سبق وأن كتبنا أن المكتب الجامعي "يبحث عن منتصف النهار عند الساعة الثانية بعد الظهر" وهو مثل فرنسي للتعبير على مثلنا الشعبي "ولدها عللا ظهرها وهي تلوّج عليه" وبعبارة أوضح, الجامعة التونسية لكرة القدم وضعت نفسها في مأزق بتسرّعها في الإعلان في مرحلة أولى عن مواجهة الترجي الرياضي للاتحاد المنستيري ثم في مرحلة ثانية بإجراء مقابلة فاصلة بين الاتحاد المنستيري والملعب التونسي لتحديد منافس الترجي في السوبر التونسي.
فرغم ما قدّمناه من أمثلة حول أحقية الملعب التونسي بلعب الكأس الممتازة – ليس دفاعا عن فريق باردو وإنّما بالمنطق والقياس – إلا أن المكتب الجامعي يواصل في تعنّته ويكابر ولا يريد الاعتراف بالخطأ.
نعيدها للمرة الألف أن المبدأ في مسابقة الكأس الممتازة هو منافسة بين طرفين من البطولة والكأس. وعندما يكون البطل هو نفسه الفائز بالكأس, منطقيا منافسه في النهائي هو الذي يشارك في السوبر اعتمادا على ما نص عليه القانون الرياضي لجامعتنا بخصوص المشاركة في كأس الكاف. من جهة أخرى, لنا سابقة في هذا الشأن. في سنة 1995 أحرز النادي الصفاقسي على الثنائي, عندها شارك الأولمبي الباجي في السوبر لأنه واجه فريق عاصمة الجنوب. والكأس الممتازة التي دارت في الدوحة شهدت مواجهة الترجي الرياضي للنادي البنزرتي بعد اعتذار النادي الإفريقي الفائز بالكأس والنجم الساحلي الذي لعب الدور النهائي . النادي البنزرتي شارك لأنه كان أحد طرفي نصف النهائي. يعني يجب أن تكون المسابقتان ممثلتين في السوبر وهو ما لم يفهمه المكتب الجامعي الموقّر الذي يضم في صفوفه عددا لا "يستهان به" من "رجال القانون".
لقد وقع التسويق أن سابقة مماثلة حصلت ذات موسم ولعب البطل ضد الوصيف. وللتأكّد من الملومة التي أرادوا بها تبرير إجراء لقاء فاصل بين البقلاوة وفريق الرباط, اتصلنا بالاتحاد الدولي للتاريخ وإحصاءات كرة القدم لمعرفة الموسم الذي شهد مواجهة البطل للوصيف بدل الفائز بالكأس أو الذرف الثاني في النهائي, جاءت الإجابة بالنفي مع التأكيد أن ذلك لم يحصل أبدا.
فهل أن أرشيف الجامعة – وهذا يستحق سلسلة من المقالات – له ما يثبت ما تم التسويق له؟ وإذا كان الأمر كذلك, لماذا لا تكذّب الاتحاد الدولي بنشرها المعطيات التي استندت عليها لإجراء الباراج؟