حوارات

برتران مارشان (مدرب هلال الشابة) : سأدرب هلال الشــابة حتى لو نزل إلى الدرجة الرابعة

 

 يتابع المدرب برتران مارشان بإنشغال كبير ما يحصل منذ أكثر من شهر بين هلال الشابة والجامعة التونسية لكرة القدم دون أن يبدي رأيه في هذا الملف ، المدرب الفرنسي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بما أن فريقه قد يجد نفسه جرّاء نزاع قانوني، في آخر الأقسام رغم الوجه المتميّز الذي أظهره في بطولة الموسم المنقضي.

مـارشان خصّ «الصحافة اليوم» بحوار خاطف أبدى فيه موقفه ممّا سمي «نزاع الموسم» متحدثا عن إستعدادات الهلال للموسم الجديد بالإضافة إلى كشفه لحقيقة العروض التي بحوزته منذ مدة وإمكانية مغادرته أسوار النـادي.

 كيف تقبلت قرار الجامعة؟

تفاجأت حقيقة بقرار الجامعة التونسية بتجميد أو تعليق نشاط الفريق، الخبر نزل علينا كالصاعقة حين كنا في إجتماع للإطار الفني، لست رجل قانون حتى أحدد من المخطئ ومن المصيب في كل ما يحصل، لكنني على قناعة أن فريقنا لا يستحق قرارا مماثلا لأننا أثبتنا للجميع إستحقاقنا باللعب في الرابطة المحترفة الأولى والدليل ما قدمناه طيلة موسم كامل هو الأول في تاريخ الهلال في الرابطة الأولى. لقد تحدثت إلى رئيس النادي الذي وعدني بحلحلة الأزمة سريعا بيد أن الوقت يمضي دون تطورات جديدة. وأنا أتابع الملف كسائر الأطراف لكنني أحاول أن أبعد المجموعة عن الضغط النفساني الرهيب المسلّط عليها  وهذا منطقي بما أن اللاعبين أحسوا أن كل المجهود والعمل المتواصل الذي قمنا به ذهب أدراج الرياح بجرّة قلم أو نتيجة صراعات إدارية أعتبرها مجانية.

 هل أثر ذلك على سير التحضيرات؟

بالطبع هناك تأثير سلبي، ففي الحصص الأولى لمسنا نوعا من الإستسلام فأبنائي أحسوا بالظلم والقهر نتيجة قرار الجامعة. هناك من اعتبر القرار بمثابة «نهاية العالم» فمن غير المعقول أن يجد لاعب نفسه في الدرجة الرابعة بينما مكانه الطبيعي في قسم النخبة، ولهذا فقد ركزنا خلال المرحلة الماضية على الجانب النفساني إلى أبعد الحدود حيث حاولنا إعادة الروح إلى اللاعبين وأردنا تحفيزهم. وتضمّ المجموعة بعض الأسماء من سكان مدينة الشابة وأهاليهم معنيون مباشرة بكل ما يحصل حيث تابعنا محاولة الهجرة الجماعية والإحتجاجات العارمة التي أدخلت المدينة في حالة إحتقان غير مسبوق، الشابة مدينة هادئة وآمنة أكن لها حبا كبيرا ولا نملك الوقت للإستسلام ونريد تمرير رسالة واحدة وهي أننا سنصارع إلى الرمق الأخير ونمنّي أنفسنا بالبقاء في مدارنا الطبيعي حيث إجتمعنا بالهيئة المديرة في أكثر من مناسبة وقد أكد لنا رئيس النادي أن لا علاقة لنا بكل ما يحصل وعلينا التركيز على المعشب الأخضر والبقية هو من مهام الإدارة التي تسعى جاهدة إلى تجاوز هذه المشاكل بالطرق القانونية أو عن طريق حل ودي وهو ما أعاد بعض الأمل بالنسبة إلى اللاعبين.

 إذا لم ينجح الفريق في التوصل إلى حل، هل ستغـادر؟

أنا مدرب محترف أقوم بعملي مثلما ينّص عليه العقد المبرم بين الطرفين، ما يحصل لي مع الهلال في الفترة الحالية هو تجربة خاصة في مسيرتي الرياضية حيث لم يسبق لي أن عشت ظروفا مشابهة، لك أن تتصور الوضعية التي أنا عليها بعد موسم طويل، لا أستحق بعد عملي وتعبي أسابيع وأشهر أن أكافأ بمثل هذه القرارات، أنا حزين لوضع الكرة في تونس التي يعلم الجميع أن مكانتها في قلبي خاصة جدا. وبالنسبة إلى المغادرة فإنني لا أجزم بما سيحصل في الساعات القادمة والمؤكد أنه في حال عدم بقائنا في الرابطة الأولى فإن جلسة ستعقد مع رئيس النادي لتحديد مصيري سواء بالبقاء أو الرحيل رغم أنني مستعد لتدريب هلال الشابة في الدرجة الرابعة تعبيرا مني عن الحب والإحترام الذي أكنّه لهذا الفريق.

 في المقابل إسمك متداول لتدريب فريق تونسي اخر؟

أتتحدث عن النادي الصفاقسي أم النجم الساحلي؟(ضاحكا) أنا أسمع مثلكم كل هذه الأخبار التي يبقى أغلبها مجرّد تخمينات لا غير. بالنسبة إلى النجم الساحلي، فقد تعودت على هذه الشائعات ففي كل مرة يكون فيها الفريق دون مدرب إلا ويطرح إسم مارشان كأبرز الأسماء المقترحة وفي الأخير يأتي مدرب آخر ما يعني أن الفريق لم يتصّل بي ولم يفكر في التعاقد معي. إتصل بي شرف الدين مرة واحدة وتحدثنا طويلا في كل المواضيع وكنت قريبا حينها من العودة إلى النجم ولكن وقع الاختيار على مدرب آخر. أما بخصوص النادي الصفاقسي فأؤكد لك أنني لم يسبق طيلة سنوات عملي في تونس أن قابلت مسؤولا من الفريق وأظن أنها المرة الأولى التي يرتبط إسمي بتدريب الفريق لكن لم يتصل بي إلى اليوم أي شخص، قد تكون بعض الأطراف الأخرى هي من طرحت إسمي على الهيئة وشرف لي أن أدرب فريقا كبيرا كالنادي الصفاقسي بعد مروري سابقا بالإفريقي والنجم.

 كيف تقيّم المجموعة الحالية؟

في نهاية الموسم قمنا بغربلة الرصيد البشري حيث غادرت عديد الأسماء على غرار الجزائريين حامية ومرباح وتشاونتي وكذلك المعروفي الذي إنتهت فترة إعارته وعاد إلى النادي الصفاقسي ما يفرض تعويض هؤلاء اللاعبين بأسماء أفضل أو على الأقل في المستوى نفسه. لقد عوّضنا المعروفي بيوسف العيّاشي وبن ثابت بالفريوي وقمنا بإنتداب ياسين الصالحي الذي أثق في كونه سيقدم الإضافة إلى خط الهجوم قياسا بإمكاناته الفنية والبدنية.

 هل هناك مراكز أخرى تنوي تعزيزها؟

يبدو أن الرصيد الحالي يحتاج إلى مزيد إثرائه لبلوغ أهدافنا الرياضية حيث ننوي القيام بـ3 تعاقدات أخرى سيكون ماهر الحداد أحدها بما أنه يتمرّن منذ مدة وهو لاعب بصدد إعادة إكتشاف نفسه والعودة إلى مردوده المعهود، الحداد له تجربة كبيرة في تونس من النادي الصفاقسي إلى الإفريقي وكذلك في قطر، تحدثت إليه طويلا ووعدني بالإنضباط والعمل بجدّ ونحن ننتظر منه الكثير في الموسم الجديد لأنه قادر على تقديم الإضافة قياسا بفنياته وسهولة إختراقه لدفاع أي منافس. نحتاج أيضا إلى لاعب إرتكاز إضافي لمعاضدة الثنائي قارة وسارج وكنا بصدد التفاوض مع بعض الأسماء لكن مثلما يعلم الجميع فإن النصيب الأكبر من الجهود موجه حاليا إلى المشكلة القانونية وهو ما أجّل تفعيل بعض الصفقات إلى وقت لاحق.

 كيف تتوقع أن تسير الأمور؟

لست مرتاحا حقيقة لما يعيشه فريقي في الفترة الحالية من ضغوطات كبيرة وأتمنى أن يتم التوصل إلى حل ودي في أسرع وقت حتى نتمكن من العمل في ظروف مريحة، يمكن القول أن تأجيل البطولة 3 أسابيع إضافية خدمنا كثيرا وأعتقد أنه وقت كاف لإيجاد حل ولم لا الجلوس في طاولة واحدة والخروج بقرار تاريخي يعيد الحق إلى أصحابه فهو ليس إستنقاصا من قيمة الجامعة ولا مزايدة لكن يجب التعقّل في هذه المسائل وتجنيب المدينة سيناريوهات أسوإ لأن القادم لا ينذر بخير وهو ما يجب تداركه في الأيام القادمة وعاش هـلال الشابة.