الرابطة الأولى

الترجي ينتهج استراتيجية جديدة

 شهد "الميركاتو" الشتوي في الترجي حركية في الاتجاه المعاكس رغم تفادي سيناريو الموسم الفارط عندما اكتفى فريق باب سويقة بالرصيد البشري الموجود لتكون الخسائر كبيرة حيث فشل في المحافظة على تاجه المحلي للموسم السابع على التوالي كما أخفق في إحراز كأس تونس التي واصلت تمنّعها فضلا عن الخروج من نصف نهائي رابطة الأبطال دون مقاومة كبيرة ضد الأهلي المصري، وتعزّزت الصفوف في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية بالطوغولي روجي أهولو والكونغولي أندري بوكيا في حين ضمّت لائحة المغادرين أسماء بارزة على غرار يوسف أومارو ومعتز الزدام اللذين تحوّلا على التوالي الى الملعب التونسي في صيغة انتقال نهائي والمصري البورسعيدي على سبيل الإعارة. وتأكد دخول الترجي في كرحلة جديدة تزامنت مع قدوم المدرب ميغيل كاردوزو الذي اختار العمل مع مجموعة محدّدة من اللاعبين، فرغم حداثة إشرافه على الفريق فإنه أخرج عديد العناصر التي تاهت في الزحام وفشلت في افتكاك مكان صلب التشكيلة الأساسية كما ارتأى منح فرصة أخذ هامش وقت أكبر لعديد العناصر الشابة التي لن تدخل حساباته في الفترة القادمة على أمل تحسين مستواها والعودة من الباب الكبير. لم يكن خروج النيجري يوسف أومارو مفاجئا رغم عودته القوية في آخر المباريات على الصعيد المحلي حيث لاح جليا عدم تأقلم النجم السابق مع الاتحاد المنستيري مع الأجواء لكن إعارة معتز الزدام الى المصري البورسعيدي مع أحقية الشراء تعتبر القرار الأبرز للمدرب البرتغالي الجديد الذي قيّم مستوى اللاعب الدولي سريعا وأخرجه من المنظومة التي يريد إرساءها في فريق باب سويقة وتحديدا في منطقة وسط الميدان التي تشهد توهج عديد اللاعبين الشبان وعرفت تعزيزا جديدا بقدوم روجي أهولو. ويعكس التخلي عن الزدام فشل سياسة الترجي في الانتدابات خلال المواسم الأخيرة رغم القيمة الفنية للأسماء الوافدة وتألقها الكبير في البطولة الوطنية لكن أسبابا عديدة حالت دون التأكيد في فريق يعيش على الانتصارات والألقاب ومن بينها الاصابات والمشاكل المتعلقة بالانضباط والتي حرمت لاعب النجم الساحلي سابقا من فرض نفسه ضمن الأساسيين ليتراجع في ترتيب الخيارات تدريجيا. ولعل نجاح ياسين مرياح وبدرجة أقل محمد بن علي من ضمن الانتدابات التي قام بها الترجي في الموسم الفارط تأكيد على عدم سلامة الخيارات عند الاطار الفني أو المسؤولين حيث شكّل الثنائي محمد شرارة ورياض بن عياد صداعا كبيرا وخرج حسام دقدوق من الحسابات بسرعة قياسية في حين لم يحظ زين الدين ساسي بفرصة كبيرة، ولم يختلف الحال كثيرا في العام الحالي ذلك أن عديد المنتدبين مازالوا ورقات بديلة على غرار أسامة السهيلي ومحمد وائل الدربالي وبالتالي فإن "تخمة" الانتدابات لم تعط نتيجة على أرض الواقع وهي من العوامل التي قد تكون شجّعت إدارة الترجي على القيام بتعزيزات محدودة. ويمكن القول إن رياح التغيير التي هبّت على الفريق في الفترة الأخيرة وشملت الجانبين الفني والبشري من شأنها تعزيز فرص الشبان في الظهور ذلك أن التخلي على معتز الزدام ويوسف أومارو مؤشر على الثقة الكبيرة الموجودة في العناصر الموجودة في وسط الميدان ولم تتجاوز 21 سنة وهي غيث الوهابي وزكرياء العايب وأوناشي أغبيلو في انتظار صعود أسماء جديدة قادرة على تأكيد قدرتها على تغيير واقع الترجي الذي دفع باهظا ثمن الانتدابات المكلفة والتي أضرّت كثيرا بالتوازنات المالية وهو ما يفسّر التوجه نحو التخلص من الاعباء الثقيلة لبعض اللاعبين الذين لن يتمتعوا بفرصة عاجلا أم آجلا.