الرابطة الأولى

هل يسير مميش على خطى بن شريفية؟

 يحمل لقاء الترجي الرياضي ومازمبي الكونغولي في طيّاته عديد الرهانات ومن أبرزها الحارس الشاب أمان الله مميش الذي سيكون في امتحان حقيقي لتأكيد مدى جدارته بحماية عرين فريق باب سويقة وتقديم ضمانات حقيقية بقدرته على نحت مسيرة متميّزة خاصة وأنه برز في بدايته بشكل لافت وبات من الأسماء المرشّحة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني مستقبلا. واستغل أمان الله مميش المشاكل التي عاشها الترجي في مركز حراسة المرمى في نهاية الموسم الفارطة، العائدة لأسباب فنية في ظل تواضع أداء الصدقي الدبشي وصحية مع تعاقد معز بن شريفية مع الاصابات، من أجل قلب الطاولة وحجز مكان أساسي بفضل أرقامه المثالية فمن مجموع 14 مقابلة خاضها منذ نيل الثقة حافظ مميش على عذارة شباكه في 10 مباريات مع قبول خمسة أهداف فقط ما يؤكد دخوله القوي وجدارته بحراسة مرمى فريق الترجي الذي تداولت عليه أسماء كبيرة على غرار شكري الواعر. .. على خطى بن شريفية كانت بداية الحارس معز بن شريفية من بوابة مازمبي في نسخة رابطة الأبطال 2010 عندما عوّض وسيم نوارة الذي دفع ثمن الخماسية في لقاء الذهاب لينطلق في مسيرة ناصعة عرفت التتويج بثلاث ألقاب قارية وهيمنة محلية مطلقة ليدخل تاريخ الترجي من أوسع أبوابه وهو ما يرنو أمان الله مميش إلى تكراره بما أن الظروف متشابهة مع زميله ومنافسه الأول على مقعد أساسي. ويبقى بن شريفية شبحا يرافق مميش بما أن كل خطإ سيجعل عودة الحارس المخصرم مطروحة في ظل الخبرة التي يمتلكها لكن الإطار الفني مصرّ على المحافظة على الاستقرار في حراسة المرمى في الظرف الراهن تفاديا لإعادة سيناريو الدبشي الذي دفع فاتورة غياب الثقة وتراجع في ترتيب الخيارات بشكل رهيب بسبب تعدّد أخطائه. ولعب الحظ دورا في بقاء أمان الله مميش أساسيا حيث حالت الإصابة دون مشاركة معز بن شريفية في مقابلة النادي الصفاقسي لينقض حارس منتخب الأواسط سابقا على الفرصة من جديد ويحسم التنافس في الظرف الراهن بعد مساهمته في فوز طال انتظاره في ملعب الطيب المهيري ما يؤكد قوة شخصيته وعدم تأثره بالضغوطات. بدأ الحارس أمان الله مميش يكتسب الخبرة تدريجيا حيث كان من العناصر التي خاضت كامل مباريات الترجي في الدور الأول وأبرزها ضد الاتحاد السعودي المدجّج بالنجوم كما نجح في تخطي اختبارات صعبة على غرار النجم الساحلي والنادي الافريقي في الموسم الفارط فضلا عن النادي الصفاقسي منذ أسابيع قليلة وهو ما سيساهم في تدعيم رصيد الثقة لديه قبل اقتحام المواعيد الأصعب على الساحة القارية وأولها ضد مازمبي الكونغولي الذي يبقى منافسا مهابا رغم تراجعه في السنوات الأخيرة. ومثلما نجح معز بن شريفية في فكّ "عقدة" الترجي ضد مازمبي كلّما واجهه خارج تونس ولعل آخر مباراة جمعتهما في لومبباشي تأكيد على ذلك عندما استأسد حارس الترجي في الذود عن مرماه، سيعمل أمان الله مميش على قيادة فريق باب سويقة إلى قطع خطوة هامة نحو التأهل إلى المربع الذهبي ليقدّم بالتالي ضمانات جديدة بأحقيته بالتواجد ضمن الأساسيين وطمأنة الجميع على مستقبل حراسة المرمى.