الرابطة الأولى

 يدخل الترجي الرياضي بعد أقل من أسبوعين في مرحلة جديدة يقودها المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو وتعرف بعض التغييرات على مستوى الرصيد البشري في أعقاب "الميركاتو" الشتوي الذي شهد التعاقد مع الثنائي روجي أهولو وأندري بوكيا مقابل التخلي عن عديد الأسماء وأبرزها النيجري يوسف أومارو. ورغم أن التركيز منصب حاليا على تجهيز الفريق للمواعيد القادمة والتي تكتسي قدرا كبيرا من الأهمية حيث سيعمل زملاء أمان الله مميش على تأمين بداية مثالية في مرحلة التتويج قبل العودة الى منافسات دوري الأبطال، فإن هنالك ملف لا يقلّ قيمة وسيأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام في المرحلة القادمة والمتعلق بمصير اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في موفى الموسم الجاري حيث تضمّ القائمة أسماء بارزة على غرار قلب الدفاع ياسين مرياح ومتوسط الميدان غيلان الشعلالي والظهير الأيسر محمد أمين بن حميدة والحارس معز بن شريفية وبالتالي قد يساهم الحسم قريبا في مستقبلهم في توفير أجواء عمل مناسبة للنجاح والتألق، وأكد الناطق الرسمي لفريق باب سويقة وليد قرفالة في تصريح إذاعي عن فتح الإدارة لملف تجديد العقود من خلال التفاوض بالأساس مع هاني عمامو بينما لم يعط الموقف الرسمي بخصوص ياسين مرياح. فرصة لأبناء النادي؟ يعكس التعاقد مع لاعبين فقط في فترة الانتقالات الشتوية الرضاء القائم على الرصيد البشري الذي يجمع بين الخبرة والطموح بوجود عناصر دولية وأخرى مازالت في بداية الطريق لكنها أظهرت قدرات جيدة ونجحت في فرض نفسها بقوة منذ الموسم الفارط لتدخل الحسابات وتشعل التنافس من أجل الأماكن الأساسية، وقد تعيد "ثورة" الشبان التفكير في مصير بعض الركائز التي تنتهي عقودها رغم أن تعويضها ليس أمرا هيّنا وهو ما ينطبق بالأساس على ياسين مرياح الذي يعتبر الخيار الأول في وسط الدفاع وقد تدخل إدارة الترجي بكل ثقلها لتمديد عقده رغم الحديث عن فرضية عودته الى الخليج. ولا يملك الترجي في الظرف الراهن معوضين لبعض العناصر التي لا تحظى بإجماع كبير رغم وجودها بانتظام ضمن التركيبة المثالية كمحمد بن علي ومحمد أمين بن حميدة حيث يبدو تمديد عقديهما أقرب الى الظن وهو ما لا يبدو ملفا مستعجل بالنسبة لكليهما لكن الحسم سيكون مهما في تحسين أدائهما وتقديم الإضافة المرجوة في المنعرج الحاسم من الموسم ذلك أن مرورها بجانب الحدث قد يفتح الباب أمام انتدابات جديدة في الصائفة أو مواصلة الزجّ بالشبان. اختبار حقيقي سجّلت المباريات الأخيرة عودة قوية لمتوسط الميدان غيلان الشعلالي الذي سادت تخوفات بخصوص مستقبله الكروي في الصائفة الفارطة قبل أن تنجح الهيئة المديرة في تجديد عقده لمدة موسم ليكون في فترة أشبه بالاختبار لمدى قدرته على العودة بقوة الى الساحة وهو ما ستوضحه المنافسات المقبلة ذلك أن المنافسة الكبيرة في وسط الميدان ستجعل الشعلالي أمام امتحان كبير لإثبات امكاناته الحقيقية التي جعلته واحدا من أفضل اللاعبين في تونس لولا الاصابات التي عرقلت مسيرته. وسيكون متوسط الدفاع هاني عمامو أمام فرصة حقيقية لحجز مكان دائم في التركيبة المثالية بعد أن عانى من ضعف المشاركات منذ قدومه الى الترجي حيث أصبحت الخيارات ضئيلة أمامه رغم تقديمه مستوى طيبا كلّما نال الفرصة لكن إعادة توزيع الأدوار سيمكّن اللاعب السابق للنادي الصفاقسي من تحسين صورته وقلب المعطيات لصالحه طالما أن تركيبة المحور قد تعرف تغيّرا كليّا في الموسم القادم، وستحدد توجهات الترجي رياضيا وماليا مصير عديد الأسماء التي توجد حاليا في الواجهة أو خسرت مكانها كمعز بن شريفية الذي يبقى خيارا بديلا، ولا تدعم الرهانات الرياضية الهامة فكرة الضغط على اللاعبين من أجل تمديد عقودهم بما أن هذا المعطى مرتبط أساسا برغبة الجانبين.