الرابطة الأولى

كيف حسم الترجي الكلاسيكو؟ تألق لافت لمميش.. ولمسة لاتينية للبرازيلي ساس

جدّد الترجي الرياضي العهد مع الانتصارات الغائبة في ملعب الطيب المهيري منذ ذهاب موسم 2019 حيث انتظر 5 مباريات للعودة بانتصار ثمين افتك به صدارة المجموعة الثانية وكان الأول خارج القواعد في البطولة بعد تعادل ضد اتحاد تطاوين، وخرج المدرب

معين الشعباني المستفيد الأكبر بما أن كسب الكلاسيكو سيساهم في تقليص حدّة الضغوط التي رافقته في الآونة الاخيرة وجعلته مهددا بخسارة منصبه في ظل عدم وصول الأداء إلى الدرجة المأمولة رغم التعزيزات الهامة التي قام بها الفريق وشملت بالخصوص المراكز الهجومية. وقد تكون مقابلة النادي الصفاقسي مرجعا حقيقيا لجاهزية الفريق الذي قدّم أفضل مستوياته في هذا الموسم ليعمل الإطار الفني على البناء على الايجابيات العديدة التي ساهمت في تحقيق فوز مهم للغاية من جميع النواحي من شأنه تعزيز رصيد الثقة قبل اقتحام المواعيد الأصعب على الصعيد القاري وكذلك توضيح الرؤية بخصوص بعض الاختيارات في الشق الهجومي الذي لم يصل الى السرعة المطلوبة باعتبار أن الفريق حقق للمرة الثالثة فوزا بالحد الأدنى في جميع المسابقات مع كسبه نجم المتلوي بصعوبة بالغة وبفارق هدف أيضا.

حارس متألق

كان أمان الله مميش الى حدود حصة الجمعة خارج التشكيلة الاساسية قبل أن يقلب مرض معز بن شريفية الحسابات رأسا على عقب ليعود الحارس الشاب إلى الواجهة ومن نفس الباب الذي كاد يخسر فيه الثقة، وخرج مميش بطلا دون منازع لقمة المجموعة الثانية حيث

أنقذ مرماه من أهداف محققة وساهم بقسط وافر في المحافظة على آمال الترجي بفضل تصدياته الحاسمة والتي كانت في توقيت صعب سواء في بداية اللقاء أو نهايته.

وأظهر مميش حضورا ذهنيا كبيرا رغم أنه لم يكن مرشحا للظهور أساسيا إذ نجح في التصدي لكرتين خطيرتين في بداية الكلاسيكو الذي دخله من الباب الكبير ليعزّز ثقة زملائه الذين حافظوا بدورهم على التركيز المطلوب وكانوا عند حسن الظن وخاصة في الشوط

الثاني الذي كان مثاليا بقيادة حارس متألق نجح في المحافظة على نظافة شباكه التي اهتزت في الجولتين الفارطتين ليضمن مقعدا أساسيا في قادم المواعيد باستغلاله غياب معز بن شريفية وتقديمه أداء مطمئنا سيغلق ملف حراسة المرمى الذي مثّل صداعا كبيرا في الموسم

الفارط.

أجانب يصنعون الفارق

صنع البرازيلي يان ساس الفوز الثمين بتسجيله الهدف الوحيد في وقت قاتل مهديا الترجي صدارة المجموعة الأولى ومؤكدا سعة إمكاناته الفنية حيث دخل في صلب الموضوع منذ البداية ونجح في إعطاء الخط الأمامي البعد المطلوب رغم أن اضطلاعه بخطة جناح

أيمن حدّ نسبيا من قدراته على مستوى التمركز وايجاد الحلول بحكم تحبيذه دور صانع ألعاب. وافتك يان ساس في الجولة الأخيرة النجومية من بقية الأسماء الأجنبية وعلى رأسها الجزائري حسام الدين غشة الذي قدّم الإضافة في المقابلات الفارطة، وجاءت نصف أهداف الترجي في جميع المسابقات بأقدام أجنبية عن طريق يوسف أومارو وحسام غشة ومحمد أمين توغاي من ضربة جزاء وأخيرا البرازيلي ساس. وكانت المباراة الاخيرة فرصة للظهور الأول للمهاجم الغامبي كيبا سو الذي أظهر مؤشرات مطمئنة على مستوى اللعب بالرأس وتثبيت المدافعين لتكون بدايته جيدة وينافس على مقعد تحت دائرة الضوء في قادم المباريات في مقدمة الخط الامامي التي مازالت تؤرق الإطار الفني في ظل تواصل صيام المهاجمين عن التهديف رغم التحويرات الدورية.

خيار ناجح

راهن المدرب معين الشعباني على زكرياء العايب منذ البداية وهو خيار أعطى أكله باعتبار أنه مكّن على التعويل على محمد وائل الدربالي في مركزه الأصلي ليكوّن ثنائيا ناجحا مع حسام تقا ليكتسي وسط الميدان صبغة هجومية أكبر ويتحرر الأخيران أكثر، وخاض العايب أولى مبارياته كأساسي في هذا الموسم ليكون في المستوى المطلوب في الوقت الذي يبحث فيه الإطار الفني عن التوليفة الأفضل في وسط الميدان ليكسب نقاطا إضافية في صراع التنافس على مركز أساسي. ولم تعرف تركيبة الوسط الاستقرار منذ انطلاق الموسم في ظل عدم جدوى بعض الخيارات وكذلك افتقاد الفريق لمتوسط ميدان دفاعي قادر على شلّ هجومات المنافس والمساهمة في بناء اللعب لكن مستوى العايب قد يفرضه أساسيا من جديد ليكون من المستفيدين البارزين من الكلاسيكو الذي سيحدّد التوجهات في المرحلة القادمة التي تعرف مواجهات من الحجم الثقيل وأبرزها ضد الاتحاد المنستيري ومازمبي الكونغولي.