الرابطة الأولى

توغاي ومرياح في قفص الاتهام

من مصدر القوة إلى سبب الخسارة يتحمّل ثنائي المحور ياسين مرياح ومحمد أمين توغاي القسط الأوفر من مسؤولية الهزيمة ضد الهلال السوداني والتي بعثرت الأوراق في المجموعة الرابعة من رابطة الأبطال حيث ارتكب اللاعبان أخطاء فادحة ولا تليق بقيمتهما كدوليين في المنتخبين التونسي والجزائري ليضعا مدربهما طارق ثابت في موقف صعب للغاية. وكان مستوى محمد أمين توغاي سيئا بكل المقاييس حيث تسبّب في الأهداف الثلاثة بسبب غياب التركيز في حين مكّن ياسين مرياح الهلال السوداني من استهلال المقابلة بأفضل طريقة بعد تحويله كرة محمد عبد الرحمان إلى مرماه ليلعب ثنائي المحور دورا عكسيا جعل الترجي يعود بخفيّ حنين من دار السلام ويؤكد المعاناة الدفاعية خارج تونس. ويعتبر محمد أمين توغاي وياسين مرياح من أبرز نقاط قوة الترجي منذ الموسم الفارط حيث شكّل ثنائيا متناغما وساهم بشكل كبير في تخطي دور المجموعات لكن مستواهما في اللقاء الأخير كان امتدادا للتراجع الملحوظ في أدائهما إذ ارتبكا في عديد المواعيد وأصبحت أخطاؤهما "قاتلة" وخاصة على مستوى التمركز أو بناء الهجمة وهو ما ينطبق أساسا على مرياح الذي أفرط في الثقة ليضيع ثوابته التي جعلته واحدا من أفضل المدافعين في تونس. ولعل غياب المنافسة في محور الدفاع، جعل اللاعبين يطمئنان على مقعديهما ضمن التركيبة المثالية ما حال دون ظهورهما على حقيقة مستواهما فرغم المستوى الجيد لهاني عمامو ضد مازمبي فإن المدرب طارق ثابت ارتأى التعويل باستمرار على الثنائي الدولي رغم تأثيرات الإرهاق وحتمية ضخ دماء جديدة في بعض المباريات من أجل تعزيز الخيارات وتوسيع هامش الاختيار. مازال ياسين مرياح اللاعب الوحيد رفقة حسام تقا الذي خاض جميع المباريات في هذا الموسم وهو ما يؤكد حجم الثقة التي يتمتع بها وزادها احتلاله طليعة ترتيب هدافي الترجي في جميع المسابقات برصيد خمسة أهداف فإن الاستقرار لم يطغ على أدائه في مهمته الأصلية كقلب دفاع ليكون تحت الضغط في القترة التي تسبق كأس افريقيا الكوت ديفوار 2024. وعلاوة على مرياح، يملك محمد أمين توغاي خصالا هجومية جعلته المنقذ في عديد المواعيد غير أن مستواه تراجع نسبيا عن الموسم الفارط لتكون أخطاؤه ضد الهلال السوداني انعكاسا لذلك ما يجعله مهددا بخسارة مكانه بوجود هاني عمامو الذي ينتظر فرصة جديدة من أجل قلب الطاولة.