حوارات

أيمن محمود (مستقبل سليمان): هدف المتلـــــــــــــــــوي كان المنعرج الحاسم في وصولي الى وصافة الهدافين

 كان المدافع أيمن محمود المفاجأة السارة في مستقبل سليمان هذا الموسم فرغم وجود مهاجمين في قيمة محمد علي بن حمودة وباسكال أونياكاشي ورشاد العرفاوي، فإن إبن «الستيدة» افتك النجومية بتصدره طليعة هدافي فريق الوطن القبلي برصيد ستة أهداف متأخرا بهدف وحيد عن صاحبي المركز الأول فراس شواط وسليمان كوليبالي بعد تسجيله هدف التعادل ضد الملعب التونسي ليساهم في ١١ نقطة كاملة حققها مستقبل سليمان من مجموع ٢٧ نقطة الى حدود الجولة العشرين وهو انجاز متميّز لمدافع محوري تمكّن من مصارعة المهاجمين على لقب هداف البطولة كما أنه لم يسجّل أية ضربة جزاء عكس منافسيه في صدارة الهدافين.

ويواصل مستقبل سليمان التجربة مع مستقبل سليمان على سبيل الإعارة للموسم الثاني على التوالي والذي كسب فيه التحدي وأعاد خلاله الاعتبار لنفسه بعد الصعوبات التي عاشها مع الترجي الرياضي وفسّرها في هذا الحوار المتعلّق بمسيرته مع فريقه الحالي وبعض الجوانب الأخرى للاعب كذّب مقولة أن المدافعين الهدافين أصبحوا عملة نادرة في ملاعبنا ويرنو الى تكرار انجاز علي معلول عندما أحرز بطولة الهدافين في موسم ٢٠١٥ـ٢٠١٦ برصيد ١٦ هدفا.

 ما هو سرّ هذا التألق اللافت مع مستقبل سليمان؟

ليس في الأمر سرّ بل هو نتاج طبيعي للعمل والاجتهاد والانضباط خلال التدريبات أو المباريات الرسمية، وضعت هدفا محدّدا منذ انطلاق الموسم وهو تقديم أداء طيب من أجل نيل فرصة الاحتراف خارج تونس في الأعوام المقبلة وأعتقد أن الظروف كانت مواتية من أجل تحقيق مبتغاي في ظل ايمان المدربين المتداولين على مستقبل سليمان بقدراتي حيث ساعدوني كثيرا على التأقلم مع الوضعيات الهجومية وسعوا الى الاستفادة من طول قامتي وقدرتي على التعامل مع الكرات الثابتة مع تخصيص حصص خصوصية لهذا الجانب، وأعتقد أن تسجيل ستة أهداف ليس محظ صدفة.

 هل ترنو إلى التتويج ببطولة الهدافين؟

في بداية الموسم، لم تكن غايتي تسجيل الأهداف بقدر تفكيري في مساعدة فريقي على التألق لكن هدفي في مقابلة نجم المتلوي في مرحلة الذهاب منحني الثقة كثيرا ورفع من سقف طموحاتي بما أن الكرات الثابتة أصبحت من الجزئيات المهمة في عالم كرة القدم وقد أكدنا ذلك في عديد المقابلات، وعموما سأعمل على مواصلة مساعدة المجموعة على تحقيق الأهداف المرسومة وأتمنى أن يواصل عدّاد الأهداف في الدوران خلال قادم المواعيد فالتنافس على أشده في الترتيب العام وكذلك في ترتيب الهدافين وفي صورة وصولي الى الصدارة فإن ذلك سيكون إنجازا كبيرا لن يمحى من ذاكرتي في موسم استثنائي.

  كيف تقيّم مسيرة مستقبل سليمان في هذا الموسم؟

مستقبل سليمان بصدد تأكيد المستوى الباهر الذي قدّمه في موسمه الأول ضمن النخبة حيث نحتل مركزا مريحا في الترتيب كما أن مستوانا كان مثاليا في أغلب المواجهات وبعض الصعوبات أو فترات الفراغ التي مررنا بها لا تعكس اطلاقا قيمة المجموعة أو أدائها الفردي والجماعي ويمكن اعتبارها طبيعية بسبب نقص الخبرة أو بعض الأخطاء الخارجة عن نطاقنا وعموما فإننا راضون كثيرا عن الحصيلة ونأمل تأكيدها في قادم الجولات.

ومن العوامل التي مهّدت لهذه النجاحات وجود إدارة على رأسها وليد جلاد وفّرت جميع مستلزمات النجاح ووضعت جميع إمكاناتها من أجل توفير الظروف الملائمة من أجور ومنح وتربصات كما أن جميع الإطارات الفنية التي مرّت علينا منذ الموسم الفارط ساهمت في هذا التألق الذي لم يعد مفاجئا، وطموحنا حاليا هو احتلال مركز ضمن الخماسي الأول ولم لا المراهنة على مشاركة قارية في المواسم القادمة ونحن قادرون على ذلك بما أن المجموعة الحالية تملك جميع آليات النجاح.

  هل وجدت صعوبات للتأقلم مع فريقك الحالي؟

قدمت إلى مستقبل سليمان من فريق كبير يهيمن على الساحتين المحلية والقارية وصراحة في البداية لم أستسغ كثيرا الخروج لكن منذ حلولي بسليمان وجدت ترحابا كبيرا كما أن مسئولي الترجي وخاصة رئيس النادي حمدي المؤدب ورئيس الفرع رياض بنور شجّعاني كثيرا ليكون اندماجي سريعا بالأجواء حيث قدّمت الإضافة منذ الموسم الفارط ولم أتأثر بالتقلبات التي عرفتها مسيرتي الرياضية في سنّ مبكرة وطموحاتي حاليا كبيرة وأنا سعيد للغاية بهذه المحطة التي أعتبرها مهمة على غرار سابقاتها مع فريقي الأم الملعب القابسي أو الترجي الرياضي الذي مازلت على ذمّته الى الموسم القادم.

  كنت قريبا من العودة الى الترجي في الشتاء الفارط، فما هي أسباب تعطّل الصفقة؟

صحيح كنت قاب قوسين أو أدنى من العودة الى الترجي لكن ارسال القائمة الافريقية في موفى شهر جانفي الفارط حال دون إتمام الصفقة حيث فضّلت جميع الأطراف مواصلتي التجربة مع مستقبل سليمان بما أن فرص اللعب ستكون أكبر كما أن وجود الحلول في المسابقة المحلية قد يمنعني من خوض أكبر عدد من المباريات وبالتالي لن يتسنى لي تأكيد الفترة الإيجابية في المرحلة الأولى من البطولة، وأنا سعيد بوجودي مع فريقي الحالي وأتمنى أن تكون عودتي الى الترجي من الباب الكبير.

  كيف تقبلت خروجك من الترجي في بداية الموسم الفارط؟

ما لا يعلمه الكثيرون أنني تحوّلت الى الترجي مصابا في منطقة حساسة من الجسم حيث خيّرت عدم إجراء عملية جراحية بسبب تفضيلي خوض المباريات والتعوّد على نسق الترجي المزدحم بالمواعيد الهامة محليا وقاريا، وقد استفدت كثيرا من موسمي الأول مع الترجي الذي كنت خلاله حاضرا في عديد المواجهات وأنا راض عن مستواي رغم مروري في بعض الفترات بصعوبات مردّها الإصابة وخاصة في مباراة النادي الإفريقي، والحمد للّه أنني تمكنت من تجاوزها دون الخضوع إلى تدخل جراحي حيث اكتفيت بحصص علاج طبيعي في قابس لأعود الى التدريبات بروح وعزيمة جديدتين، وعموما فإن الفائدة حصلت من تجربتي مع الترجي والتي قد تتواصل في السنوات القادمة.

 هل انتظرت دعوة إلى المنتخب الوطني؟

 

بطبيعة الحال، فالعودة الى المنتخب الوطني تعتبر من أهدافي الكبيرة خاصة أن مستواي في الفترة الماضية كان مثاليا بجميع المقاييس والفضل في ذلك يعود إلى المدربين الذين تداولوا على تدريبي وكذلك زملائي في مستقبل سليمان، الفرصة مازالت مواتية من أجل نيل ثقة الإطار الفني للمنتخب الوطني والمطلوب مضاعفة العمل من أجل مواصلة البروز سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية.