المنتخبات

ماذا يمكن أن يضيف البوسعيدي للمنتخب الأول؟

 دعّم المكتب الجامعي لكرة القدم الاطار الفني للمنتخب الأول بالمدرب أنيس البوسعيدي في إعادة لسيناريو "كان" 2019 عندما عزّز بطل افريقيا 2004 الطاقم المساعد للفرنسي آلان جيراس واقترب حينها "نسور قرطاج" من بلوغ الدور النهائي لولا الخسارة ضد المنتخب السينغالي بعد تمديد الوقت، ويشرف البوسعيدي حاليا على منتخب الأواسط (مواليد 2005) حيث استهل مهمته منذ شهر سبتمبر الفارط ليقوده إلى الفوز بكأس شمال افريقيا وتكون البداية من الباب الكبير باعتبار أن المهمة الرئيسية هي بناء جيل جديد قادر على الذهاب بعيدا. وكان من المفترض أن يدخل منتخب الأواسط في تربص مغلق تتخلله مباراتان وديتان ضد نظيره العراقي يومي 21 و24 أكتوبر قبل أن يقع إلغاء الموعدين لينصب تركيز البوسعيدي على مهامه الجديدة صلب الإطار الفني لمنتخب الأكابر الذي يعقد جلسات يومية للتحضير لمشاركته المرتقبة في كأس افريقيا الكوت ديفوار 2024. إضافة الى مشواره الحافل كلاعب، راكم البوسعيدي رغم قصر تجربته التدريبية رصيد من الخبرة حيث عمل مساعدا في المنتخبين الأول والأولمبي قبل أن يشرف على الملعب التونسي ثم يعود إلى ثوب "المساعد" لمدة موسمين مع الترجي، ولم يكن اختيار البوسعيدي لتدريب منتخب الأواسط مفاجئا بحكم قربه من الإدارة الفنية الوطنية وكذلك رغبته في خوض تحدي جديد في مسيرته. وقد تكون القدرات التواصلية للبوسعيدي من العوامل التي جعلته ينال الثقة حيث ارتأت الجامعة تعزيز الاطار الفني للمنتخب الوطني بمساعد ثالث يكون حلقة الوصل بين اللاعبين والمدرب جلال القادري طالما أنه الوحيد المتكون في البطولة التونسية عكس علي بومنيجل وسليم بن عاشور. ولعل المعرفة الجيدة بأجواء البطولة التونسية من العوامل التي دفعت إلى تعزيز الاطار الفني المساعد لجلال القادري الذي نال نصيبا من الانتقادات في أعقاب المباريات الفارطة رغم أن قصر المدة الفاصلة عن كأس افريقيا لا تسمح بتغيير الكثير على مستوى الاختيارات وخاصة المحلية بما أن القائمة ستضمّ في أغلبها أسماء تنشط خارج تونس. أي ترتيب؟ التحق أنيس البوسعيدي بزميليه السابقين في منتخب 2004 الذي أهدى كرة القدم التونسية أكبر إنجاز في تاريخها بتتويجه بكأس افريقيا التي انتظمت بتونس ليلاحق هذا الثلاثي "النجمة" الثانية رغم صعوبة المهمة، ولعل تعود البوسعيدي وبومنيجل وبن عاشور بأجواء "الكان" ومعرفتهم الجيدة بخصوصياتها ستساعد زملاء يوسف المساكني على التعامل مع الموعد الهام في الأراضي الايفوارية كما أن وجود ثلاثة مساعدين سيخلق تنوعا في الأفكار والرؤى الفنية والتكتيكية ويساعد المدرب جلال القادري على إيصال المنتخب الوطني إلى أبعد مدى. وتضم المجموعة الحالية أغلب العناصر التي كان البوسعيدي حاضرا معها في "كان" 2019 وبالتالي فإن الانسجام سيكون حاضرا بقوة على أمل أن ينعكس ذلك ايجابا على مسيرة المنتخب دون حصول تداخل في الأدوار بين مكوّنات الاطار الفني الذي ستكون مهمته كبيرة وقد يلعب آخر أوراقه من أجل البقاء في منصبه طالما أن الفشل في تحقيق الأهداف المرسومة سيؤدي إلى القطيعة مع التغيّرات التي يشهدها المشهد الكروي في تونس.