الرابطة الأولى

الاتحاد المنستيري: تراوري رجل المهام الصعبة.. والدفاع مصدر حيرة

خرج الاتحاد المنستيري من أبرز المستفيدين في أعقاب الجولة الخامسة من البطولة بما أنه نجح في الارتقاء إلى صدارة المجموعة الثانية بعد أن حقق فوزا مثيرا على حساب ضيفه نجم المتلوي في مباراة مشوقة وحماسية شهدت خلال دقائقها الأولى تقدم نجم المتلوي بهدفين قبل أن يتمكن الاتحاد من قبل الطاولة وتسجيل ثلاثية أهدته نقاط الفوز في نهاية المطاف.

قوة هجومية ضاربة بقيادة تراوري

بالعودة إلى أطوار المقابلة الأخيرة، فإنها كانت بمثابة النسخة الكربونية لآخر مباراة خاضها الاتحاد المنستيري على أرضية ملعبه وذلك حين واجه مستقبل المرسى الذي تقدم مبكرا في النتيجة قبل أن ينجح زملاء فيصل المناعي في قلب تأخرهم إلى فوز مقنع، في تلك المقابلة كان المهاجم المالي بوبكر تراوري النجم الأول في المواجهة بما أنه تحكم في مصير اللقاء حيث سجل هدفا عكسيا في مرمى فريقه قبل أن يسجل ثنائية ساهم بها في فوز الاتحاد، بعد ذلك شارك أساسيا من جديد في مباراة الجولة الرابعة ضد اتحاد تطاوين ليسجل مجددا هدف العادة، قبل أن يعود في المباراة الأخيرة ويتقمص دور البطل المنقذ ويصبح بمثابة رجل المهام الصعبة في الفريق، ذلك أن تجاوز التأخر بهدفين يبدو صعبا للغاية، لكن في ظل وجود هذا الهداف المتمرس والمتميز من السهل تخطي كل الصعوبات، فتراوري أكد مرة أخرى أنه يعتبر أحد أفضل المهاجمين الناشطين في البطولة الوطنية، وبعد أن نجح بشكل واضح الموسم الماضي مع الفريق بفضل تسجيله عددا هاما من الأهداف سواء في البطولة المحلية أو في المسابقة القارية، ظهر في بداية الموسم كأفضل ما يكون، حيث تصدر سريعا صدارة الهدافي بعد أن سجل ستة أهداف كاملة في أربع مقابلات فقط، والأهم من ذلك أن أثبت قوة الفريق من الناحية الهجومية، بما أن الاتحاد يحتل صدارة أقوى خطوط الهجوم برصيد عشرة أهداف سجل أكثر من نصفها هذا المهاجم المالي الذي استفاد من جاهزية بقية زملائه وكذلك من حسن تعامل الإطار الفني مع الرصيد البشري، ففي ظل تألق كل من فيصل المناعي الذي صنع عديد الأهداف وكذلك إدريس المحيرصي وشهاب الجبالي اللذين وفرا الدعم الهجومي المطلوب وسجلا بدورهما مع الفريق في بداية هذا الموسم، وكل ما حصل بعد مرور خمس جولات إلى حد الآن ضمن منافسات البطولة يؤكد أن الاتحاد المنستيري يسير بقيادة مدربه محمد الكوكي في الطريقة الصحيحة خاصة وأنه تجاوز نهائيا كل آثار الصعوبات والمشاكل التي عاشها في أعقاب الموسم الماضي.

دفاع لا يؤتمن

لكن بالتوازي مع وجود هذه القوة الهجومية الضاربة، فإن الاتحاد بدا وكأنه خسر ثوابته الدفاعية التي كانت مصدر قوته في المواسم الأخيرة، فباستثناء المباراة الأولى ضد النادي البنزرتي التي حسمها الفريق بثنائية دون رد، فإنه قبل بعد ذلك خمسة أهداف في ثلاث مقابلات، وهذا المعدل المرتفع من الأهداف المقبولة يثير الحيرة والقلق ويدعو الإطار الفني إلى مزيد العمل على دعم المنظومة الدفاعية التي لم تواكب التطور الواضح على الجانب الهجومي، ومما لا شك فيه فإن قبول خمسة أهداف ضد فرق توجد حاليا في أسفل ترتيب المجموعة الثانية  يطرح الكثير من الأسئلة بشأن خيارات الإطار الفني الذي سيكون في اختبارين قويين للغاية في الجولتين القادمتين ضد النادي الصفاقسي والترجي الرياضي، ومما لا شك فيه، فإن مراجعة الحسابات وإجراء بعض التعديلات الضرورية على مستوى تركيبة محور الدفاع ستكون أحد أهم النقاط التي يتوجب على الإطار الفني التركيز عليها ومعالجتها خلال هذه الفترة.