تحكيم

عودة الجويني خطوة في الاتجاه الصحيح

لئن خلّف قرار تشكيل لجنة لاختيار المدرب الوطني الذي سيخلف جلال القادري على رأس «نسور قرطاج» جدلا كبيرا رغم التأكيد على أن مهمة الثنائي منتصر الوحيشي وأنيس البوسعيدي وقتية وتأتي في اطار سدّ الفراغ قبل الدورة الودية التي ستقام بالامارات في نهاية شهر مارس، فإن بقية الإجراءات التي اتخذها المكتب الجامعي الذي يتأهب للرحيل حيث حدّد تاريخ 9 مارس موعدا لانعقاد الجلسة العامة الانتخابية للمدة النيابية 2024ـ2028 لاقت ارتياحا نسبيا رغم بعض الأصوات المنادية بعدم التعامل مع المسؤولين الحاليين الذين استنفدوا جميع الفرص وأصبح بقاؤهم غير مرغوب فيه بعد الفشل الرهيب في كأس افريقيا وهو ما دفع مختار ذويب وخالد بدرة الى رفض الانضمام الى اللجنة المكلفة بتعيين مدرب وطني جديد. ولعل الاستنجاد بكفاءتين في المجالين الفني والتحكيمي من خلال تعيين ناجي الجويني مشرفا عاما على قطاع التحكيم وتكليف المحاضر الدولي بلحسن مالوش بمهمة مستشار فني يعتبر من النقاط الإيجابية التي أسعفت المكتب الجامعي رغم أنها جاءت في «الوقت» الضائع بحكم قيمة الرجلين ووزنهما الكبير على الصعيد الدولي وكذلك السمعة الطيبة التي يتمتعان بها وجعلت حظوتهما عالية. وستكون عودة ناجي الجويني الى الساحة مفيدة للغاية للتحكيم التونسي الذي تراجع بشكل رهيب في السنوات الأخيرة ليغيب عن أكبر محفل قاري في ضربة موجعة لقطاع كان يقود القاطرة وأنجب عديد الأسماء التي صنعت تاريخا حافلا في عالم «الصفارة» ومن بينها الجويني الذي يعرف مكامن الداء وسيعمل على إيجاد الدواء المناسب ليستعيد التحكيم عافيته في القريب العاجل بما أن الضغوطات والحسابات كبّلتاه كثيرا وجعلت عديد الأسماء تعاني داخليا وخارجيا. وراكم الجويني خبرة طويلة حيث تولى مهمة الاشراف على التحكيم في قطر ليصنع مجدا كبيرا ويقود «ثورة» جعلت التحكيم المحلي الأفضل في الخليج ببروز عديد الأسماء الشابة التي اكتشفها الحكم الدولي السابق ومنحها الثقة اللازمة لتصعد أسهمها بشكل سريع، وسيحاول الجويني توظيف خبرته من أجل إعادة التحكيم التونسي الى المدار الصحيح رغم أن التوقيت لم يكن مناسبا وقد لا يسمح بفرض التصورات اللازمة لتدارك ما فات وبناء جيل جديد قادر على حمل المشعل فضلا عن قيادة البطولة الوطنية الى برّ الأمان خاصة وأنها ستدخل في منعرج حاسم يستوجب حسن الاختيار وتفادي الأخطاء التي من شأنها اثارة الرأي العام في مناخ يشهد أصلا توترا وتزايدا للمشاحنات والحسابات الضيقة. وأدى عدم مرور التيار مع الرئيس السابق للجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء الى عدم الاستنجاد سابقا بخبرة ناجي الجويني الذي انتهت مهمته في الاتحاد القطري منذ العام الفارط ليختار الابتعاد عن الساحة مع وصوله الى سن التعاقد غير أن عودته تزامنت مع هبوب رياح التغيير والتي قد تتواصل في الشهر المقبل من خلال قدوم وجوه جديدة ستكون لها رؤيتها الإصلاحية في جميع مجالات كرة القدم.