الرابطة الأولى

يقبل الأهداف باستمرار: بن سعيد ضحية تراجع الأداء الدفاعي.. أم تراجع مستواه؟

دون اعتبار المشاركة التي سبقت بداية الموسم الحالي ضمن البطولة العربية، فإن أداء الحارس البشير بن سعيد لم يكن جيدا للغاية، والدليل على ذلك أن الفريق الذي يحتل صدارة ترتيب المجموعة الثانية إلى جانب الترجي الرياضي برصيد عشر نقاط من أربع مباريات قبل خمسة أهداف كاملة في حين لم يقبل الترجي سوى ثلاثة أهداف، ولم تهتز شباك النادي الصفاقسي ثالث ترتيب هذه المجموعة سوى في مناستين.

والحديث عن أداء الحارس الدولي بن سعيد يرتبط أيضا بما قدمه خلال المواجهة الودية الأخيرة ضد الملعب التونسي حيث اهتزت شباكه من جديد وقبل ثنائية، وفي المحصلة فإن بن سعيد لم يحافظ على نظافة شباكه سوى في مباراة وحيدة منذ انطلاق البطولة وكان ذلك في لقاء الجولة الأولى ضد النادي البنزرتي.

هذه الحصيلة غير المطمئنة من شأنها أن تطرح عديد التساؤلات بشأن مستوى بن سعيد إلى حد الآن، فعكس المواسم الماضية التي استمد خلالها الفريق قوته وحقق نتائج رائعة بفضل الصلابة الدفاعية وخروج بن سعيد بشباك نظيفة في عدد كبير للغاية من المقابلات، فإن الأرقام المتعلقة خلال الموسم الحالي لا تخدم بن سعيد بل تورطه بما أن لم يكن حاسما بالشكل المطلوب، ولم يكن أيضا مصدر أمان ثابت، ولولا التطور الهجومي الكبير الحاصل في الفريق لكان الفريق يعاني حاليا وتأثر بضعف الأداء الدفاعي.

تغييرات جوهرية

من الثابت والمؤكد في هذا السياق أن الفريق مازال يعيش على وقع التغييرات الكبيرة التي عرفها الخط الدفاعي، خاصة بعد رحيل عدد هام من الركائز الموسم الماضي على غرار فادي العرفاوي وعامر العمراني وعثمان واتارا، لتشهد تركيبة الدفاع تغييرا شاملا شمل تقريبا كل المراكز باستثناء مركز الظهير الأيسر الذي يشغله عادة هشام بكار وكذلك حراسة المرمى المعهود للبشير بن سعيد، وإزاء التركيز المضاعف من قبل الإطار الفني بقيادة محمد الكوكي على جعل أسلوب الفريق هجوميا بشكل كبير، فإن الاتحاد لم يجد بعد توازنه من الناحية الدفاعية، وتبعا لذلك فإن إصلاح المنظومة الدفاعية  يتطلب وقتا إضافيا حتى يستعيد تألقه  وصلابته، وما حصل إلى حد الآن في أغلب المباريات الأخيرة ساهم في قبول بن سعيد عددا من الأهداف وبعضها جاء من "نيران صديقة"  على غرار ما حصل في مواجهة مستقبل المرسى عندما سجل بوبكر تراوري هدفا في مرماه.

غياب المنافسة يؤدي إلى التراجع

لكن ثمة عامل آخر ربما أن يكون سببا مباشرا في تراجع معدلات البشير بن سعيد، فهذا الحارس كان على امتداد المواسم الأخيرة بعيدا تماما عن أية منافسة جدية، ورغم أن الفريق انتداب عددا لا يستهان به من حراس المرمى على غرار الصادق يدعس وأحمد سليمان إلا أن بن سعيد ظل صامدا في مكانه الأساسي، وهو يعلم جيدا أنه لا وجود لمنافسة قوية من شأنها أن تجعله يخرج من الحسابات، وهذا الاطمئنان النسبي لم يساعده على تطوير أدائه بالشكل المطلوب، وما قدمه طيلة المواسم السابقة مع الفريق قد يكون كافيا وربما يكون سببا في عدم قدرته مستقبلا على تقديم الإضافة المرجوة منه، ولهذا السبب من الوارد بدء الحديث منذ الآن عن فرضية مغادرته الفريق في ظرف لن يتجاوز موفى هذا الموسم.