الرابطة الأولى

بعد ضمّ بوكيا وأهولو هل حقّق الترجي الاكتفاء الذاتي؟

أعلن الترجي الرياضي في الساعات الأخيرة من "الميركاتو" الشتوي عن ضمّ متوسط الميدان الايفواري روجي أهولو والجناح الأيمن أندري بوكيا لمدة موسمين ونصف بعد فسخ عقد النيجري يوسف أومارو الذي تحوّل الى الملعب التونسي وإعارة الجزائري رياض بن عياد الى الرجاء البيضاوي لتتجاوز هيئة حمدي المؤدب في "الوقت الضائع" المأزق الذي كاد يحرمها من تعزيز الرصيد البشري. ولم يكتف الترجي بالتخلص من يوسف أومارو ورياض بن عياد بل قام الاطار الفني بغربلة كبيرة ضمّت أسماء بارزة كمتوسط الميدان الدولي السابق معتز الزدام الذي تحوّل الى المصري البورسعيدي في صفقة كانت مفاجئة نسبيا، كما وقع التخلي على سبيل الإعارة أو الانتقال النهائي الى وجهات أخرى في البطولة الوطنية عن الحارس حمزة الغانمي والمدافع زين الدين ساسي والجناح الأيسر فاروق الميموني ومتوسط الميدان عزيز فلاح ويأتي هذا التمشي في اطار التخلص من العناصر التي لن تدخل الحسابات ويشكّل وجودها عبئا على المجموعة. وعكس الموسم الماضي، اختارالترجي استغلال فترة الانتقالات الشتوية خاصة وأنه دخل في مرحلة جديدة بقيادة المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي سيتمتع بالوقت الكافي لوضع بصمته الفنية وتغيير "لوك" الفريق حيث سيكون مطالبا بالتوفيق في معادلة تحقيق نتائج باهرة واقترانها بأداء يليق بقيمة الأسماء الموجودة ذلك أن السبب الرئيسي في العودة الى المدرسة الأجنبية بعد غياب طويل هو فشل المدربين المحليين المتعاقبين على الحديقة "ب" في فرض "طابع" خاص. تقوية الوسط والهجوم يملك الثنائي الجديد خبرة لا يستهان بها حيث مرّ روجي أهولو بالبطولة التونسية من بوابة الاتحاد المنستيري قبل أن يحطّ الرحال في الموسم الفارط بالرجاء البيضاوي بتأشير من مدربه السابق فوزي البنزرتي الذي يؤمن كثيرا بقدرات متوسط الميدان الايفواري من أصول طوغولية، ويرنو أهولو الى تكرار نجاحات مواطنه فوسيني كوليبالي الذي شابهت مسيرته الوافد الجديد لينحت اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الترجي الذي تعاقد أيضا مع جناح قادم من بطولة محترمة في القارة "العجوز" وهو أندري بوكيا الساعي بدوره الى النجاح في محطته الجديدة. ويأتي ضمّ التعاقد مع أهولو وبوكيا في اطار تقوية خطي الوسط والهجوم قبل اقتحام المرحلة الأصعب من الموسم والتي تقتضي وجود عناصر تملك الخبرة المطلوبة وكذلك الإمكانات الفردية من أجل تجاوز المطبات القادمة وخاصة على الصعيد القاري حيث تنتظر الترجي مباراتان حاسمتان على درب التأهل الى الدور ربع النهائي، ويفتقد فريق باب سويقة الى لاعب قوي من الناحية البدنية في وسط الميدان بما أن غيلان الشعلالي قد لا يكون جاهزا تماما لكسب التحدي ويحتاج الى معوّض مناسب في حين يهدف ضمّ بوكيا في اطار تعزيز الخيارات في الرواقين حيث لاح جليا النقص الواضح على مستوى "الكيف" بعد إصابة الجزائري حسام غشة. دون ضمانات تبقى حقيقة الميدان الفيصل بخصوص قدرة المنتدبين الجديدين من عدمها على النجاح في محطتهما التونسية ذلك أن الترجي عانى كثيرا في السنوات الأخيرة من فشل التعاقدات التي أثقلت كاهله ماليا واداريا في ظل المفاوضات الشاقة للتخلص من عبئ عديد الأسماء وآخرها النيجري يوسف أومارو الذي غادر بسرعة كبيرة صفوف الفريق، وسيكون أهولو وبوكيا أمام حتمية تقديم أوراق اعتمادهما منذ البداية لتفادي الضغوطات التي كبّلت من سبقهما من الأسماء التي أحاطت بقدومها هالة كبيرة غير أن مستواها على الميدان كان ضعيفا ودون المأمول. وأمام "ثورة" الشبان وكذلك الرضاء الحاصل على أداء بعض العناصر، لن تكون الضمانات كبيرة أمام أهولو وبوكيا رغم أن الفرصة قادمة في ظل تتالي المباريات وحاجة الاطار الفني الى "تدوير" الرصيد البشري لتفادي تأثير الإصابات والارهاق غير أنه مطالب في المقام الأول الى حسن توظيف قدرات اللاعبين الجديدين اللذين سيلتحقان بالفريق في تربص المغرب والذي سيكون مفصليا في تحديد توجهات المرحلة المقبلة على مستوى الاختيارات