضير المقابلة أمام المنتخب الجزائري، فهو لن يعتمد على التشكيلة الأساسية كاملة أمام غينيا بل سيحاول التنويع بشكل يضمن الاستقرار في المنتخب ويجنب المدرب المخاطر التي يمكن أن تحدث في المقابلة الأولى وعدم التعرض إلى خسارة سيكون لها تأثير كبير على معنويات المجموعة.

وسبق للمنتخب الوطني أن عاش مثل هذه الوضعيات في مناسبات سابقة حيث يخوض مقابلة رسمية قبل موعد أمام منافس من الحجم الكبير وبالتالي يكون تركيز اللاعبين منصباً على اللقاء الثاني والمدرب ينوع الخيارات بشكل يسمح له بأن يحقق أفضل المكاسب من المقابلتين باعتبار أن الأهداف كثيرة ومن الضروري التفكير في استغلال كل مقابلة من أجل تسجيل المزيد من النقاط.

رهانات عديدة

انطلقت التحضيرات الخاصة بالمقابلة القادمة، في غياب ثلاثة لاعبين مهمين وهم علي معلول في الدفاع وإلياس السخيري في الوسط ويوسف المساكني في الهجوم، وهو ما يعني أن المدرب الوطني سيكون مطالبا بإيجاد حلول بديلة لثلاثة لاعبين لهم تأثير كبير في أداء المنتخب ولهم دور كبير في توازن المجموعة وبالتالي سيكون التنافس قويا بين اللاعبين من أجل استغلال الفرصة التي توفرت لهم من أجل العودة أقوى في التربصات القادمة.

ورغم أن المساكني غاب عن المقابلة الأخيرة أمام المنتخب الليبي، التي شهدت أيضا غياب منتصر الطالبي حيث أصيب كل لاعب منهما قبل السفر، فإن المدرب القادري يعلم أن الوضع يكون مختلفا عندما يتعلق الأمر بغياب إلياس السخيري الذي يُعتبر الأفضل في مركزه في المواسم الأخيرة وهو لاعب لا يمكن تعويضه بسهولة بما أن المنتخب الوطني يعاني كثيرا في غياب "محرار" وسط الميدان واللاعب القادر على صنع الفارق بانتظام حيث شكل رفقة عيسى العيدوني ثنائيا رائعا في المقابلات الأخيرة ولكن مثل هذه المواقف تخدم المنتخب الوطني كثيرا بما أنه من الضروري الاستعداد لكل الوضعيات مهما كانت صعوبتها ولعل غياب السخيري هذه المرة قد يكون مفيدا من أجل المساعدة على اكتشاف لاعبين قادرين على صنع الفارق وتقديم الإضافة عند الطوارئ.

وقد أجرى المنتخب الوطني أمس حصة تدريبية بحضور معظم اللاعبين في انتظار بقية الحصص التي ستكشف عن مدى جاهزية مختلف العناصر لأن هناك اختلاف كبير على مستوى الجاهزية البدنية بين اللاعبين بسبب توقف النشاط الرسمي للبعض منهم.