متفرقات

منذ اللقاء بين الشيلي وتونس في اليابان خلال جوان 2022، لا يشارك أيمن دحمان أساسيا في مباراة المنتخب الوطني، حيث ترك مكانته

لم يكن الرياضيون التونسيون بمعزل عن الأحداث المأساوية بقطاع غزة حيث تتالت دعواتهم لوقف العدوان الغاشم الذي استهدف آلاف الأبرياء وأوقع خسائر كبيرة مادية ونفسية كبيرة لن يكون من السهل تجاوزها في ظل الصمت الدولي عن الاعتداءات المروعة، وعبّر نجوم الرياضة التونسية عن دعمهم اللا متناهي مع الشعب الفلسطيني في تماه مع الموقف السياسي الذي كان مشرّفا ونقطة ضوء وسط العتمة ليحاولوا ايقاظ ضمائر العالم الذي واصل التعامل بسياسة المكيالين. ولئن تفادت نجوم عربية بارزة الغوص في النزاع الدامي خوفا من بطش الغرب، فإن أيقونات الرياضة التونسية وظّفت إشعاعها الكبير من أجل التحسيس بالمأساة التي يعيشها قطاع غزة مثلما فعلت "وزيرة السعادة" لاعبة التنس أنس جابر والبطل الأولمبي أيوب الحفناوي وقلب الأسد عيسى العيدوني واللذين قالا كلمتهما بصوت عال وكانا في مستوى انجازاتهما التي لم تقتصر على ملاعب التنس وكرة القدم أو المسابح بل سعوا إلى توظيف تأثيرهم خارجها من أجل الدفاع عن القضية الأم رغم أن مواقفهم قد تكلّفهم غاليا حيث انطلقت "الماكينة" في استهداف لاعب يونيون برلين الذي شنّت عليه جماهير ألمانية حملة عشواء بسبب التعبير عن موقف مشروع قبل أن يأتي الردّ على تدوينات أنس جابر من الاتحاد الإسرائيلي للعبة الذي طالب بفرض عقوبات عليها بسبب موقفها العلن الذي كشفته في الأيام القليلة الماضية على صفحتها الرسمية حيث تم اعتباره مساندة لمنظمة إرهابية في إشارة إلى حركة "حماس" وهو ما يعكس حجم النفاق والكذب الذي تتخبط فيه سلطات الكيان الصهوني على جميع المستويات ومنها الرياضي. وبعيدا عن الجانب الرياضي، فإن ما يحسب لنجوم الرياضة التونسية تحليهم بالشجاعة ورفضهم للظلم دون الدخول في لعبة الحسابات التي جعلت مهاجم ليفربول محمد صلاح يخسر الكثير من شعبيته ويكون عرضة لحملات كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صمته الرهيب، وبات النجم المصري في مرمى نيران الانتقادات حيث فقد كثيرا من المتابعين على صفحاته الرسمية على "فايسبوك" و"أنستغرام" بسبب سلبيته وصمته الرهيب أمام ما يحدث في فلسطين. موقف مشرف ومبادئ لا تتجزأ رغم الإمكانات المتواضعة وبالحد الأدنى المتوفر كانت تونس دولة وشعبا ونخبة رياضية في الصفوف الأولى لدعم القضية الفلسطينية واستنكار المجازر الدموية التي تحصل على امتداد الأيام الأخيرة في كل المدن الفلسطينية. ويبقى الموقف التونسي مشرفا إلى أبعد الحدود حيث لم تلازم النخبة الرياضية التونسية الصمت إزاء ما يحدث وقالت كلمتها دون الخوض في لعبة الحسابات والخوف من الخسائر التي يمكن أن تحدث جراء الكشف عن مواقفها في العلن أمام العالم بأسره. ورغم المعرفة مسبقا بخطورة الوضع والخسائر التي تنجر عن هذه المواقف إلا أن الرياضة التونسية كانت في الصفوف الأولى في دعم القضية الفلسطينية في جميع المجالات سواء على في الرياضات الجماعية أو الفردية وهو ما يحسب للتاريخ وسيبقى بارقة أمل في زعزعة وتحريك المياه الراكدة والضمائر الميتة للبقية الباقية. وسيشهد التاريخ أن الرياضيين التونسيين رفضوا الخنوع والجبن أمام ما يحصل من مذابح ومجازر دامية على الأراضي الفلسطينية المحتلة من الكيان الصهيوني الغاشم فيما تنتظر جميع الأطراف تحرك نجوم بقية الدول العربية من أجل التأثير ومحاولة استفاقة جماعية للضمير العربي. وما حصل في المواجهة الودية على الأراضي الإماراتية بين مصر والجزائر يبقى وصمة عار لكل الأطراف بعد أن تم منع دخول أي علم فسلطيني إلى المدرجات واقصر الدعم على اللوحات الاشهارية لبعض الثواني وهو ما يؤكد أن الضمائر الحية أصبحت تعّد على أصابع اليد وأن المتاجرة بالقضية يستند أساسا على المصالح