الرابطة الأولى

المؤدب أمام ثلاثة خيارات لتعويض الشعباني والمدرسة الأجنبية أقربها

رضخ معين الشعباني للضغوطات الرهيبة التي كانت مسلّطة عليه في أعقاب مقابلة العودة ضد الديوانة البوركيني بانسحابه من تدريب الترجي الرياضي في سيناريو كان اعتياديا في نهاية كل موسم قبل أن تفرض الجماهير التغيير في مطلعه لتنطلق رحلة البحث عن قائد جديد للدواليب الفنية مع منح الثقة في المدير الرياضي طارق ثابت للإشراف على الفريق في الفترة القادمة.

وانطلقت رحلة المشاكل للشعباني منذ الخروج من البطولة العربية لكن الفترة الانتقالية التي يعيشها الترجي جعلته صامدا في منصبه طالما أن الظرف لا يستحمل التغيير الذي كاد يصبح واقعا بعد الوعكة الصحية التي ألمت بمدرب الترجي وحرمته من التحول مع الفريق إلى الكوت ديفوار قبل أن يقطع التأهل غير المقنع إلى دور المجموعات حبل الودّ رسميا حيث كانت الكلمة الفصل للجماهير في النهاية بإعتبار أن الشعباني فضّل عدم الدخول في مواجهة قد تنسف جميع المكتسبات التي حقّقها في مروره الأول.

ولم يعرف الشعباني سوى هزيمة وحيدة منذ انطلاق الموسم في تسع مباريات وكانت ضد الاتحاد السعودي المدجّج بالنجوم مقابل 3 تعادلات وخمسة انتصارات غير أن هذه الحصيلة لم تشفع لمدرب الترجي بالبقاء في مهامه ليرمي المنديل في ظل عدم قدرته على مواصلة العمل وسط الأجواء التي يخيّم عليها التشنج والغضب من الأداء المخيّب رغم وجود ترسانة من العناصر المتميزة.

وأصبح رئيس الترجي الرياضي حمدي المؤدب أمام ثلاثة خيارات في ملف المدرب الجديد الذي سيطغى على الصورة في المرحلة القادمة خاصة وأن عامل الوقت يجعل الحسم ضروريا قبل فترة الراحة الدولية التي تسبق اقتحام مسابقة الدوري الافريقي بمواجهة مازمبي الكونغولي في الدور ربع النهائي يومي 21 و25 أكتوبر الجاري.

تثبيت ثابت

لجأت ادارة الترجي إلى الحلّ الأسهل لتأمين المرحلة الانتقالية من خلال تكليف المدير الرياضي طارق ثابت بقيادة الفريق مؤقتا حيث سيكون على الأرجح حاضرا في مقابلة الاتحاد المنستيري يوم السبت المقبل وهو الخيار الأفضل باعتبار معرفته الجيدة بقدرات اللاعبين وخاصة المنتدبين الذين كان وراء قدومهم وخاصة الأجانب الذين يحملون الآمال لنقل الترجي إلى واقع جديد.

وشجّع نجاح ثابت في تعويض الشعباني في لقاء الذهاب ضد الديوانة البوركيني إلى منحه الثقة بصفة وقتية ليكون أمام فرصة ذهبية لإعادة السيناريو ضد فريق عاصمة الرباط ما قد يجعله في موقف قوة في صورة تغييره وجه الفريق في الجولة القادمة ليلبس ثوب "المؤقت الدائم" مثلما كان الحال مع المدرب السابق الذي تولى المهمة خلفا لخالد بن يحيى لينحت مسيرة بارزة، وتبدو هذه الفرضية ضئيلة بإعتبار أن تعيين ثابت على رأس الفريق لن يجد اجماعا كبيرا لكن نجاحه سيثبّت أقدامه في منصبه كمدير رياضي بينما قد يُلحقه الفشل بالشعباني.

التعويل مجددا على المدرسة التونسية

منذ اقالة الفرنسي جوزي أنيغو موسم 2015، اختار الترجي الرياضي التعويل على المدرسة التونسية حيث أشرف عمار السويح وفوزي البنزرتي وخالد بن يحيى ومعين الشعباني في عهدتين وراضي الجعايدي ونبيل معلول على الدواليب الفنية غير أن الحصيلة كانت متفاوتة بين كل واحد منهم رغم أن أغلبهم حصد الألقاب لكن ذلك لم يشفع لهم بالبقاء في ظل ارتفاع سقف الطموحات وحصول تجاذبات حول كل اسم.

ولا يستبعد أن يواصل الترجي في نفس المنهج من خلال تعيين مدرب تونسي، فلئن تبدو اعادة التجربة مع أحد أبناء النادي مستبعدة للغاية ليقطع حمدي المؤدب مع هذه الاستراتيجية التي اتبعها في آخر ست سنوات فإن عودة فوزي البنزرتي واردة رغم وجود شقّ من المعارضين لتجديد العهد مع شيخ المدربين كما أن عديد الأسماء ستطفو على الساحة ومن ضمنها طارق جراية الذي ارتفعت أسهمه في الموسم الفارط بعد مساهمته في تأهل الأولمبي الباجي إلى مرحلة التتويج وبلوغه المربع الذهبي لكأس تونس ثم تتويجه بالثنائي في ليبيا مع أهلي طرابلس.

الاستنجاد بأجنبي

أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي مؤثرة للغاية في سير نشاط الفرق التونسية وخاصة التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة على غرار الترجي، وبعد السيناريو الذي عاشه الشعباني وقبله معلول والجعايدي قد تضطر إدارة الترجي إلى الاستنجاد بمدرب أجنبي رغم أن أغلب نجاحاته في العقود الاخيرة وخاصة على الساحة القارية كانت مع الأسماء المحلية التي اعتلت القمة وحققت نجاحات لن تنسى في حين لم تكن التجارب مع أغلب الأسماء الأجنبية وكانت من مدارس مختلفة موفقة كثيرا.

ويبدو الترجي قادرا على توفير الاعتمادات الضرورية للتعاقد مع مدرب أجنبي غير أن قرب إعطاء ضربة البداية للدوري الافريقي قد يجعل ذلك مجازفة بحكم الحاجة إلى الوقت الكافي للتعرف على المجموعة وفرض أسلوب لعب جديد يقطع مع المشاكل الفنية التي لازمت الترجي في السنوات الأخيرة حيث باتت المجموعة بحاجة إلى نفس جديد ومرونة تكتيكية من أجل العودة بقوة على الساحة القارية وهو ما قد يضاعف من فرص التعاقد مع مدرب أجنبي طالما أن ذلك سيخمد غضب الأحباء ويعيد الهدوء إلى محيط الفريق.