تحكيم

الجميع ينتظر والرئيس يناور. : تعيين السرايري بين الحقيقة والخيال

بعد موسم تحكيمي كارثي بكل ما في الكلمة من معنى ودقة وتفاصيل (فوضى عارمة ،حكام اجانب ، لا ملاعب للتمارين ولا خلاص ، علاقة متوترة وفي قطيعة تامة بين مدير إدارة تصريف شؤون التحكيم عمار عواز الطرابلسي وكل رؤساء الدوائر انطلاقا من ياسين حروش و حتى رضا فهمي مرورا بمراد بن حمزة وسعيد الكردي)، انتظر الجميع تحرّكا من رئيس الجامعة للتخفيف من هول الوضع المتردي والباعث على الاشمئزاز.

للتذكير, منحت الفيفا للتحكيم التونسي مقرا كاملا عصريا (دار الحكم) انتزعه منه وديع الجريء لأجل عيون الإدارة الفنية ،جاعلا من سطوح الجامعة مقرا لإدارة التحكيم قبل أن يقرر اخراجهم في عطلة إجبارية حتى يستأجر لموظفيها مقرا علهم يجدون فيه راحتهم.  أمام كل هذه الاحداث كان الجميع يمني نفس بتغييرات مرتقبة على أعلى ادارة التحكيم، الا نحن فقد كنا متأكدين بأن لا تغيير سيحصل لان وديع الجريء ليس من هواة الإصلاحات الحقيقية بل من صانعي التسميات الوهمية وان ادارة التحكيم يجب ان تكون ككل الادارات بتسميات بلا صلاحيات. ولا يمكن ان يجد افضل من عمار عواز الطرابلسي حاملا لراية الطاعة والولاء والخضوع ولا أفضل من أعضاء ادارة تابعين كالقطيع ومن بني "وي وي" تجدهم بين الهواتف وفي المقاهي محتجين وأمام وديع كالحمل الوديع.

وبتحرينا إدارة تصريف شؤون التحكيم لتصبح إدارة وطنية بأتم معنى الكلمة,  تبين ان رئيس الجامعة لم يجر اي اتصال هاتفي "للخليفة المحتمل والمهدي المنتظر". والعارفون بخفايا الأمور وباستراتيجية الرئيس في التعيينات, يدركون أن ذك يتم عبر مكالمة واتسابية في أنصاف الليالي وليلة التغيير, يقتضب فيها الحديث و يعلم بها المتحدث بأنه تقرّر تعيينه فهل يقبل ام لا ، فإن قبل يجد اسمه ضمن اسماء معلن عنها بصفحة الجامعة التونسية لكرة القدم. وهذا لم يحدث. فمن تحدث عن يوسف السرايري ومحمد العروسي المنصري, يعلم جيدا ان وديع الجريء لا يتحرك تحت الضغط حتى لا يقال  ان الوديع استجاب للضغوطات وهذا مفهوم. و بالتالي ذكر اسماء هؤلاء هو يدخل في إطار سياسة "الحرقان" وما اقذرها سياسة. الاتصال بين  الدكنور والحاج يوسف السرايري (حج مبرور وذنب مغفور) من أجل ضبط طريقة عمل واستراتيجية النهوض بالتحكيم التونسي لم ولن يحصل. ويجب الإقرار أن منظومتي الدكتور والحاج خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا.

 

فإدارة التحكيم اليوم بلا مقر ولا رؤية ولا تخطيط ولا يعلم حكام النخبة ان كان لهم تربص تحضيري ام مجرد يوم فني واعلامي وحتى أعضاء ادارة التحكيم أنفسهم لا يعرفون مصيرهم ولا مستقبلهم. فعمار عواز الطرابلسي لا ينتظر منه أي مبادرة,  فما يعنيه فقط هو البقاء ولو مدير بلا صلاحيات ، يتصيد معاونيه : من التقوا؟ من اصطحبوا؟ عما تحدّثوا؟ ...