الرابطة الأولى

الترجي يعود للمدرسة الأجنبية ثلاثة تحديات تنتظر كاردوزو

بعد إعلانه التعاقد رسميا  مع المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو , يدخل الترجي الرياضي مرحلة جديدة ويطوي صفحة "المؤقت" التي رافقت المدرب السابق طارق ثابت، فبعد طول انتظار قررت إدارة حمدي المؤدب إحداث تغيير ثان على رأس الاطار الفني في هذا الموسم رغم النتائج الايجابية التي حققها الفريق على الصعيد المحلي بتصدر مجموعته في أعقاب المرحلة الأولى وبقائه ضمن دائرة المتراهنين على التأهل الى ربع نهائي رابطة الأبطال. وسيعيد كاردوزو المدرسة الأجنبية الى فريق باب سويقة بعد التعويل على الأسماء التونسية في المواسم الثمانية الأخيرة في رهان متواصل عرف نجاحات باهرة مع معين الشعباني وتباينا في نتائج البقية، وفرضت ضغوطات وسائل التواصل الاجتماعي وتذبذب الأداء على أهل القرار في فريق باب سويقة تغيير الاستراتيجية من أجل تهيئة ظروف العمل المناسبة ومنح المدرب الجديد جميع الصلاحيات على أمل أن يسهم في ثورة تقود الترجي إلى السيطرة من جديد محليا وقاريا لتكون أهداف كاردوزو متعدّدة رغم أن الأولويات تبدو واضحة ومرتبطة ببعضها البعض لمدرب برتغالي ليس الاول في الترجي الذي سبق له تعيين مواطنه ديمورايس قبل عقد ونصف وترك انطباعات متباينة رغم الهالة التي سبقت قدومه. المراهنة على رابطة الأبطال لا يمكن الحديث عن برنامج طويل المدى في الترجي الذي لا يعيش سوى بالألقاب، ولعل سيناريو نبيل معلول وراضي الجعايدي اللذين خسرا منصبيهما بسبب الفشل في رابطة الأبطال يؤكد أن مهمة البرتغالي كاردوزو مرتبطة أساسا بالنجاح في المسابقة القارية التي مازال الفريق مراهنا جديا على بلوغ دورها القادم مثلما تعوّد في النسخ السبع الأخيرة غير أن الهدف الرئيسي سيكون الذهاب بعيدا والمراهنة على اللقب الذي سيؤهل الفريق مباشرة الى كأس العالم دون انتظار هدية من المنافسين التقليديين الأهلي أو الوداد. ولئن وقعت الإشادة بالمدرب البرتغالي لبيترو أتلتيكو سانتوس الذي وضع بصمته بفضل عنصر الاستقرار وكان من الأسباب التي جعلت الجماهير تطالب بالتعاقد مع مدرب أجنبي ، فإن الوضع يبدو مختلفا الذي تحيط به الضغوطات من كل حدب وصوب فشبح المقارنات يربك كل مدرب وهاجس النتائج العاجلة يسيطر على الجميع وبالتالي فإن كاردوزو مطالب بالتحضير جيدا للموعدين القادمين في دور المجموعات واللذين سيحدّدان بنسبة هامة مدى قدرته على تغيير واقع الفريق ونتائجه على ضوء تعامله مع الرصيد البشري الموجود والذي قد يشهد تدعيما بعد غلق الملف الأهم وهو الإطار الفني. تحسين الأداء عكس بقية الفرق المراهنة على اللقب، فإن ضعف الأداء كان من النقاط التي عجّلت برحيل عديد المدربين من الترجي ومنهم معين الشعباني الذي صنع المجد القاري في نهاية العقد الفارط حيث غادر منصبه بسبب الانتقادات في مروره الثاني ليلحقه طارق ثابت الذي قدّم مؤشرات طيبة في مبارياته الأولى قبل أن يذوق من طعم المرارة في ظل الفشل الرهيب الذي رافق الترجب خارج تونس والمتزامن مع مستوى دون المطلوب ولا يعكس القدرات الحقيقية للترجي. وستكون أمام كاردوزو الفترة اللازمة لفرض تصوراته الفنية والتكتيكية وإضفاء طابع خاص على الفريق باعتبار أن الرغبة في التعاقد مع مدرب أجنبي تهدف الى إحداث ثورة تكتيكية صلب الفريق والقطع مع الصورة النمطية التي جعلته كتابا مفتوحا لجميع المنافسين، ولعل نجاح المدرسة البرتغالية في العالم سيجعل كاردوزو تحت الضغط من أجل التوفيق بين النتيجة والأداء سريعا ليحاول استغلال فترة الراحة المطولة لإعادة ترتيب البيت وإعادة الروح إلى عديد اللاعبين على غرار الثنائي البرازيلي باعتبار أن عامل اللغة سيسهل عملية التواصل ويجعل اللاعبين قادرين على الانسجام مع الرؤى الجديدة والتي تشابه طريقة اللعب في بلدهما. الاستفادة القصوى من الشبان يعيش الترجي منذ الموسم الفارط على وقع ثورة من الشبان الذين نجحوا في فرض أنفسهم تدريجيا وباتوا رقما صعبا على غرار الحارس أمان الله مميش ومتوسط الميدان زكرياء العايب، ويزخر فريق باب سويقة بالعناصر التي لم تتجاوز العشرين سنة والمحتاجين لوقت إضافي لصقل مواهبهم ليكونوا "السلاح" الناجع والفتاك لضرب الخصوم فضلا عن ضمان بناء فريق قوي وعتيد قادر على الهيمنة طيلة السنوات المقبلة والتخلي عن الانتدابات المكلفة التي أثقلت كاهل الإدارة في السنوات الاخيرة ولم تعط أكلها. وسيعمل المدرب الجديد على توظيف خبرته في الشبان حيث عمل طويلا في الأصناف الصغرى لفرق عتيدة كبورتو ليؤكد الروح الجديدة لفريق باب سويقة الذي منح الفرصة لأبنائه منذ الموسم الفارط رغم أن ذلك كان اضطرارا وليس خيارا لكن النتيجة كانت متميزة وتبدو الفرصة مواتية مع المرحلة الجديدة لمواصلة هذا الرهان على العناصر الواعدة دون المسّ من استقرار الفريق أو التخلي عن لاعبي الخبرة الذين يحتاجهم الترجي لتجاوز المطبات الصعبة التي تنتظره في الشطر الثاني من السباق فعلاوة على التزاماته في رابطة الأبطال فإنه سيلاقي منافسيه التقليديين في مرحلة التتويج ما يفرض رصيدا بشريا ثريا وحلولا متنوعة.