الرابطة الأولى

الترجي: الفوز اهم من الأداء ؟

طوى الترجي الرياضي صفحة الفشل في الانتصارات التي رافقته في البطولة العربية عندما تجاوز عقبة مستقبل المرسى في الجولة الافتتاحية من البطولة الوطنية ليؤمن بداية مثالية رغم أن الفوز كان بالحد الأدنى ضد منافس عائد إلى مصاف النخبة بعد غياب طويل. وكان هاجس الترجي الأول في المباراة الأولى على الصعيد المحلي احراز النقاط الثلاث الكفيلة بارساء الهدوء طالما أن تواصل العثرات سيزيد من حجم الضغوطات المسلطة على المدرب معين الشعباني الذي لم يسلم مجددا من الانتقادات غير أن الفوز مهم من الناحية المعنوية في انتظار الحسم في المقاعد الأجنبية وبالتالي تأهيل اللاعبين البرازيليين اللذين تعلّق عليهما آمال كبيرة من أجل اضفاء النجاعة المطلوبة على الخط الأمامي الذي مازال يبحث عن توازنه المعهود. شهدت التشكيلة الأساسية التي واجهت "القناوية" ظهور ستة منتدبين جدد وهم الظهير الأيسر أسامة السهيلي ومتوسطو الميدان محمد وائل الدربالي ويوسف أومارو وحسام تقا والجناحين حسام غشة وأسامة بوقرة وهو ما يعني أن "لوك" الفريق تغيّر بنسبة كبيرة بلغت نصف التشكيلة تقريبا ليكون الانسجام مفقودا بحكم عدم خوض العدد الكافي من المباريات الودية غير أن بعض البوادر الايجابية كانت موجودة على غرار المستوى الجيد للجزائري غشة والنجاعة الكبيرة لأسامة بوقرة الذي بدأ يفتك النجومية حيث سجّل هدفي الترجي في الموسم الجديد ضد الاتحاد السعودي ومستقبل المرسى. ولعل تغيير أضلاع وسط الميدان بشكل كلي مع خوض محمد وائل الدربالي لقاءه الأول مع الترجي يؤكد أن الترجي بحاجة إلى وقت إضافي لاستعادة الثوابت المعتادة على مستوى اللعب مع إعادة التفكير في تمركز الثلاثي الذي يؤمن التغطية الدفاعية والبناء الهجومي تفاديا لحصول عدم توازن وهو ما سبحرص الاطار الفني على تلافيه سريعا. لئن كانت المعدلات التهديفية ضعيفة بتسجيل هدفين في أربع مباريات، فإن الترجي أظهر صلابة دفاعية لتفادي قبول أهداف في آخر ثلاث مباريات بين البطولة العربية والمسابقة المحلية لتكون من نقاط الضوء المتواصلة منذ نهاية الموسم الفارط والتي اقترنت مع منح الفرصة للحارس أمان الله مميش، وساهم الاستقرار الموجود في التركيبة الدفاعية في تفادي حصول هزة من شأنها زعزعة الفريق مبكرا في انتظار التأكيد في المواعيد الصعبة طالما أن اللقاء الأخير كان في اتجاه واحد. ويبدو الخط الخلفي مصدر اطمئنان في الظرف الراهن مع توضح تركيبته ليكون التركيز منصبا على الناحية الهجومية بإعتبار أن غياب الإقناع يجعل تعديل الأوتار حتميا من أجل استعادة الهيبة وتجهيز الفريق للمسابقة القارية على الوجه الأكمل من خلال حسن توظيف اللاعبين ودمج المنتدبين في المنظومة الجماعية