الرابطة الأولى

إدارة الفريق تندّد وتحتج على التحكيم:هل ترضخ الجامعة لمطالب الملعب التونسي؟

لم تنتظر الهيئة المديرة للملعب التونسي كثيرا حتى تتحرك وتعبّر عن موقفها مما حصل خلال المقابلة الأخيرة ضد النادي الإفريقي، حيث أصدرت بلاغا عبّرت من خلالها عن احتجاجها عمّا أسمته بـ"المظالم التحكيمية" الصارخة، منددة في الوقت ذاته بالقرارات الصادرة عن حكم تلك المباراة وخاصة في ما يتعلق بـ"توزيع البطاقات الحمراء والصفراء بصفة اعتباطية ودون وجه حق"، كما أكد نص البلاغ عن احتجاج مسؤولي فريق باردو عن وجود "أشخاص غرباء" في محيط الملعب دون أن يتم التعامل مع هذا الوضع بحزم من قبل طاقم الحكيم، وفي السياق ذاته طالبت إدارة النادي بضرورة تعيين حكم أجنبي خلال المباراة القادمة من البطولة والتي ستكون ضد النجم الساحلي.

ومن المؤكد تبعا لهذا البلاغ أن إدارة النادي تحركت مبكرا هذا الموسم وغايتها في ذلك "حماية مصلحة الملعب التونسي والدفاع عنه من كل الأخطاء والمظالم التحكيمية" التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر في نتائج الفريق وقد تحرمه من تحقيق أهدافه هذا الموسم، والثابت أيضا أن إدارة فريق باردو بدت وكأنها أرادت إيصال رسالة واضحة لجميع الأطراف سواء جماهير النادي ومفادها أن الهيئة المديرة لن تتورع ولن تتردد بالمرة في الدفاع عن حقوق النادي، أو إلى المكتب الجامعي الذي طالبته إدارة الملعب التونسي بتعيين حكم أجنبي في اللقاء المقبل ضمانا لمبدأ النزاهة والحيادية وتفادي ارتكاب أخطاء من شأنها أن تؤثر على نتيجة المباراة القادمة.

التخوف من سيناريو الموسم الماضي

ويبدو أن إدارة الملعب التونسي مازالت تستذكر ما حصل في مباراة الموسم الماضي ضد النجم الساحلي والتي أقيمت في مركب باردو ولم يكتب لها أن تنتهي في وقتها الأصلي حيث وقع إيقافها من قبل طاقم التحكيم  بسبب حصول بعض التجاوزات، قبل أن تصدر عقوبات ضد الفريق الذي اضطر بعد ذلك إلى خوض عدد من المقابلات خارج ملعبه، والثابت في هذا الإطار أن الهيئة المديرة للنادي لا تثق بالمرة في التحكيم المحلي، والدليل على ذلك أنها طالبت الموسم الماضي بتعيين حكم أجنبي في مناسبتين، وكانت الأولى بمناسبة لقاء الكأس ضد النجم الساحلي وفي المناسبة ضد الترجي الرياضي في المسابقة ذاتها ولئن تم رفض الطلب في المباراة الأولى فإنه تقرر تعيين الحكم الجزائري لطفي بوكواسة في مباراة نصف نهائي الكأس ضد الترجي، والطريف أن الملعب التونسي فاز في المباراة التي أدارها حكم تونسي ثم خسر في المواجهة التي شهدت تعيين حكم أجنبي.

أما اليوم فإن المطالبة مبكرا بتعيين حكم أجنبي قد تقابله الجامعة بالرفض بما أن الموافقة على هذا الطلب قد يفتح الباب أمام بقية الأندية حتى ترفض بدورها الحكام المحليين، في حين أن إستراتجية الجامعة ترتكز أساسا على منح الثقة كليا للحكام التونسيين، مع وجود بعض الحالات الاستثنائية في عدد من المباريات الحاسمة، لكن من الصعب منطقيا أن يتم تعيين حكم أجنبي في مقابلة تندرج ضمن منافسات المرحلة الأولى من البطولة.

وعلى هذا الأساس يمكن القول إن المكتب الجامعي يفترض أن يتعامل بجدية مع احتجاجات إدارة الملعب التونسي ويتم تدارس ملف المباراة الأخيرة ضد النادي الإفريقي واتخاذ القرارات اللازمة، لكن بالتوازي مع ذلك من الصعب للغاية الموافقة على تعيين حكم أجنبي لإدارة المقابلة المرتقبة ضد النجم الساحلي خلال الجولة المقبلة من البطولة والتي يفترض أن تقام خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل.