المنتخبات

العيدوني اختار تونس على الجزائر: موعد استثنائي وتاريخي

مثلما هو معلوم يملك عيسى العيدوني الجنسية المزدوجة بما أنه من أصول تونسية جزائرية وكان قريبا جدا من تمثيل منتخب الجزائر في وقت سابق قبل أن يرفضه المدرب جمال بلماضي الذي فضّل انذاك توجيه الدعوة إلى رامز زروقي لاعب تفينتي الهولندي فيما اختار العيدوني في النهاية تمثيل المنتخب التونسي ليجد نفسه لاعبا مهما في المنتخب الوطني وعنصرا فاعلا وله دور كبير في ترجيح كفة المنتخب في عديد المناسبات وخاصة منذ مارس الماضي حيث أصبح اللاعب الأهم في المنتخب الوطني وبفضله نجح جلال القادري في تطبيق الخطط التي يراها مناسبة إضافة إلى أنه لعب دورا كبيرا في كأس العالم خلال المقابلات القوية.

العيدوني سيخوض اليوم مقابلة مهمة في مسيرته أمام منتخب الجزائر، حيث كان من الوارد أن يكون في الضفة الأخرى منافسا للمنتخب الوطني ولكنه فضل أصوله التونسية على رفع راية "الخضر"، ومن الواضح أن الاختيار كان موفقا له بما أنه حقق حلمه بالمشاركة في نهائيات كأس العالم سريعا في وقت فشل فيه المنتخب الجزائري في التأهل، كما أنه كسب تحديا ثانيا بعد أن أصبح لاعبا مهما ومؤثرا في المنتخب الوطني وبالتالي كانت الاستفادة مشتركة، فالمنتخب الوطني ربح لاعبا مهما والعيدوني ربح الحضور في المونديال وكذلك مكانة خاصة عند الجماهير التي يسعدها باستمار أن تشاهد لاعبها يتألق في الملاعب الأوروبية.

ولعل أهم ما يميز العيدوني قوة شخصيته وروحه المعنوية العالية التي تجعله لاعبا مهما ومؤثرا في حسابات المدرب ويدفع اللاعبين إلى "القتال" والصمود وهو الأمر الذي يجعل من مهمته اليوم أصعب في غياب إلياس السخيري ولكن أيضا في مواجهة واحد من أفضل المنتخبات في العالم وعليه أن يكون في قيمة التحدي وأن يكسب الرهان المضاعف.

فمن جهة أولى، عليه أن يثبت أن المنتخب قادر على الاعتماد عليه في غياب السخيري ويُساعد المجموعة على العودة سريعا إلى سكة النتائج الإيجابية بعد الخيبة الأخيرة، والرهام الثاني هو أن يثبت للمدرب جمال بلماضي أنه أخطأ عندما لم يمنحه الثقة رغم أن خطأ بلماضي كان في مصلحة المنتخب الوطني الذي استفاد من لاعب مميز تحول سريعا إلى معبود الجماهير.