تحكيم

التحكيم التونسي حايمودي : جاء للإصلاح أم لدفن الحكام؟

مرت سنة تقريبا على الاستنجاد بالحكم الدولي الجزائري السابق جمال الحايمودي لإصلاح التحكيم في تونس وهي فترة كافية لتقييمه .. فهل أصلح التحكيم ؟ أم بدأ في إصلاحه ؟ وهل غابت الاحتجاجات أم مازالت دار لقمان على حالها ؟ بداية يجب العودة الى سبب الاستنجاد وهو عدم تمكن مراد الدعمي من إعطاء نفس جديد ودون الدخول في تفاصيل عدم توفيقه يمكننا الجزم بأنه وجد عرقلة وتخريب (صابوطاج) من طرف وجوه لا يرضيهم تواجد المونديالي على رأس الإدارة إضافة الى مساهمة الدعمي نفسه في تحقيق اهداف اعدائه وذلك بخلق مجموعة مضادة من أصدقاء الامس ... وفي جو تميز بالاضرابات والمشاكل المختلفة جاء الحايمودي فهل حقق الفتح المبين ؟ إجمالا لم يتغير المشهد رغم ما يجده من دعم اعلامي لا مثيل له حيث أصبحت اغلب المافيولات لطيفة بالإدارة الوطنية للتحكيم ربما حتى لا يبرز التحكيم بضعفه الفادح نظرا لتكاثر الأخطاء الكارثية لادارة الحايمودي وهذه أبرزها ابعاد السالمي إرضاء للكاتب العام للكنفدرالية حقق الحايمودي رغبة الكاتب العام للكنفدرالية وأبعد افضل حكم تونسي في الفترة الحالية وهو الصادق السالمي ومهما اطنب الجزائري في التعليل فإنه حقق رغبة الكونغولي ولم يكترث بالظلم المسلط على السالمي لا كحكم بل كتونسي رفض الارتماء في أحضان الكونغولي ضد موريتانيا وبدعوى التشبيب أضاف للمبعدين نعيم حسني وهيثم قيراط ويسري بوعلي الذي تفطن لخطة الحايمودي فبادر بالمغادرة أما قيراط فكان بالإمكان المحافظة عليه لحين شفائه ... لكن الحايمودي سارع بابعاد السالمي باعتبارها فرصة ثمينة الفضيحة الكبرى : قائمة المرفوضين من الأندية أغرب قرار اتخذته لجنة الحايمودي نشر قائمة الحكام المرفوضين من طرف الأندية لنكتشف ان 7 فرق ترفض حسام بولعراس ولعل الهرسلة التي تعرض لها بعد نهائي السوبر ساهمت في خلق أجواء مشحونة جعلت الأندية ترفضه وعل غرار بولعراس تضرر عدة حكام وخاصة العيادي بنشر هذه القائمة في مخالفة صريحة للسر الإداري ويمكن ان تدخل تحت طائل المنشور 54 والفصل 24 بما ان النشر اساء لسمعة الحكام أين القنواطي ؟ لا احد يشك في قيمة الحكمة درصاف القنواطي الفنية والبدنية ولو وجدت الدعم الكافي من مافيا التحكيم الافريقي لكانت حاضرة في كل التظاهرات الكبرى فهي متـأقة أينما حلت ولئن ارتكبت خطأ في الفار فما على إدارة الحايمودي الا ابعادها عن الفار ودعمها وسط الميدان اين المال ؟ لم تجد الجامعة المال للحكام وهذا سبب رحيل ناجي الجويني الذي شرع في الإصلاح لكن إدارة كمال ايدير راوغته ولم توفر له ادنى أسباب العمل الجدي وجاء الحايمودي فتوفر المال له وللتربصات أما الحكام فلم يتحصلوا على أموالهم منذ 3 سنوات ... صحيح ان اجرة الحايمودي لن تحل المشكل لكن قرابة 150 مليونا سنويا يمكن ان تساهم في حل جزئي للحكام وخاصة الشبان حيمودي : هل يذبح حكامه ؟ ما يحصل للسالمي وحسني وبولعراس والقنواطي وبوعلي ذكرنا بما حصل للحايمودي في الجزائر حيث مر بتجربة غير ناجحة لدرجة اعتبروه عدو الحكام عندما اتخذ سلسلة عقوبات شبهها احد المواقع بالمجزرة في حق الحكام " حايمودي يذبح حكامه بالمنشار"، هذه الوضعية عجلت برحيله عن الجزائر واستقراره بفرنسا ومنها الى تونس والخوف كل الخوف أن يعرف الحكام التونسيون نفس المصير الذي عرفه حكام الجزائر مع الحايمودي بشائر الخير من الأمور التي قد تحسب للحايمودي تواجد التحكيم التونسي في النهائيات القادمة ولعلها خطوة نحو العالمية وهذا الاختيار عادي في بلد صنع ابرز حكام القارة منذ أيام الهادي عبد القادر والمنصف بن علي والعيساوي بودبوس والبحري بن سعيد وبالناصر والجويني وكريم والميموني والدعمي وقيراط والمنصري وغيرهم ونعرف جيدا ان التحكيم الافريقي تقوده عصابات وغارق في الفساد ولا يتواجد الا من يحسن التلاعب واللعب بالنتائج لفائدة اللوبي المسيطر ... ودون مغالطة كلما كان التمثيل التونسي قوي في الهياكل الدولية كلما برز حكامنا ... وما نرجوه من حيمودي مراجعة ابعاده للحكام لمجرد عدم الإعلان عن ضربة جزاء وإعادة الثقة لهم وبداية بوسام بولعراس والإسراع بخلاصهم (ضرورة تدخل الوزارة التي لم تفعل شيئا لهم) وتوخي الصرامة في العلاقات مع الأندية لان إرضاء الفرق من شأنه ان يضاعف الازمة ويفرغ الساحة من الحكام ... ولأن الحايمودي جاء لاصلاح التحكيم لا لدفن الحكام فإن المراجعة اكثر من ضرورية