الرابطة الأولى

الملعب التونسي اقترب من هزم الإفريقي والجويني يردّ على المنتقدين

بعد العثرتين الأخيرتين ضد اتحاد بن قردان وقوافل قفصة كان لزاما على الملعب التونسي أن يردّ الفعل ويسعى إلى تحقيق نتيجة أفضل، وبالفعل اقترب كثيرا خلال مواجهة جاره النادي الإفريقي من تحقيق الغاية المنشودة، لكن في نهاية المطاف اكتفى بنقطة التعادل خارج ملعبه في مباراة شهدت بالخصوص استعادة نجم الفريق ومهاجم المنتخب الوطني هيثم الجويني ذاكرة التهديف بما أنه سجل الهدف الوحيد لفريقه في توقيت مبكر للغاية.

هذا اللاعب عاش طيلة الفترة الأخيرة على وقع ضغوطات كبيرة وحملة انتقادات انطلقت منذ مواجهة بن قردان قبل أن تتصاعد حدتها في أعقاب الجولة السابقة عندما فشل في تقديم مستوى مقنع ضد قوافل قفصة ولم يكن في تلك المواجهة مؤهلا للبروز ومساعدة فريقه على تحقيق نتيجة أفضل.

في قمة التركيز

وما يمكن تأكيده بشأن أداء الجويني في مواجهة النادي الإفريقي أنه كان مقبولا ومرضيا إلى حد كبير، حيث نجح في ترك بصمته وتقديم أفضل ما لديه، مؤكدا بذلك أنه كان في أفضل حالاته البدنية والفنية وخاصة الذهنية، وهذا المعطى يثبت أن اللاعب الدولي لم يتأثر كثيرا بالضغوطات التي عاش على وقعها لأكثر من أسبوع وأنه مازال قادرا على القيام بدوره كما ينبغي، وفي هذا السياق يمكن القول إن عودة الجويني للتألق مرتبطة أساسا بزوال الأسباب التي جعلت مستواه يتراجع بشكل واضح في الفترة الأخيرة وهي مرتبطة بشكل وثيق بالأخبار الرائجة عن إمكانية رحيله عن فريق باردو وعودته إلى فريقه السابق الترجي الرياضي، لكن مع اقتراب غلق الميركاتو الصيفي بات اللاعب مقتنعا تماما بأنه سيواصل رحلته مع الملعب التونسي، وبالتالي أغلق ملف رحيله المرتقب لذلك كان من البديهي أن يستعيد اللاعب توازنه وتركيزه ويقدم أداء مقنعا في مباراة كان خلالها الفريق بحاجة ماسة إلى خبرة الجويني وقدرته على صنع الفارق من الناحية الهجومية، وفضلا عن تسجيله هدف السبق كان الجويني قريبا في بعض المناسبات من إضافة هدف آخر على الأقل، خاصة وأن شكّل في الشوط الأول على وجه الخصوص عبئا ثقيلا على دفاع النادي الإفريقي.

واستنادا لما قدمه الجويني في المباراة الأخيرة يمكن التأكيد على أنه نجح في الرد على كل المنتقدين والمشككين وأثبت أنه قادر على قيادة الفريق إلى تحقيق أهدافه المرسومة هذا الموسم، والأكثر من ذلك يظل الجويني مؤهلا كذلك للمنافسة على لقب هداف البطولة رغم التألق اللافت لمهاجم الاتحاد المنستيري بوبكر تراوري في بداية الموسم.

مقياس ثابت لقوة الهجوم

ما يمكن تأكيده بالتوازي مع ذلك أن هيثم الجويني يلعب دورا مهما للغاية من الناحية الهجومية في الفريق، بل هو يعتبر بمثابة الربان الذي يلهم بقية زملائه، وفي هذا السياق فإن تحسن أداء هذا اللاعب يساهم في بروز في بقية اللاعبين وهو ما ينطبق بشكل واضح على بلال الماجري الذي يعتبر حاليا من أهم ركائز الفريق، بل إنه شكّل بمعية الجويني ثنائيا هجوميا قويا، وفي غياب الخضراوي فإن الماجري تألق وبرز مستفيدا من التكامل والتجانس الواضح والكبير بينه وبين هيثم الجويني، وتبعا لذلك من الواضح للغاية أن الجويني يحمل مفاتيح هجوم فريق باردو، فكلما نجح في تقديم مستواه المعهود كلما وفق الفريق بشكل عام، ونجح بقية زملائه في الظهور بأفضل مستوى لديهم، ورغم غياب الخضراوي المعاقب إلا أن الملعب التونسي بفضل وجود الجويني والماجري جنبا إلى جنب قدم مستوى مثاليا وكان قريبا للغاية من العودة بورقة الفوز، لولا بعض التفاصيل الصغيرة التي حكمت عليه في نهاية المقابلة بخسارة نقطتين جديدتين لكنه رغم ذلك لم يخسر الكثير في أعلى الترتيب وحظوظه مازالت قائمة بقوة في منافسته من أجل انتزاع إحدى بطاقات التأهل إلى "البلاي أوف"، فالفريق الذي يسجل بانتظام في كل المقابلات ويملك خط هجوم قوي يظل قادرا ومؤهلا للعب الأدوار الأولى.